«تواصل» تلتقي «الغانم» صاحب مبادرة تكريم عمال النظافة في الدلم

  • 11/20/2017
  • 00:00
  • 164
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل – الرياض: أكد خالد بن راشد الغانم صاحب مُبَادَرَة تكريم عمال النظافة في منزله بالدلم، أنه لم يتوقع رد الفعل الذي أحدثته مبادرته، مُضِيفَاً لقد شاهدت سعادتهم بالحضور، على وجوههم، ورفضت أن يُسَاهِم أَي أحد منهم في تقديم الطعام، وقمت أنا وأولادي وعمالي بخدمتهم، والبعض استغرب كيف لسعودي أن يخدم هؤلاء العمال؟ لكنني كنت سعيداً سعادة لا توصف. صَحِيفَة “تواصل” التقت الغانم صاحب مُبَادَرَة تكريم عمال النظافة؛ وَهُوَ معلم متقاعد حاصل على ماجستير من جامعة الإمام بن سعود الإسلامية، حيث قَالَ: “المُبَادَرَة هي توفيق من الله عَزَّ وَجَلَّ، ونشر أَعْمَال الخير سنة حسنة للفاعل ومن نشرها وشجع عليها؛ لأنه في نشرها نشر للوعي والخير بين الناس”. 300 عامل وأَضَافَ الغانم، كنت أريد تكريم عمال النظافة في ثاني أَيَّام عيد الأضحى الماضي، لكن ذكر بعض الأخوة أن العمال يكون عندهم ضغط في العمل لذا جاء قرار تأجيل تكريمهم. واستطرد “الغانم” الحفل كان يوم الْجُمُعَة الماضي بمنزلي في محافظة الدلم، وَتَمَّ التنسيق مع الجهات المعنية حيث أخذت الموافقة من رئيس البَلَدِيَّة المهندس أبا ياسر، ووفر لنا مكتب الدعوة مترجمين من عِدَّة لغات. وَأَشَارَ صاحب مُبَادَرَة تكريم عمال النظافة في منزله، إلى أن عدد العمال كان 300 عامل من الشركة وعمال البَلَدِيَّة من جنسيات مختلفة، ومن مصر “مشرفين”، وبنجلاديش، ونيبال، وباكستان، والهند”. القُرْآن ومسابقات وتوزيع جوائز وَنَوَّهَ إلى أن الحفل اشتمل على فقرات القُرْآن ومسابقات وَتَمَّ توزيع جوائز مالية، وألقيت كلمة تم ترجمتها لعدة لغات وشارك أولادي في الحفل، وامتلأ المسجد الذي نصلي به وكانت مُبَادَرَة موفقة ولله الحمد. وواصل “الغانم” القول: كنت أرغب في توفير حافلات نفل مكيفة لنقلهم، ولكن نظراً لقرب أمَاكِنهم تم التواصل مع المشرفين، وتوفير سيارات خَاصَّة لنقلهم إلى مكان الحفل. وأَرْدَفَ: الحمد لله، لم أتوقع ردة فعلهم شعرت ذلك من علامات في وجوههم وكلماتهم وأنا أستقبلهم مدى السعادة، وطلبت منهم أن لا يشاركوا في إعداد الطعام أو تقديمه أو أَي خدمة، وقمت أنا وأولادي وعمالي بخدمتهم، والبعض استغرب كيف أن سعودياً يخدمهم وكنت سعيداً سعادة لا توصف. أثر إيجابي وَأَشَارَ إلى أن التكريم كان له أثر إيجابي في نفوس المكرمين وأهاليهم في الهند وبنجلاديش، حين رأوا تكريم أبنائهم وأَقَارِبهم في السعودية وشعروا بالعزة والكرامة، لما يلقونه من معاملة حسنة في مهبط الوحي بلاد الحرمين. وَأكَّدَ الغانم، أن العمال منا ونحن منهم متكاملون نحن نخدمهم بالمال وهم يخدموننا بالنظافة وغيرها، كما قَالَ تعالى: نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِياً”. وَتَابَعَ، أجدادنا قديماً كَانُوا يسافرون للهند لطلب الرزق، وكانت الصدقات تأتي من دولة الصومال لمكة والمدينة، ذَكَرَت هذه المعاني في كلمتي في الحفل ليكون في قناعة العمال أن تكريمهم ومعزتهم هو لما نحن فيه من نعمة وفضل من الله. صورة طيبة عن الإسلام وَأكَّدَ الغانم، أن الهدف من الحفل هو أن نعطي لهؤلاء صورة طيبة عن الإسلام، وأن النقص في المسلمين أنهم لم يطبقوا الإسلام بحذافيره كما قَالَ الشيخ محمد عبده – رَحِمَهُ اللَّهُ – وجدت في الغرب إسلاماً بلا مسلمين، ووجدت في بلدنا مسلمين بلا إسلام. واستشهد “الغانم”، بقصة تعامل الرسول صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدوتنا مع خادمه أنس، وكيف تعامل يوم فتح مَكَّة مع بلال الحبشي؛ وَهُوَ عبد وليس من علية القوم ناداه الرسول صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وطلب منه الصلاة معه في جوف الكعبة، ثم طلب منه أن يصعد على الكعبة ليؤذن وكان رأس الكعبة عالياً فطلب منه أن يصعد على كتف عمر وأبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، وهم من علية القوم وهي قصة نستخلص منها عِدَّة معاني فالإسلام أوصانا لكن نحن مقصرون. إساءة بعض المراهقين وأَوْصَى “الغانم”، بالتعامل بالكلمة الطيبة مع عمال النظافة وغيرهم وإعطائهم أجورهم، فهم لم يأتوا إلَّا لطلب الرزق والحاجة، كما اقترح أن يشارك عمال النظافة الأَجَانِب المواطنين السعوديين في المناسبات. وتَعْلِيقَاً على إساءة بعض المراهقين لعمال النظافة قَالَ “الغانم”، “هذه أَعْمَال فردية وليست من عمل عموم الشعب، أو تصرفات المسلم فالأكثرية يعاملونهم برحمة وإِنْسَانية، ونظرة الناس لهم بخير، وما يفعله بعض المراهقين مغيبي العقول بسبب المخدرات، وانصرافهم عن الدين هو من باب الاستثناء‘‘. نظرة دونية وذكر، أن البعض يعطي باقي الأكل لعمال النظافة وفي ذلك نظرة دونية لهم، لكن العقلاء من الناس والمتفقه من الدين يعاملونهم برحمة لأنهم يعلمون أننا نُرحم بضعفائنا. وروى “الغانم” تجربته في السفر لدول الغرب، وقال: “رأيتهم يمدحون السعوديين بأَخْلَاقهم ومعاملاتهم، لم أرَ من يذم سواء من العمالة أو الخدم‘‘. وختم: “الحمد لله نحن مقدرون أن هذه الفئة لم تأتِ إلَّا للحاجة وطلب الرزق، وتعامل الناس مع عمال النظافة بخير نراهم يعطونهم الصدقات عند الإِشَارَة، فنحن نعلم أن الغنى ليس دائماً قَالَ تعالى: “وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ‘‘.

مشاركة :