دخلت ألمانيا في أزمة سياسية غير مسبوقة أمس، غداة فشل مفاوضات تشكيل حكومة بين المسيحيين والليبراليين والخضر. وبينما لاح في الأفق خياران لحل الأزمة، أكدت المستشارة أنجيلا ميركل لقناة «زد دي إف» الإخبارية أمس، رفضها فكرة الاستقالة، وصرحت بأنها تفضل سيناريو الانتخابات المبكرة على خيار تشكيل حكومة أقلية برئاستها. لكنها أبقت الباب مفتوحاً على استمرار المفاوضات خلال الأسابيع المقبلة لتشكيل غالبية في مجلس النواب، خصوصاً مع الاشتراكيين الديمقراطيين. وأشارت ميركل إلى استعدادها قيادة حزبها في انتخابات جديدة من أجل ولاية رابعة إذا استمرت الأزمة السياسية. وتنتظر ميركل في الوقت الراهن ما إذا كان الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الاشتراكي الديمقراطي، سيتمكن من إقناع حزبه بأن يشاركها في الحكم أم لا، علماً أن الحزب كرر أمس رفضه «الائتلاف الكبير» الحالي مع المحافظين، الذي يحكم البلاد منذ 2013 ويفضل البقاء في المعارضة. وحض الرئيس الألماني الذي يمنحه الدستور دوراً رئيسياً، أمس، السياسيين الألمان على تجنب إجراء انتخابات مبكرة التي من شأنها إضعاف ألمانيا وأوروبا. وقال في مداخلة تلفزيونية: «أتوقع من جميع (الأحزاب) أن تبدي استعداداً للحوار بهدف تشكيل حكومة ضمن مهلة معقولة»، محذراً من أزمة «غير مسبوقة في جمهورية ألمانيا الفيدرالية منذ نحو 70 عاماً». وأضاف شتاينماير أن «سوء الفهم والقلق سيتعاظمان في بلادنا وكذلك في الخارج، خصوصاً في محيطنا الأوروبي إذا لم تتحلَّ قوانا السياسية بالمسؤولية».
مشاركة :