إبني ضعيف الشخصية عبدالرحمن حسن جان تفاجأت إحدى الأسر بعودة ابنيهما من الابتعاث الخارجي ، وقد فشلا في دراستهما الجامعية ، وفوق ذلك فسدت أخلاقهما وانجرفا في طريق الانحراف بكل أشكاله ، رغم أنهما كانا على خلق وحفظا كتاب الله منذ الصغر . وعندما سردت الأسرة تاريخ أسلوبها في التعامل مع هذين الإبنين اتضح أنهم استخدموا معهما أسلوبا تربويا خاطئا يتمثل في الأمر والنهي وأن عليهما السمع والطاعة دون نقاش أو حوار وليس هناك خيار أمامهما سوى تنفيذ الأوامر فهما يسيران يمنة ويسرة وفقا لرغبة الوالدين ، لأن والداهما كانا شديدأي الحرص على تربيتهما أفضل تربية وكانت نتيجة هذا الحرص الزائد ضعف شخصيتهما فهما لم يتعودا على قول ( لا ) طوال حياتهما بسبب تلك التنشئة المتسلطة ، وحينما استقلا بحياتهما وعاشا بمفردهما أثناء الابتعاث خارج الوطن عندها كانا لقمة سائغة للآخرين ووقعا بسهولة في شراكهم . بعض الأسر يشكون من عناد بعض أطفالهم ويعتبرون ذلك سلوكا مرضيا وفي حقيقة الأمر أنه سلوكا صحيا ومؤشرا لقوة شخصية الطفل في الحاضر وفي المستقبل ، في حين تنظر بعض الأسر للطفل المطيع لوالديه وللآخرين سواء في محيطه الداخلي أو في محيطه الخارجي على أنه أفضل من الطفل العنيد والعكس صحيح فالمطيع دوما قد يكون مؤشر لضعف شخصيتة مستقبلاً وقد يكون منقادا لقرناء السوء . كما أن قوة الشخصية تعد مطلبا شرعيا لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ” ولذلك لما خشي عليه الصلاة والسلام على مستقبل الإسلام دعا – مضطرا – أن ينصره بأحد العمرين : عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام (أبو جهل) لقوتهما وجلدهما فاختار الله الأول رضي الله عنه لما علمه سبحانه وتعالى فيه . لذلك على الوالدين الاهتمام بجانب تنمية شخصية الطفل منذ مرحلة التنشئة الاجتماعية واحترام شخصيته وآراءه واعطائه مساحة لاتخاذ القرار .
مشاركة :