عرضت قناة الجزيرة الإخبارية أمس الأول الاثنين حلقة جديدة من البرنامج الأسبوعي «للقصة بقية» من تقديم الزميلة الإعلامية فيروز زياني، والتي خصصت للحديث حول منظمة اليونسكو، والتي شكلت منذ ظهورها ساحة خلفية لصراعات بين قوى وأيديولوجيات كبرى، واستحضرت الحلقة مسار العرب داخل هذه المنظمة، خاصة معركة نيل فلسطين لعضويتها عام 2011 ومعارك العرب البينية وخلافاتهم التي وقعت غير مرة من أجل الفوز بإدارتها ولم يفلحوا، بالنظر إلى نظرية المؤامرة التي كانت سبباً في فقدانهم لقيادتها وكان آخرها شهر أكتوبر الماضي، عندما وقف بعض العرب في وجه المرشح القطري الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، الذي كان أقرب المرشحين للفوز بشرف قيادتها لولا مؤامرات آخر لحظة. وخلال الحلقة، تم أيضاً عرض الفيلم الوثائقي «العرب واليونسكو»، الذي طرح مجموعة من التساؤلات حول نجاح هذه المنظمة، ومكامن الإخفاق، وماذا حقق العرب منها؟ خاصة وأن اليونيسكو تحتفل هذه الأيام بالذكرى السنوية الثانية والسبعين لتأسيس المنظمة. واستضافت الحلقة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري المرشح السابق لمنصب المدير العام لمنظمة اليونيسكو لهذا العام، والذي تحدث عن كواليس الانتخابات الأخيرة للمنظمة، والتي أفضت في النهاية إلى فوز المرشحة الفرنسية بمنصب المدير العام للمنظمة، وقال الكواري، خلال الحلقة، إن هناك فارقاً كبيراً بين الانتخابات الماضية للمنظمة وهذه الانتخابات، إذ كان هناك إجماع بين دول العالم ككل على أن هذه المرة يجب أن تكون للعرب، ولم يكن وجود أكثر من مرشح عربي ليعيق وصول عربي، لكن بعض العرب ما كانوا يريدون لعربي أن يصل، وأضاف أن هذه الانتخابات هي الأولى التي يستمر فيها مرشح عربي في الدورات الخمس، ليحصل على المركز الأول في الدورات الأربع الأولى، ثم يكون بينه وبين الانتصار في الجولة الخامسة صوت واحد، وقال: كنت المرشح الوحيد ضمن المرشحين الذي تعرض للمناقشة في المجلس التنفيذي لليونسكو للمشكلة السياسية التي تواجهها المنظمة وكيفية معالجتها، كمقدمة لمعالجة المشكلة المالية التي تشكل عقبة في تنفيذ برامج المنظمة. وأكد الكواري أن الأزمة الخليجية الحالية كان لها دور في انتخابات اليونسكو، لكنه كشف أن محاربة المرشح القطري بدأت قبل الأزمة بكثير، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة حاربت المرشح القطري منذ اليوم الأول، وأوضح أنه رغم وجود مرشحة مصرية «فإنهم كانوا مقتنعين بأنها لن تصل، لأن المرشح القطري أقوى، فحاولوا إقناع اللبناني غسان سلامة بالترشح، وكنت سأكون سعيداً جداً أن يكون أحد المثقفين الكبار معي لأن ما يهمني هو انتصار العرب، لكن غسان سلامة رجل نزيه أصر على أن يكون الترشيح من بلده وليس من أي بلد آخر، وحاولت الإمارات أن تأتي له بترشيح من أي بلد آخر لكنه رفض، في وقت أصرت لبنان على مرشحتها، لذلك لم يرشح غسان سلامة نفسه». واعتبر أن العداء لقطر كان مستشرياً قبل الأزمة، وكان متمثلاً في محاربة المرشح القطري، وكذلك في البحرين التي أعلنت دعمها للمرشحة المصرية في الأسبوع الأول لترشحها، وكشف الكواري أنه بعد الحصار الظالم الذي وقع على قطر توقعت دول الحصار أن بإمكانها الحصول على أصوات الدول الصغيرة في أميركا الوسطى والكاريبي لصالح المرشحة المصرية، التي حصلت على طائرة خاصة وأخذت معها مندوب الوحدة الإفريقية في جنيف وزارت كل هذه الدول، لكنها لم تتمكن من تغيير صوت واحد من أصوات هذه الدول. وقال الكواري إن ما آلت إليه نتائج انتخابات اليونسكو يمثل خسارة كبيرة جداً للعرب، «لأن هذا حلم راود العرب منذ إنشاء المنظمة، فالثقافة العربية من أهم الثقافات في العالم ومن حقها أن تكون على رأس هذه المنظمة».;
مشاركة :