قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن هناك تعاوناً استخباراتياً بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وصفه خبراء بأنه "صادم وغير متوقع"، نظراً لإدانات المملكة لتل أبيب فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، إلى أن غادي إيزنكوت، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، قال علناً في مقابلة مع صحافي سعودي، إنه على استعداد لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع السعودية. ورأت الصحيفة أنه أمر مثير للصدمة أن البلد الذي كان عدواً لدوداً لإسرائيل، ويظهر حتى الآن في العديد من المحادثات إدانته لها، من الممكن أن يتلقى بعض أسرار الموساد والجيش الإسرائيلي. وتساءلت "هل نحن جميعاً ما زلنا نائمين ونحلم؟ لا، إنها الحقيقة؛ فوفقاً لخبيرين إسرائيليين في الاستخبارات والأمن القومي هما رام بن باراك وياكوف أميدرور، فإن هذه الحقيقة الصادمة أكثر تأكيداً لاتجاه واضح ومستمر مما قد يظهر علناً". ولفتت الصحيفة إلى أن بن باراك هو نائب رئيس الموساد، والمدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية. وأميدرور هو مستشار سابق للأمن القومي، ويعمل حالياً في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية. ونقلت عن بن باراك قوله إن تصريح إيزنكوت ليس مفاجأة، فمخاوف السعوديين في المنطقة هي نفسها تقلق الإسرائيليين، مضيفاً أنه "عندما يكون لديك مصالح مشتركة، فمن الطبيعي أن يعمل الطرفان معاً". وتابع القول "إذا استطعنا أن نعطيهم معلومات استخباراتية لوقف (خصم مشترك)، وأيضاً جمع المعلومات الاستخبارية والعمل معاً في قضايا أكبر، فهذه كلها مساعٍ جديرة بالاهتمام". ورداً على سؤال حول إمكانية حدوث تبادل للمعلومات مع المملكة، قال نائب رئيس الموساد السابق "إن التعاون هو دائماً طريق ذو اتجاهين"، موضحاً أن بيان أيزنكوت يجب أن يؤخذ على أنه يعني أن إسرائيل "مستعدة لأن تعطي وتستقبل معلومات. هذه هي الطريقة التي يتم العمل بها في جميع منظمات الاستخبارات". وتقول الصحيفة إنه بطبيعة الحال، ما زال هناك غموض حول ما هي المعلومات الاستخباراتية التي سيتم (أو يتم بالفعل) تبادلها؛ مشيرة إلى أنه ليس هناك دولة تشارك كل المعلومات الاستخباراتية حتى مع أقرب حلفائها. وقال بن باراك إن "نظام تحديد معايير المشاركة منظم جداً، ويحدد بدقة ما يمكن تقاسمه، وكيف يمكن تقاسمه". وفيما يتعلق بكيفية تبادل المعلومات، قال إن "المعلومات الحساسة عادة ما تعطى شفوياً"، مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن المستوى الجديد من التعاون الاستخباراتي بين البلدين يعني أن إسرائيل سوف تحصل بالضرورة على الضوء الأخضر من السعوديين للطيران من خلال أجوائها، لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وقال إن المهم في هذا الحدث ليس أن أيزنكوت قال إنه مستعد لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع السعوديين، بل إن المملكة العربية السعودية سمحت لأحد صحافييها بالسفر علنا إلى تل أبيب، للقاء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الحالي. وقال أميدرور، مستشار مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن السعوديين التقوا مع مسؤولين إسرائيليين كبار سابقين مثل اموس يادلين ودوري غولد، وأنه نفسه التقى الرئيس السابق للاستخبارات السعودية تركي بن فيصل آل سعود في واشنطن العام الماضي. وأضاف أن "هناك شخصاً في السعودية يدرك أن العلاقات مع إسرائيل تحتاج إلى تغيير.. لقد تخطوا الحدود". وتابع "الجيش الإسرائيلي لم يكن لديه مشكلة في إعطاء المعلومات الاستخباراتية للجهات الفاعلة التي تقاتل مع إيران أو تنظيم لدولة، مشيراً إلى أن أي ممثل في العالم يأتي لمحاربة إيران ويقول إنني بحاجة إلى شيء لمحاربتها، "من المرجح أن تتعاون إسرائيل معه "لمحاربة هذا العدو المشترك".;
مشاركة :