برلين - رفض الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الدعوة إجراء انتخابات مبكرة للبرلمان في الوقت الراهن مطالب أحزاب بلاده بتشكيل حكومة ائتلافية. وقال شتاينماير، في مؤتمر صحفي عقده الاثنين"ألمانيا تعيش وضعا لم تعرفه منذ 70 عاما تقريبا" بعد فشل المفاوضات التمهيدية حول تشكيل الحكومة. وأعرب عن أمله في أن تتمكن الأحزاب الألمانية من تشكيل حكومة ائتلافية بناء على نتائج الانتخابات البرلمانية، التي عقدت يوم الـ24 سبتمبر/أيلول، في إشارة إلى ضرورة مواصلة المفاوضات حول هذا الشأن. وقال شتاينماير "أتوقع من الجميع الاستعداد للمفاوضات لضمان تشكيل حكومة في مستقبل منظور". وتأتي هذه التصريحات بعد أن أبلغت زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي، أنغيلا ميركل، التي تسعى لتولي منصب المستشار الألماني للمرة الرابعة على التوالي، الرئيس الألماني، صباح الاثنين بانسحاب الحزب الديمقراطي الحر من المفاوضات. وكان متوقعا أن يضم هذا الائتلاف كلا من الحزب الديمقراطي المسيحي وحليفه التقليدي، الاتحاد الاجتماعي المسيحي (المحافظون)، بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي الحر (الليبراليون) وحزب الخضر. ولكن وبعد أكثر من شهر من المفاوضات الشاقة التي كانت آخر جولاتها اجتماع ماراتوني في نهاية الأسبوع، انسحب الليبراليون مساء الأحد معتبرين أن مواقف الأطراف متباينة جدا. وفي حال نجحت المفاوضات في تشكيل الائتلاف كان من شأنه أن يحصل على أغلبية في البرلمان بحصده 393 من أصل 709 مقاعد في بوندستاغ (55 بالمئة)، إلا أن هذه الحصة انخفضت إلى 44 بالمئة بعد انسحاب الحزب الديمقراطي الحر. وسيؤدي الفشل النهائي للمفاوضات حول تشكيل ائتلاف أغلبية في البرلمان الألماني إلى ضرورة الخيار بين السبيلين لحل الأزمة السياسية الحالية، الأول يتمثل بإقامة حكومة أقلية، الأمر الذي لم يشهده تاريخ ألمانيا حتى الآن، والثاني يكمن في إجراء انتخابات مبكرة لبوندستاغ بسرعة غير مسبوقة بالنسبة للبلاد. وأطلق على الائتلاف الثلاثي اسم ائتلاف "جامايكا"، لأن الألوان المميزة للأحزاب المشاركة هي نفس ألوان علم دولة جامايكا، ممثلة في التحالف المسيحي بزعامة ميركل، (اللون الأسود) وحزب الخضر (اللون الأخضر) والحزب الديمقراطي الحر (اللون الأصفر وستواصل ميركل الحكم في الوقت الراهن كما تفعل منذ شهر مع حكومة تكتفي بتصريف الأعمال لكن لا يمكنها اتخاذ قرارات كبرى.
مشاركة :