ناصر صباح الأحمد: مخرجات التعليم في الكويت لا تؤهلها للمنافسة العالمية - محليات

  • 11/22/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح على أن مخرجات التعليم في الكويت لا تؤهلها للمنافسة العالمية في 2035، مبيناً أن «الدراسة الأولية للجزر الخمس كانت مبدعة كمؤشرات مبدئية لخلق أكثر من 200 ألف وظيفة غير نفطية وتحقق مبلغا يفوق 35 مليار دينار والاهم من هذا كله إنها تؤمن حماية مهمة للبلد». وقال الصباح في كلمة له في حفل افتتاح المؤتمر الدولي السابع الذي أقيم برعايته تحت شعار «تحديات التنمية.. رؤية مستقبلية» أمس على مسرح الشيخ عبدالله الجابر في الحرم الجامعي بالشويخ إنه «من خلال المجلس الأعلى للتخطيط يتم استشراف ما هو مناسب لتنفيذ رؤية 2035 في كافة الأنشطة في التعليم والصحة والبيئة والتنافسية بأشكالها المختلفة والتي للأسف نحن بعيدون كل البعد عنها، لذلك بدأ الاخوة في مجلس التخطيط الأعلى الأول والثاني في إعادة رسم السياسات التي تؤهلنا إلى 2035، وتعطينا فرصة كافية ووقتاً كافياً أن نُغير من أنفسنا حتى نكون من المجتمعات التي تستطيع أن تنافس». وأوضح أن «التنافسية قد تكون كلمة بسيطة ولكن يمكن اختصارها في شيء أساسي حيث إنها تعني حفظ كرامة الإنسان وحمايته من جميع المخاطر التي تواجهه في المستقبل»، مردفاً «الكل يعرف ماذا يعني شمال الكويت بالنسبة لنا وبالنسبة للعالم، فالكويت جاورت حضارتين إنسانيتين كان لهما عطاء عظيم للعالم، والكويت كذلك فيها إحدى الحضارات المهمة ومازال عدد من الباحثين والمؤسسات العلمية العالمية تساعدنا في الحفريات، ففي منطقة (جال الزور) منطقة مهمة اسمها (الفترة العبيدية) والممتدة من شمال البصرة إلى الكويت وتصل إلى الألف التاسع قبل الميلاد وإلى الآن لم يتضح عطاؤها للغير». وفي مستجدات التعاون الكويتي مع الدول الأخرى، بين الصباح أن «الكويت قبل سنة وقعت مع الصين شراكة استراتيجية في الحزام أو ما يسمى (طريق الحرير) والآن هناك تعاون كامل في هذا الموضوع، ونتوقع زيارة الرئيس الصيني قريباً»، مشيرا إلى أن الصين استأجرت منطقة جوادر لمدة أربعين عاماً، وأقرب المخارج لتلك المنطقة شمال الكويت الذي أعطاها بعداً ثميناً جداً لاستغلالها والعمل فيها. وتابع «بحثنا في المجلس الأعلى للتخطيط أبعاداً كثيرة ومنها المخاطر الإقليمية التي تحيط بالكويت، والنظرة الطموحة لرؤية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والتي نعمل على تنفيذها بشكل مستمر وبجدية، وهناك بعض المعضلات التي تواجهنا ولكن إن شاء الله بالإمكان تجاوزها»، منوهاً إلى أنه «لا يمكن الاعتماد طويلاً على مادة واحدة ناضبة (النفط) فلابد أن نعتمد على الانسان». وذكر أنه في ظل مجلس التعاون والخطوط الحديدية المزمع إنشاؤها التي ستصل إلى شمال الكويت ومن ثم إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، أو حتى العبور من خلال تركيا إلى شرق أوروبا ستؤمن الاقتصاد الكويتي. وأردف الصباح أن من القضايا التي سيبحثها المؤتمر القضية الاجتماعية قائلاً «نحن للأسف لا نعطي للإنسان كل الإمكانيات التي تجعله مبدعاً، فعندنا المكان الذي يحتاج إلى اثنين يُعين فيه 200 موظف وبالتالي لا يمكن أن ترى الإبداع لدى المواطن الكويتي، ولكن التحول من هذه الوضعية التي نعيشها إلى نظرة الكويت 2035 سيعطينا الوقت لنساعد فيه الإنسان كي يبدع لاسيما وأن الدولة لديها الإمكانيات الآن والتي قد لا تتوافربعد فترة معينة». وذكر أن «كل الحوار الآن في مسألة أن ذلك التحول إلى 2035 سيكلف الدولة مبالغ طائلة، فهل سنأخذها من رصيد الأجيال أم نحصل عليها من موارد أخرى يمكن استغلالها واستثمارها ويكون لنا منها عائد كبير من دون المساس بحقوق الأجيال المستقبلية ومن هنا جاءت فكرة تطوير الجزر الخمس ومدينة الحرير»، مؤكداً أن «الدراسة الأولية للجزر قيمتها إحدى المؤسسات التي تملك الدولة فيها 70 في المئة وأقرت بأنها مبدعة كمؤشرات مبدئية تخلق أكثر من 200 ألف وظيفة غير نفطية ومبلغا يفوق 35 مليار دينار، ولكن الأهم من هذا كله أنها تؤمن حماية مهمة للبلد لأن المنطقة الدولية المزمع إنشاؤها في شمال البلاد ستكون فيها كثافة سكانية من كل دول العالم ومن ثم فإن أي مخاطر قد تواجهها لن تكون فقط على الكويت بل على العالم كله». وعن المشاريع المتوقعة في الجزر قال الصباح «ستكون هناك البورصة العالمية وأهم المناطق الخاصة بالعبور وميناء مبارك الذي سيقام بالتعاون مع دول أخرى مثل العراق وإيران والصين ومجلس التعاون وسيخلق نشاطاً تجارياً غير عادي، وكذلك هناك أنشطة مختلفة ستنشأ بدمج الجزر الخمس بمدينة الحرير». ومن جانبه، شدد مدير جامعة الكويت الدكتور حسين الأنصاري على أهمية التنمية وكيفية تناولها من جوانب عدة، منوهاً إلى أهمية هذا المؤتمر وما سيتمخض عنه من أفكار ورؤى وتوصيات تصدر من أساتذة وباحثين يشاركون في استشراف مستقبلي للواقع الاجتماعي الذي نعيشه، مثمناً دور كلية العلوم الاجتماعية المتميز في طرح القضايا المجتمعية والتنموية والإسهام بشكل فعال في خدمة المجتمع وتنميته. وأضاف «يمثل موضوع التنمية المستدامة أولوية لجامعة الكويت إذ يتوافق مع رسالتها ودورها في طرح القضايا المجتمعية والتنموية المهمة وبناء كوادر وطنية فاعلة وقادرة على العطاء والقيام بالدور المنوط بها لمواجهة التحديات التي تفرضها المستجدات الحديثة»، مشيراً إلى «أن تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والاخلاقية كثيرة وكبيرة، وهناك شبه إجماع بين الباحثين ومتخذي القرار وتقارير التنافسية العالمية على أن قاطرة التنمية الشاملة والمستدامة ومحركها الأساسي هو التعليم وجودته». وذكر أن نجاح التنمية في أي دولة أساسه النظام التعليمي وكفاءته فعملية بناء الإنسان وتنمية قدراته وبناء منظومة معارفه ومهاراته وقيمته لا تتم إلا من خلال التعليم، فمن يصنع التنمية هو الإنسان الأعلى تأهيلاً وتدريباً على أن يكون التعليم والتأهيل والتدريب متوائمين مع متطلبات التنمية واحتياجاتها، مردفاً «لتحقيق ذلك نحتاج إلى مراجعات مستمرة لتقييم مسيرة التعليم العام والتعليم الجامعي للوقوف على أوجه الخلل وتطويره وفق المعايير العالمية وحاجة سوق العمل وخطط الدولة، وإشراك القطاعات الأخرى في الدولة كشريك رئيسي في التخطيط والتنفيذ والمتابعة». موقف إنساني أثناء خروج الشيخ ناصر صباح الأحمد من المسرح متوجها إلى سيارته وجد كثافة طلابية خارج المسرح لم تجد لها مكاناً، فسلم عليهم ودخل معهم في نقاش عن معالم الجامعة وموقع ثانوية الشويخ قديماً، و بعد ذلك اتجه إلى الطالبات وتحدث معهن عن أهمية التعليم الجامعي وبعد ان تكشفت الجموع بدت إحدى الطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة وهي من الفائقات في كلية العلوم الاجتماعية ما جعل الشيخ ناصر يصر على التقاط صورة تذكارية معها ويشد على يدها ويشجعها، متمنياً لها أن تكون بصمة في تاريخ الكويت الأمر الذي أدخل السرور عليها.

مشاركة :