تصوير المقالب المؤذية.. المجتمع يتضرر!

  • 11/22/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من المقالب المؤذية دون رقابة، والتي تُنشر بكثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويتابعها صغار السن والشباب، والتي قد تحرض على الإهانة والسخرية والاستهزاء بالوالدين واستغلال براءة الأطفال والقتل أحياناً، وتسبب الخوف والهلع للناس، وأصبح لها تأثير مثل باقي قنوات الإعلام المعتمدة. إعلام جديد وقال د. سليمان العقل -اختصاصي علم الاجتماع بجامعة الملك سعود-: إن قنوات اليوتيوب تعتبر ضمن الإعلام الجديد الحر وغير المنضبط، وتخدم المراهقين وأصحاب العقول غير المتزنة والجهلاء، وأصبحت مساحة متاحة لنشر كل ما هو مخالف لعادات وتقاليد وقيم المجتمع، وكل ما يمكن أن يكون هدماً للتربية الصحيحة ونشر الخبرات السلبية والسلوك السلبي، الذي يمكن أن تؤسس لثقافة ضعيفة ومتهالكة لها علاقة ببث السموم داخل أفراد المجتمع، مضيفاً أن المشكلة الحقيقية في اعتماد الكثيرين لهذه القنوات أكثر مما يعتمدون على القنوات الرسمية التي تعلم الحكمة والأخلاق والتوزان في السلوك والاحتياجات الأساسية التى يحتاجها المجتمع لبناء مجتمع قوي ومتماسك، وهذه المقالب السخيفة ذات الذاكرة الوقتية التي تعرض تصرفات الاستهزاء بالوالدين واستغلال براءة الأطفال لا تفيد أفراد المجتمع مطلقاً؛ لأنها تؤسس لمستقبل ضعيف للجيل الجديد، لذلك يجب أن يكون لهذه المقالب نوع من الضبط الذي يحد من الانفلات؛ لأنها تعتبر بمثابة الفجوات التي يدخل من خلالها كل من يريد أن يؤذي المجتمع، مبيناً أن صانعي هذه المقالب يسعون للشهرة وتحقيق أعلى نسب المشاهدة على حساب المضمون الفارغ، ذاكراً أن الحل لهذه المشكلة لن يكون من داخل الأسرة لأن البيت لم يعد له دور في تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة وتربية الأبناء؛ لأن هذا الدور المنوط بالأسرة سحب منها للمدرسة وللشارع، بل إن أكثر من سحب هذا الدور هو الإعلام الجديد وجميع أدواته مثل اليوتيوب والفيسبوك وتويتر، والتي بدأت في تعليم الناس الأشياء التي يسهل عليهم أن يتقمصوها. وأشار إلى أن إذا لم يكن هناك تحذيرات من المجتمع قوية وعقاب مجتمعي على الذين ينشرون هذا النوع من الثقافة البالية، فستتبدل الثقافة إلى أخرى رخوة، أو بصورة أخرى يكون هناك نوع من الارتداد القوي وينتج عنه تطرف بمختلف أنواعه، مُشدداً على أن الحل بيد مؤسسات المجتمع المدني وبسلطة الدولة. عصر العولمة وأوضح محمد الزنيدي -أخصائي اجتماعي- أننا نعيش عصر العولمة من خلال التقنية الحديثة، خاصةً السوشيال ميديا، وأصبح هاجس الكثير من الناس الشهرة وبأي ثمن سواء كانت عن طريق المقاطع الخادشة للحياء، أو المقالب، والتي من خلالها يكون ترويع للآمنين حتى لو كانت مع أقرب الناس لهم سواء أب أو أم أو غيرهم، متأسفاً على أن حب الشهرة ولفت الانتباه والحصول على أكبر عدد من المتابعين هوس ينتاب الكثير حتى لو كان على حساب قيمهم وأخلاقهم، مبيناً أن المشكلة تكمن في أن أغلب متابعي تلك النماذج الشاذة هم فئة صغار السن، والذين يتأثرون بسرعة إلى درجة التقليد لأجل الشهرة، ذاكراً أن غالبية المجتمع من فئة الشباب والمراهقين الذين يبحثون عن مقاطع الإثارة والمغامرة حتى لو كانت خادشة للحياة أو منافية للقيم أو المبادئ العامة، إضافةً إلى ذلك هناك بعض البرامج التلفزيونية التي للأسف تعزز لمثل هؤلاء من خلال تداول تلك المقاطع أو باستضافة القائمين عليها كأنهم أبطال، مُشدداً على أنه يجب أن تكون هناك متابعة دقيقة من قبل وزارة الإعلام على بعض القنوات الفضائية التي تقدم مثل هؤلاء على أنهم أمثلة يقتدي بهم، حيث إنهم في حقيقة الأمر يمثلون العكس تماماً. عقوبات رادعة وأكد الزنيدي على أنه يجب أن تندرج مثل تلك الممارسات التي تبث عن طريق السوشيال ميديا تحت نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، ويجب أن تكون هناك عقوبات رادعة لمثل تلك الممارسات الشاذة، والتي لا تتناسب مع قيمنا ومبادئنا الإسلامية، كذلك يجب أن لا ننسي دور الأسرة في التربية، فالوالدان قد يكون لهم دور في تشجيع أبنائهم على مثل تلك السلوكيات الخادشة للحياء، كاستخدام السب والشتم والألفاظ البذيئة والكذب، مبيناً أنه يجب أن يكون هناك تكاتف بين المؤسسات الحكومية والخاصة لأجل تبني مثل هؤلاء الذين يصدرون لنا هذه التجاوزات غير الأخلاقية كي يصنع منهم عقول ذات شأن يمكن أن يستفاد منها، فالبعض يحتاج إلى التوجيه والتوعية لأجل خدمة المجتمع بشكل مثالي وصحيح. دور التوعية وتحدثت فاطمة القحطاني -كاتبة- قائلةً: تعرض قنوات اليوتيوب العديد من المقالب بشكل يومي ضد الآباء والأمهات كأن يستهزأ بهما من خلال فكرهم أو طريقة كلامهم، وكذلك الأصدقاء والإخوة وكبار السن، وقد تكون المواقف جادة بشكل كبير، بحيث تبدو للمتابع أنها جدية وصادقة ومن الواقع وتؤثر فيه بشكل كبير، وأحياناً بعض من يقومون بهذه المقالب أشخاص يبحثون عن الشهرة ولا يمكن اعتبارهم مثلاً أعلى للشباب، بل هم باحثون عن الشهرة بأي شكل حتى وإن كان المقطع الذي يقدم ضعيفاً وتافهاً وغير مناسب للعرض أو المتابعة، متأسفةً أن المقلب بعد نشره يكون سبباً للتشهير بالأصدقاء وقد تكون وصمة عار لهذا الصديق طوال حياته وتؤثر عليه بشكل سلبي، وبعض المقالب قد تعتبر مقبولة الى حد ما كالطرافة مثلاً، ولكن بعضها قد تدفع بالمراهقين لتقليدهم وتوقعهم في جملة من المشاكل الاجتماعية. وأشارت إلى أن أجهزتنا المختصة لديها تقنية عالية لتتبع كل من يقوم بعمل سلبي وإيقاع العقوبة المناسبة عليه، ولا يجب أن نغفل دور الإعلام المهم في التوعية من قبل وزارة الإعلام ومدينة الملك عبدالعزيز للتقنية بخطورة هذه المقالب التي يرفضها المجتمع، والدليل على ذلك التعليقات المدونة أسفل المقطع من متابعين عقلاء يقومون بتوجيه أصحاب المقالب، وفي المقابل نجد تعليقات مؤيدة لهم من بعض الشباب المراهقين، مبينةً أن هذه المقالب بمثابة تدخل في خصوصية الآخرين ونشرها على الملأ في مواقع التواصل الاجتماعي، مقترحةً أن تكون عقوبة أصحاب المقالب التشهير بهم أو سجنهم. سلوك مخجل ورأى نبيل زارع -كاتب صحفي- أن مقاطع المقالب في قناة اليوتيوب تشجع على السلوك العدواني لأن المقالب في ظاهرها تبدو بسيطة وكوميدية، وجيل الشباب وصغار السن قد يرون فيه جانب البساطة ويقومون بتقليدهم مع أشخاص من محيط عائلتهم؛ لأنهم يعتقدون أنها مضحكة وتدخل البهجة في النفوس، والجانب الخطير في الموضوع أن يسعي لتحقيق الشهرة لنفسه من خلال هذه المقالب ليصبح نجماً مشهوراً في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا تصرف يمكن وصفه بالسلوك المخجل؛ لأن المستهدف من المقلب قد يتعرض لضرر نفسي واجتماعي نتيجة تفكير سلبي من أشخاص مستهترين، والمشكلة أن مقياس نجاح مقاطع المقالب الانتشار الكبير والمتابعة، مبيناً أن صاحب المقلب تجاهل سماع صوت العقل والحكمة، وردة الفعل الرقمية هي ما يسعى لها والنجاح له، ويعتقد من خلال تزايد الأرقام أنه استطاع صناعة النجومية، مشيراً إلى أن سبب انتشار هذا النوع من المقالب على منصات مواقع التواصل الاجتماعي أن المجتمع بمختلف أطيافه وأعماره أصبح أسير لها ويتابع بشغف ما يُنشر فيها، ربما لأن البعض يراها مسلية وفيها نوع من الترفيه الذي يبحث عنه، خاصةً وأن الجيل من الشباب هجر التلفزيون وأصبح الجهاز المحمول هو الترفيه المتنقل معه في كل مكان. برنامج اليوتيوب ساهم في نشر العديد من المقالب محمد الزنيدي نبيل زارع

مشاركة :