"حرائق" مصائر متقاطعة لثلاث نساء سوريات مزقتهن الحرب

  • 11/21/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حرائق مصائر متقاطعة لثلاث نساء سوريات مزقتهن الحربفي صالة سينما “سيتي” وفي قلب العاصمة السورية دمشق، احتفى الجمهور السوري السينمائي والطبقة المثقفة عموما، مساء الأحد، بإطلاق فيلم “حرائق”، إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية عن سيناريو وإخراج لمحمد عبدالعزيز، وهو الفيلم الذي يحكي مأساة ثلاث سيدات عانين ويلات الحرب السورية الراهنة.العرب نضال قوشحة [نُشر في 2017/11/21، العدد: 10819، ص(16)]أحزان نسوية دمشق - بعد ترقب من صناعه والجمهور، قدّم في التاسع عشر من نوفمبر الجاري الفيلم السوري المرتقب “حرائق” للمخرج محمد عبدالعزيز، في عرضه الجماهيري الأول في صالة سينما “سيتي” الدمشقية. ويوغل الفيلم الذي كتب السيناريو له وأخرجه أيضا المخرج السوري محمد عبدالعزيز عميقا في تصوير نماذج ضعيفة من المجتمع السوري الراهن، باحثا عن طيف أسئلة عند هؤلاء، علّه يجد أجوبة مستعصية، فيذهب بعيدا، حيث الحياة فقيرة ومليئة بالقهر والتشرّد والتعب. في “حرائق” تقاطعات لمصائر عدد من النساء اللواتي كنّ في بؤرة الحدث المتولّد في وطنهنّ نتيجة الحرب العبثية التي تدور فيه، كما حمل استعراضا للعديد من اللحظات النفسية الداخلية الدفينة، لنساء ثلاث، قاسين في حياتهنّ الحالية مرارة العنف والخوف والتعب، واكتشفن قسوة العيش الذي بتن فيه بعد أن عشن ظروف الحرب وانعكاساتها السلبية، فكنّ جزءا من تفاصيلها ويومياتها.بشار إبراهيم: "حرائق" عن دمشق.. فيلم قوي، شجاع، جريء، جديد ومختلف والفيلم، خطوة أخرى مغايرة للمطروح والمألوف في السينما السورية، حتى الحديثة منها، لكونه يذهب بعيدا في تكوينات درامية وبصرية ودلالات رمزية، تعتمد لغة الصورة كمنبر لتقديم الأفكار، بعيدا عن اللغة الحوارية المباشرة والمعتمدة في صناعة الدراما التلفزيونية، والتي تجعل منه فنا أقل جودة من السينما، كما أن فيه سمة واضحة حيث أنه لم يعتمد مطلقا على ما يسمى حضور النجوم الذين يحرص صناع أي فيلم سينمائي على أن يكون عدد منهم فيه، ليضمنوا المزيد من الترويج والنجاح الجماهيري للفيلم. في المقابل، راهن مخرج “حرائق” وصناعه عموما على مجموعة من الشباب الذين قدموا كل الأدوار الرئيسية والثانوية في الفيلم، ووصلوا به إلى مصاف الفيلم الاحترافي الجيد، واستطاعوا من خلاله اعتلاء منصة التتويج السينمائي. ويطلق الفيلم في دمشق، وسط ترقب هام من الوسط الفني والسينمائي عموما، بعد إنجازين حققهما في مهرجانين وحيدين شارك فيهما حتى الآن، حيث كانت مشاركته الأولى في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ضمن مسابقة “آفاق السينما العربية”، فحقق الفيلم جائزة لجنة التحكيم الخاصة، كما تحصل حديثا، على جائزة أفضل فيلم متكامل في مهرجان روتردام للسينما العربية في هولندا. يعتبر “حرائق”، خطوة جديدة وجيدة لمخرجه محمد عبدالعزيز، الذي أنجز خلال مسيرته الفنية العديد من الأفلام الهامة في حركة السينما السورية محليا وعربيا وحتى عالميا، فهو صاحب أفلام “نصف ميلغرام نيكوتين”، “المهاجران”، “دمشق مع حبي”، “ليلى”، “الرابعة بتوقيت الفردوس” وحاليا “حرائق”. واللافت أن البعض من النقاد السينمائيين السوريين والعرب، اعتبروا هذا الفيلم تحديدا، من أهم الإنتاجات السينمائية السورية خلال العقود الثلاثة الأخيرة من عمرها، وبعضهم، ومنهم الناقد الفلسطيني الراحل بشار إبراهيم، عدّه واحدا من أهم الأفلام في تاريخ السينما السورية.لغة سينمائية تخالف السائد وعنه قال الراحل الذي تسنّت له مشاهدة الفيلم قبل وفاته في مارس الماضي “فيلم ‘حرائق’ عن دمشق.. فيلم قوي، شجاع، جريء، جديد ومختلف، ويمكنني القول إنه أحد أهمّ ما أنجزت السينما السورية منذ 30 سنة، على الأقل، إن لم يكن في تاريخها كله”. ويضيف الناقد الراحل “محمد عبدالعزيز الذي رجّ السائد في السينما السورية، بأفلامه ‘نصف ميلغرام نيكوتين’، و’دمشق مع حبي’، و’المهاجران’، و’الرابعة بتوقيت الفردوس”.. يعلو هنا إلى مرتبة بديعة مع ثلة من النجوم الشباب، والوجوه الجديدة عبر اختلاف عميق في التناول، وانتصار للحياة والمرأة والإنسان… ولبكرا (للغد)”. وقالت إحدى بطلات الفيلم، الفنانة الشابة رنا ريشة، عن الفيلم “كان الفيلم صعبا، ودوري من أصعب الأدوار التي نفّذتها، واستلزم جهدا عضليا ونفسيا كبيرين، وكان العمل متعبا ومضنيا، ولكنه عندما نال جائزتين فرحت، كانت هنالك غصّة أنه لم يعرض بعد في سوريا، الأمر الذي يتم الآن، أنا سعيدة بعرضه على الشاشة وداخل الوطن، حيث يمكن للفنان أن يشاهد العمل مع الزملاء الذين شاركهم العمل والتعب.. كل هذا تحت إدارة وفكر وأسلوب المخرج المتميز محمد عبدالعزيز، الذي من الصعب أن أتحدث عنه، الفيلم كان منعطفا في حياتي المهنية، شكرا للمخرج ولكل فريق العمل من فنانين وفنيين”. وضمّ فيلم “حرائق” مجموعة من الطاقات الفنية السورية الشابة والهامة، اعتمد عليها المخرج/ المؤلف محمد عبدالعزيز في تقديم رؤاه وطرحه، سواء كانوا فنيين أم فنانين، ممن يظهرون كثيرا في الأعمال الدرامية التلفزيونية، ومنهم: رنا ريشة، جفرا يونس، رنا كرم، أماني إبراهيم، نانسي خوري، ولاء عزام، نغم ناعسة، مؤيد رومية، مازن الجبة، شادي مقرش وأكثم حمادة.

مشاركة :