أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن مدينتي صنعاء والبيضاء انضمتا إلى قائمة المدن اليمنية التي تفتقر للمياه النظيفة، بسبب عدم وجود الوقود لتشغيل محطات الضخ. وقالت الناطقة باسم اللجنة يولاندا جاكميه إن نحو 2.5 مليون يمني لا تصلهم حالياً المياه النظيفة في مدن مزدحمة «ما يجعلهم عرضة لخطر تفش كبير جديد للأمراض التي تنقلها المياه»، محذرة من أن «الوضع أصبح حرجاً بالنسبة لمرضى غسيل الكلى». وذكرت أنه منذ أبريل الماضي، أصيب 940768 شخصاً في اليمن بـ «الكوليرا»، في أسوأ وباء في العالم في عام واحد، والذي أودى بحياة 2200 شخص، كما يجري الإبلاغ عن حالات إصابة بـ «الدوسنتاريا»، مضيفة أن «أنظمة المياه والصرف الصحي في ذمار وعمران تقدم حالياً نصف التغطية العادية فقط». ولفتت إلى أن «مراكز الغسيل الكلوي في مدينة الحديدة تضررت بشدة، حيث انها تعمل بنحو 30 في المئة فقط من طاقتها، فيما اضطرت مراكز أخرى في اليمن لإغلاق أبوابها وإرسال مزيد من المرضى إلى 3 مراكز يدعمها الصليب الأحمر». إلى ذلك، أعربت الحكومة البريطانية عن قلقها حيال الوضع الإنساني في اليمن، مؤكدة في الوقت نفسه التزامها بأمن السعودية. وقال وزير شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية أليستر بيرت «ندعو كافة الأطراف لضمان السماح فورا بوصول الإمدادات التجارية والإنسانية عبر كافة معابر اليمن البرية والجوية والبحرية». وأكد أن المملكة المتحدة «تظل ملتزمة بدعمها للسعودية للتعامل مع احتياجاتها الأمنية المشروعة، وبالتالي تقلقنا جدا الأنباء التي تفيد بأن إيران قد زودت الحوثيين بصواريخ بالستية. فهذا مخالف لحظر تصدير الأسلحة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2216، ويهدد أمن المنطقة، ويتسبب في إطالة أمد الصراع». في غضون ذلك، دعا الاتحاد الأوروبي إلى استئناف محادثات السلام اليمنية بقيادة الأمم المتحدة، محذراً من مغبة التصعيد الذي من شأنه ان يقوض احتمالات التوصل الى تسوية سياسية. وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، في بيان، إن «من الضروري أن تعمل جميع الاطراف على تعزيز جهودها لاستئناف المحادثات التي تقودها الامم المتحدة»، مشددة على أن الاتحاد لا يزال ملتزماً بتقديم الدعم الكامل للمحادثات اليمنية برعاية أممية. من ناحية ثانية، دفع التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، بتعزيزات عسكرية وأمنية إلى محافظة المهرة، شرق اليمن، «في إطار سعيه إلى تعزيز الأمن ومكافحة عمليات التهريب» عبر المحافظة. وقال مسؤول محلي إن «التعزيزات وصلت (ليل أول من أمس) إلى مدينة الغيظة عاصمة المحافظة» المحاذية لسلطنة عمان، لافتاً إلى أن «القوات السعودية تشرف على التعزيزات التي وصلت من محافظة حضرموت (شرق)، وتشمل سيارات دفع رباعي ومعدات عسكرية». في هذه الأثناء، لقي 6 من القيادات الميدانية لميليشيات الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، مصرعهم في جبهة نهم ومناطق حدودية شمال محافظة صعدة. وأكدت وسائل إعلام موالية للانقلابيين مقتل القيادي الحوثي حمود مرشد لمح مع عدد من مرافقيه في مواجهات مع الجيش الوطني في تبة القناصين، في جبهة نهم، كما قتل في ذات الجبهة القياديان علي عبد الصمد النونو وصالح عبدالله أبو لحوم. وفي محافظة صعدة، أسفرت الغارات التي شنتها طائرات التحالف على مواقع وتجمعات الميليشيات عن مقتل عدد من القياديين الميدانيين للميليشيات، أبرزهم محمد أحمد العزي، ومجاهد محمد صالح القيصر، وعشرات من عناصر الميليشيات في المناطق الواقعة قبالة نجران وظهران الجنوب. على صعيد آخر، قتل 4 عناصر من تنظيم «القاعدة» بغارة جوية لطائرة من دون طيار، يرجح أنها أميركية، في منطقة يكلا، في محافظة البيضاء. وقال مسؤول محلي إن الطائرة «قصفت سيارة يستقلها 4 مسلحين كانت تعبر طريقا جبليا»، مؤكداً «مقتلهم جميعا». وسط هذه الأجواء، اختفى الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن الأنظار، ولم يعد يستقبل أياً من أنصاره، تخوفاً من برد العاصمة صنعاء، وذلك بعد نصيحة الأطباء الروس الذين يشرفون على علاجه منذ الشهر الماضي. وقال مسؤول رفيع في حزب «المؤتمر الشعبي العام» برئاسة صالح لـ «الراي»، إن لدى صالح طبيباً روسياً يشرف عليه بتوجيه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو من ضمن طاقم السفارة الروسية في صنعاء.
مشاركة :