الجزائر تقترب من رباعي مكافحة الإرهاب وتفضح ألاعيب قطر

  • 11/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أثار تصريح رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى حول دور الدوحة في تدمير دول عربية جدلاً حول أسباب تغيير موقف الجزائر من أزمة قطر، بعدما سلكت منحى الحياد بشأنها في أول الأمر. وجاءت تصريحات أويحيى، خلال آخر أيام الحملة الانتخابية بتجمع شعبي بمدينة تيزي وزو؛ حيث استشهد فيها بحديث رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، عندما اعترف بأن «بلاده خصصت 130 مليار دولار لتدمير سوريا وليبيا واليمن».وأكد أويحيى أن «مدبري الربيع العربي الذين خصصوا 130 مليار دولار لتدمير دول عربية شقيقة، كانت الجزائر من بين أهدافهم». وقال إن «الجزائر كانت ضمن الأهداف القطرية في نشر الفوضى، مذكراً بحملة السكر والزيت التي أثيرت في الجزائر في يناير/‏ كانون الثاني 2011». وأضاف أن «الأمر لم يتعلق بالزيت والسكر، وحكمة مصالح الأمن الجزائرية أخمدت الفوضى وسقط ضحايا».ودعت الجزائر منذ بداية مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة في 5 يونيو/‏ حزيران الماضي؛ بسبب دعمها الجماعات الإرهابية التي زعزعت الاستقرار بالمنطقة، إلى الحوار، ما عده مراقبون تبنياً لسياسة الحياد.وفي هذا السياق، قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية الدولية بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تغيير الموقف الجزائري ولو نسبياً من المقاطعة ضد قطر يأتي لعدة أسباب، منها رصد المخابرات الجزائرية دعماً قطرياً لصالح منظمة «الجماعات الإسلامية المسلحة»، المصنفة إرهابية في الجزائر وفرنسا.وأضاف اللاوندي في تصريحاته ل«بوابة العين الإخبارية»، أن ذلك الدعم يهدد الأمن والاستقرار الجزائري، خاصة أن تلك المنظمة تسعى لإسقاط الحكومة، ومن ثم تأتي التصريحات الجزائرية ضد قطر لحصار الأنشطة القطرية بالبلاد. وتابع أن الجزائر تتخوف من عدم اتجاه قطر إلي تغيير سياساتها بالمنطقة، خاصة أنها لم تنفذ أي بند من البنود التي طلبتها الدول المقاطعة.ويعرف أحمد أويحيى المعروف في الجزائر ب«رجل المهمات الصعبة» كونه أكثر الشخصيات التي تولت رئاسة الحكومة منذ عهد الرئيس السابق اليمين زروال (5مرات)، كما أنه من المعروف عنه عداؤه ل«المتاجرين بالدين».أما تصريحاته التي أطلقها في خضم الحملة الانتخابية، فيؤكد المراقبون، أنه رغم صدورها بصفته أميناً عاماً للتجمع الوطني الديمقراطي، الشريك الثاني في «الحكم والحكومة» في الجزائر، إلا أنهم يعتبرون أن أويحيى «لا يُدلي بتصريحات من أجل الاستهلاك الإعلامي أو الانتخابي»، وأن كلامه يستند «إلى معلومات وأدلة». ففي خضم حملة الانتخابات المحلية في الجزائر التي تجري في 23 نوفمبر الجاري، أصدر زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، عباسي مدني، «بياناً من قطر» الأسبوع الماضي، دعا «إلى مقاطعة الانتخابات»، وهو نفسه السلوك الذي انتهجه عباسي مدني في الانتخابات التشريعية السابقة، وعشية كل موعد انتخابي في الجزائر.ويبدو أن محاولات «رأس الفتنة والمسؤول الأول عما حصل في الجزائر سنوات التسعينات» (عباسي مدني) كما سماه أحمد أويحيى في أحد تصريحاته شهر مايو 2012، هي من عجلت «بتغير الموقف الجزائري من قطر».ومدني الذي غادر الجزائر مع اندلاع ما يعرف «بثورات الربيع العربي» بحجة «المعالجة في ماليزيا»، اختار دولة قطر «مهرباً له».الخبير الأمني الجزائري، عبد العزيز مجاهد، قال: «إن ما قاله أويحيى حقيقة تعلمها الجزائر، وباعتراف رئيس الوزراء القطري السابق».

مشاركة :