دبي: حمدي سعد وسامي مسالمة يحتدم صراع التنافسية في جذب المستهلكين بين مواقع التسوق الإلكتروني والمراكز التقليدية في الإمارات، حيث ستبدأ العديد من المواقع الإلكترونية تخفيضات «الجمعة البيضاء» يوم غد الأربعاء 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، لتسبق بذلك الوقت المقرر لانطلاق قطار التخفيضات في المراكز التقليدية والذي بدوره سينطلق يوم الخميس 23 الجاري.يؤجل المتسوقون عمليات الشراء في الأيام الحالية انتظاراً للعروض المتوقع أن تقوم بطرحها مواقع التسوق الإلكتروني خلال الأيام القليلة المقبلة، رغبة منهم في الحصول على منتجات بأسعار أقل من مراكز التسوق التقليدية، حيث تسعى مواقع التجارة الإلكترونية للاستفادة من انخفاض كلف التشغيل لديها المتعلقة بالإيجارات وتكاليف العمل وغيرها لتقديم منتجات بأسعار أقل بنسب تصل إلى 30% من المنتجات، مقارنة بمراكز التسوق المعروفة.وفضلاً عن الأسعار، تغازل مواقع التسوق الإلكتروني المتسوقين بتوفير طيف واسع من المنتجات التي يصعب عرضها في مراكز التسوق التقليدية بسبب مساحة المتاجر أو بسبب ضيق وقت المتسوق، الذي يستلزم الذهاب لمراكز التسوق التقليدية وتكلف عناء البحث عن موقف للسيارة والذهاب للمتجر وجهته.«الإلكترونية» تعزز موقعهاوعززت مواقع التجارة الإلكترونية من مواقعها في الإمارات، مستفيدة من انتشار الهواتف الذكية الموصولة بالإنترنت بسرعات عالية، فضلاً عن الانتشار الواسع لدى سكان الدولة، خاصة من الشباب، تجاه التسوق والدفع عبر الإنترنت، ويسعى المتسوقون في الإمارات إلى شراء نفس المنتجات والعلامات بأسعار أقل من المتاجر التقليدية، رغم احتمالية عدم مطابقة المنتجات عند استلامها للمواصفات الموضوعة على هذه المواقع، مستفيدين من فرصة فحص المنتج والدفع عند الاستلام، ورغم الوعي المتزايد من قبل سكان الإمارات تجاه الدفع والتسوق الإلكتروني إلا أن الخبراء يؤكدون أن المتاجر الإلكترونية لا تزال بحاجة للتغلب على العديد من التحديات التي تواجه تطور القطاع وزيادة حصته مقابل المتاجر التقليدية.عواقب التسوق الإلكترونيويخشى المتسوقون عبر مواقع التسوق من عواقب السعي لإرجاع المنتجات للمتاجر خلال فترة زمنية محددة وما يصاحب هذه العملية من جهد الاتفاق مع مندوب المتجر للوصول إلى موقع المتسوق والحصول على المنتج، فضلاً عن إمكانية إرجاع المبالغ المالية وبالأخص عند الدفع عبر الإنترنت أو عبر البطاقات، ولا تزال مواقع التجارة الإلكترونية تبذل الجهود للتغلب على العقبات اللوجستية مثل سرعة تسليم أو تسلم المنتجات من المتسوقين عند الرغبة في إرجاعها للمتجر، فضلاً عن الوصول إلى مقر سكن أو عمل المتسوق، خاصة في المناطق البعيدة.تخفيضات المتاجر التقليديةفي الاتجاه الآخر، تغازل مراكز التسوق التقليدية المتسوقين عبر توفير ميزات أهمها فحص المنتج ولمسه وقياسه وتجربته ومقارنته مع عشرات المنتجات واقعياً وليس عن طريق الصور التي تنشرها مواقع التسوق الإلكتروني للمنتجات المتوفرة لديها، حيث ستتواصل عروض التخفيضات والحسومات في مختلف المراكز التجارية التقليدية بالدولة، والتي تمر بمناسبات متنوعة ومتعددة، وتشهد خلالها مراكز التسوق طرح عروض وحسومات تصل إلى 90%، ما يساهم في زيادة المبيعات والإقبال من المستهلكين على المراكز التجارية، الأمر الذي يساهم أيضاً في انتعاش قطاع التجزئة بشكل عام.وتتيح العديد من المحال في مختلف المراكز التجارية فرصة الحجز المسبق للمنتجات والحصول عليها وشرائها أثناء فترة التخفيضات بالسعر الجديد وهو الأمر الذي لاقى استحساناً وإقبالاً من المستهلكين لحجز منتجات معينة من ذوات السعر المرتفع، والتي ستخضع لتخفيضات تتراوح بين 30% - 90% ابتداء من 23 نوفمبر المقبل.ويترقب المستهلكون والسياح من مختلف الجنسيات تخفيضات «الجمعة البيضاء» في الإمارات والتي تتزامن أيضاً مع تخفيضات «3 أيام من التخفيضات الكبرى» التي تنظمها مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة إحدى مؤسسات دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي «دبي للسياحة»، لتسعد العديد من المتسوقين بأكثر من 400 علامة تجارية وفيما يفوق 1500 محل تجاري، بتخفيضات وخصومات تتراوح ما بين 30% إلى 90%٬ والتي ستقام بين 23 حتى 25 نوفمبر. «حماية المستهلك»تؤكد إدارات حماية المستهلك بالدولة على متابعاتها المستمرة للحدّ من تلاعب التجار بالحسومات التي تتزامن مع الجمعة البيضاء، حيث خلقت هذه المتابعة المستمرة على مستوى الدولة، بيئة جيدة لتنزيلات حقيقية في مصلحة المستهلكين، كما أن قانون حماية المستهلك في الدولة، يتولى ممارسة الإشراف على تنفيذ السياسة العامة لحماية المستهلك بالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة، والتنسيق مع الجهات المعنية في التصدي للممارسات التجارية غير المشروعة التي تضر بالمستهلك. وجهة عائلية موسميةتعتبر المتاجر التقليدية وجهة جاذبة للإمارات بسبب ما تحويه من ميزات عديدة، بحيث تجمع بين الترفيه والتسوق، وتعتبر وجهة عائلية بما توفره من مزايا لمختلف أفراد العائلة، وهو ما يميزها عن المتاجر الإلكترونية، ويعتبر سبباً إضافياً إلى جانب ما تقدمه من تخفيضات وحملات ترويجية ومسابقات وفرص فوز بسحوبات نقدية أو عينية.وينتظر الكثير من الزوار والمقيمين في دبي هذه التخفيضات التي تعتبر أيضاً شكلاً من أشكال الترفيه التي تتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، ولا تقتصر هذه الحسومات على منتجات الموضة والجمال إنّما تشمل الإلكترونيّات وألعاب الأطفال والمفروشات والمطاعم وغيرها ما يسهم بشكل كبير في تعزيز مكانة دبي كوجهة التسوّق الأولى عالمياً على مدار السنة.
مشاركة :