يزور رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اسكتلندا في محاولة أخيرة لإقناع الناخبين بقول "لا" للاستقلال عن المملكة المتحدة. وأصبح المستقبل الاقتصادي لاسكتلندا أحد القضايا التي كانت محل مناقشات ساخنة في الأسابيع الأخيرة. ويتهم القوميون رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بتنسيق حملة تخويف من قبل رؤساء الشركات تهدف إلى تخويف الناخبين في حين يقول أنصار الاتحاد إن الانفصال محفوف بغموض مالي واقتصادي. وفي ظل إظهار استطلاعات الرأي أن استفتاء يوم الخميس في موقف صعب، من المتوقع أن يقول كاميرون للاسكتلنديين أنه "لن يكون هناك عودة" في حال صوتوا على إنهاء أكثر من 300 عام من الاتحاد مع بقية المملكة المتحدة البريطانية. ومن ناحية أخرى من المنتظر أيضاً أن يلتقي الوزير الأول الاسكتلندي أليكس سالموند بقادة الأعمال في محاولة لإلقاء الضوء على الفرص الاقتصادية التي يمكن أن يجلبها الاستقلال. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مطلع الأسبوع إن التصويت "فرصة تأتي مرة واحدة في الجيل لاسكتلندا". ولكن جيم سيلارز نائب زعيم الحزب القومي الاسكتلندي سابقاً ذهب إلى مدى أبعد بكثير من الزعيم الانفصالي أليكس سالموند محذرا من أن عمليات شركة بي. بي في اسكتلندا قد تواجه التأميم إذا صوت الاسكتلنديون لمصلحة الانفصال يوم الخميس. ونقل عن سيلار وهو منافس قومي لسالموند قوله إن: "هذا الاستفتاء يتعلق بالسلطة وعندما نحصل على أغلبية بالموافقة سنستخدم هذه السلطة ليوم حساب مع بي. بي والبنوك." وقال: "سيتعين على بي.بي في اسكتلندا المستقلة تعلم معنى الوطنية بشكل جزئي أو كلي مثلما الحال في دول أخرى غير متساهلة مثلما كنا مضطرين لفعل ذلك." وأضاف إن بنوكا مثل ستاندارد لايف ستواجه قوانين توظيف أكثر صرامة بعد التصويت بالاستقلال. وامتنع متحدث باسم بي.بي عن التعليق ولكن بوب دودلي رئيس الشركة قال إن الاستقلال يمكن أن يسبب"غموضا" وأنه لا يريد أن يرى اسكتلندا الغنية بالنفط تنفصل. وقالت بنوك وشركات نفط وسلسلة متاجر عملاقة رئيسة إن التصويت لمصلحة الاستقلال سيثير قلقا. وسيتعين تقسيم نفط بحر الشمال في الوقت الذي سيكون هناك غموض بشأن مستقبل العملة والبنك المركزي لاسكتلندا المستقلة. وأظهرت ثلاثة استطلاعات للرأي نشرت الأحد تقدم الحملة الموالية للاتحاد، بينما أظهر استطلاع أجرته مؤسسة "آي سي إم" للأبحاث تقدم الحملة الموالية للاستقلال بفارق ثماني نقاط. وأشار الخبراء إلى توخي الحذر بشأن الاستطلاعات، بسبب وجود عينة أقل من المعتاد. وأشار "استطلاع الاستطلاعات" - وهو تحالف لآخر ستة استطلاعات أجراها جون كورتيس أستاذ السياسة في جامعة ستراثكلايد - إلى أن 51 في المائة من الاسكتلنديين ضد الاستقلال بينما يؤيده 49 في المائة. وتردد أن الملكة إليزابيث الثانية الملتزمة دستوريا بأن تظل فوق السياسة، قالت لشخص يتمنى الخير لغيره خلال التجول في اسكتلندا إنها تتمنى أن "يفكر (الأفراد) بعناية شديدة بشأن المستقبل" عندما يدلون بأصواتهم.
مشاركة :