سوتشي (روسيا) (أ ف ب) - يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء في سوتشي جنوب غرب روسيا بالرئيسين الايراني حسن روحاني والتركي رجب اردوغان لتقريب المواقف حول النزاع السوري قبل ايام من استئناف مفاوضات جنيف في 28 تشرين الثاني/نوفمبر برعاية الامم المتحدة. -لماذا القمة؟- ترعى كل من روسيا وايران حليفتي الحكومة السورية وتركيا حليفة المعارضة السورية، عملية استانا. واتاحت لقاءات عملية استانا السبعة خلال 2017 جمع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة على طاولة واحدة مع التركيز على المسائل العسكرية والتقنية في وقت تعثرت فيه المفاوضات السياسية بجنيف. وادت مباحثات استانا الى خفض التوتر ميدانيا مع اقامة "مناطق خفض توتر". وتريد موسكو بالاعتماد على هذه النتيجة استئناف العملية السياسية مع تمكن الجيش السوري بدعم عسكري روسي من تحقيق انتصارات ميدانية عدة على المتطرفين الجهاديين ومسلحي المعارضة. وقالت رندا سليم الخبيرة في معهد الشرق الاوسط "هناك ثلاث دول لها وزنها في المسار المستقبلي لسوريا وهي ليست الولايات المتحدة ولا الدول العربية" مضيفة "نحن نشهد مزيدا من التنسيق بين هذه الدول" الثلاث. -النتيجة المحتملة للقمة- ويرى الخبير الروسي الكسي مالاشينكو ان "روسيا تريد حلفاء في جنيف" مضيفا "الامر يجري بصعوبة لانه يتعين الاتفاق بين الدول الثلاث ولكل منها مصالحه ورؤيته". وتابع "هناك فرصة (...) لاظهار ان ثمة على الاقل مواقف مشتركة" ولكن "لن تتوصل الاطراف الى اتفاق ملموس". ومن المقرر ان يبحث الرؤساء الثلاثة احتمال عقد "مؤتمر للحوار الوطني السوري" يجمع في روسيا الحكومة والمعارضة السوريتين، وهي فكرة اطلقت نهاية تشرين الاول/اكتوبر 2017 لكن المعارضة المتمسكة بعملية جنيف رفضتها. -ما مصير الاسد؟- هذه المسالة اصطدمت بها كل المبادرات الرامية للتوصل الى حل سياسي للنزاع الذي خلف اكثر من 300 الف قتيل في ست سنوات. وتعتبر موسكو وطهران ان تنحي حليفهما سيؤدي الى الفوضى في حين يرفض المعارضون المدعومون من انقرة ومعهم الغربيون اي حل يكون الاسد طرفا فيه انطلاقا من اعتبارهم ان النظام السوري مسؤول عن ارتكاب فظاعات. لكن الرئيس السوري الذي يحكم البلاد منذ العام 2000 هو الان في موقع قوة بالنظر الى الوضع الميداني. ولم تعد فرنسا والولايات المتحدة تشترطان رحيله. وحتى تركيا ورغم انها تطالب بتنحي الاسد، فانها يمكن ان تكون اكثر مرونة في الكواليس. ورأى تيمور احمدوف الباحث في المجلس الروسي للشؤون الخارجية ان "احتفاظ تركيا بدور في المفاوضات السياسية المستقبلية اهم بالنسبة اليها من رحيل الاسد عن السلطة". وعلقت رندا سليم "يبدو اننا نتجه الى تنظيم انتخابات برلمانية مبكرة (...) لكن مصيره (الاسد) سيتقرر" فقط مع انتهاء ولايته في 2021. -نقاط الخلاف الاخرى- ومصير الرئيس بشار الاسد ليس الامر الوحيد الذي يشغل تركيا التي تبدو منذ عام حريصة على احتواء تمدد المسلحين الاكراد في شمال سوريا. وتعتبر انقرة "وحدات حماية الشعب" الكردية امتدادا في سوريا لحزب العمال الكردستاني المصنف منظمة "ارهابية" في تركيا والذي يشن منذ ثلاث سنوات هجمات دامية على قوات الامن التركية. ولاحظ نوا بونسي المحلل في مجموعة الازمات الدولية ان "احدى نقاط الخلاف (بين الرؤساء الثلاثة الذين سيجتمعون في سوتشي) تتعلق بالطريقة التي سيشارك عبرها الاكراد في (مباحثات) جنيف". ورأى ان "من الصعب تصور" ان تتوصل قمة سوتشي الى تقدم جوهري بالنظر الى الخلافات بين الفاعلين وغياب افرقاء مهمين آخرين على غرار الولايات المتحدة والسعودية والاردن. © 2017 AFP
مشاركة :