بيروت - عاد سعد الحريري إلى بيروت الثلاثاء للمرة الأولى منذ استقالته من منصبه كرئيس للوزراء في بيان تلاه في السعودية مما دفع بلاده إلى أزمة سياسية وسط تمسكخ بحياد لبنان والنأي به عن الصراعات الإقليمية. ولدى إعلانه استقالته أعرب الحريري، وهو حليف قديم للسعودية، عن خشيته من الاغتيال وتدخل إيران وحزب الله في شؤون الدول العربية. ورفض الرئيس اللبناني ميشال عون قبول الاستقالة لحين عودة الحريري إلى لبنان لتقديمها شخصيا. وتوجه الحريري مباشرة من مطار بيروت لقراءة الفاتحة عند ضريح والده رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005. وردا على سؤال بشأن رسالته إلى اللبنانيين الذين اتحدوا إلى حد بعيد للمطالبة بعودته قال الحريري "شكرا". ومن المتوقع أن يشارك الحريري في احتفالات عيد الاستقلال اللبناني صباح الأربعاء. وفي وقت سابق التقى الحريري بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة قائلا "سأعلن موقفي السياسي في لبنان".ولم يتضح بعد ما إذا كان سيتمسك بالاستقالة أو سيسحبها. ومن القاهرة كرر الحريري موقفه الثابت والداعي إلى حياد لبنان وتحييده عن الأزمات والمحاور الخارجية، والتزامه سياسة النأي بالنفس. ووسط هذا الترقب لما سيعلنه الحريري، يتوقع العديد من اللبنانيين ألا تأتي مواقف الحريري مخالفة أو مغايرة لما أطلق سابقاً، سواء لجهة ضرورة حياد لبنان، أو لجهة تمسكه باستقالته، وهو كان أكد في تصريح خاطف من أمام قصر الإيليزيه السبت، رداً على سؤال من قبل أحد الصحفيين استقالته، قائلاً "كما يعلم الجميع أنا استقلت". وكان الحريري قال في 12 نوفمبر/تشرين الثاني في مقابلة من السعودية مع قناة تلفزيونية إنه سيعود إلى لبنان للتأكيد على استقالته وفقا للدستور. لكنه لم يستبعد إمكانية سحبها إذا ما احترم حزب الله سياسة الابتعاد عن الصراعات الإقليمية وخصوصا في اليمن. وعقب تدخل فرنسا غادر الحريري الرياض إلى باريس مطلع الأسبوع. وتوجه إلى بيروت ليلا قادما من قبرص حيث عقد اجتماعا مع الرئيس نيكوس أناستاسيادس لمدة 45 دقيقة. وقال الحريري انه بحث مع السيسي مسألة استقرار لبنان وضرورة"النأي بالنفس عن كل السياسات الإقليمية". عون يحذر العرب من دفع لبنان "باتجاه النار" وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله،الذي دعا إلى عودة الحريري، قال الاثنين إن جماعته منفتحة على أي نقاش نافيا بشدة في الوقت نفسه أي دور لحزب الله في اليمن حيث يقاتل التحالف بقيادة السعودية قوات الحوثيين المتحالفة مع إيران. وفي حال أصر الحريري على استقالته فان الرئيس عون سيجري مشاورات مع النواب الذين سيختارون رئيس الوزراء المقبل. وعلى عون أن يكلف المرشح الذي يتمتع بأكبر قدر من الدعم النيابي بتشكيل الحكومة. وتوقعت مصادر سياسية أن يتم ترشيح الحريري رئيسا للوزراء من جديد. وبعد استقالة الحريري اتهمت السعودية الحكومة اللبنانية بكاملها، وليس حزب الله فقط، بإعلان حرب ضدها. غير أن الحكومات الغربية بما فيها الولايات المتحدة أكدت على دعمها للبنان واستقرار ذلك البلد الذي يستضيف 1.5 مليون لاجئ سوري وهو ما يعادل ربع سكانه. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رسالة إلى نظيره اللبناني "نحن نقف بثبات مع لبنان وسنواصل دعم جهود بلدكم لحماية استقرار لبنان واستقلاله وسيادته". وحذر الحريري في مقابلته من أن لبنان معرض لخطر العقوبات العربية الخليجية بسبب تدخلات حزب الله في المنطقة. وأشار إلى أن مصدر رزق مئات الألوف من اللبنانيين الذين يعملون في الخليج قد يكون موضع خطر مما يهدد الاستقرار الاقتصادي للبنان. ودعا عون في كلمة ألقاها عشية يوم الاستقلال الدول العربية إلى التعامل مع لبنان بحكمة وتعقل وإلا فإنها ستدفعه "باتجاه النار". وجاء تحذير عون في أعقاب اجتماع لجامعة الدول العربية الأحد ندد بيانه الختامي بحزب الله بسبب "دعم الإرهاب" وأشار إلى أنه جزء من الحكومة. وقال عون "رسالتي للأشقاء العرب التعاطي مع لبنان يحتاج إلى الكثير من الحكمة والتعقل وخلاف ذلك هو دفع له باتجاه النار".
مشاركة :