رغم أن مصطلح الثقافة، متعدد المعاني، وقابل للتعريف بأكثر من معنى، تبعا لمن يفسره ومقاصده.. لكنه في مفهومنا الشعبي العام يستخدم للدلالة على العلم والمعرفة بشؤون الحياة، على مختلف اتجاهاتها ومتغيراتها، بشكل مقبول، مع معرفة كاملة بتخصص أو عمل ما. يختلف تطبيق هذا المفهوم بين أمة وأخرى، فبعضها يطلق هذا التوصيف، على الأدباء والفنانين، فيما أمم غيرها تحصره في من يحمل الفكر والفلسفة، ويضع لمساته في حياة تلك الأمة. يختلف عرف ومفهوم أمتنا العربية عن كل ما سبق، فأعرافنا حددت المثقفين بأنهم من يخرجون عن المألوف.. كأن يطيلون شعرهم، ويتكلمون بشكل غريب، ويطالبون «بتحرر» المجتمع عن عاداته وتقاليده. هناك من يملك شيئا من المعرفة وقليلا من الثقافة، لكنه توهم امتلاكه كل الفكر والمعارف، رغم أنه بالكاد نصف مثقف، أو أقل.. فهو مشكلة كبيرة، فلا يقبل برأي من يعرف أكثر منه، ولا يعترف أنه ما زال متعلما، وليس عالما بعد. هناك من لا يملك شيئا من المعرفة، وتوهم أن ما يتخيله، هو المعرفة والثقافة الكاملة، أو خدعه أحدهم، وأن الثقافة تعني خروجا عن المألوف ومخالفة كل القيم والمعتقدات، فسرح بعيدا في هذا المجال، خصوصا إن كانت له «شلة» تشابهه في الشكل والمضمون، فكلهم يقيّم كلهم، بأنهم الصواب المطلق، وغيرهم هو المتخلف الجاهل.. فهؤلاء أشباه مثقفون، بل هم الجهل المركب بعينه. الثقافة دوما تعني المعرفة وفهم الأمور.. ولا علاقة لها بتوجهات الشخص، إسلاميا كان أو مدنيا، متدينا كان أم غير ذلك.. ومن يتصور أن الثقافة تعني شكلا وصورة، يرسمها لإنسان لنفسه، فهو أحمق. الثقافة علم ومعرفة، يجب أن تنعكس تصرفا وسلوكا حياتيا يوميا.
مشاركة :