أنهت الفصائل الفلسطينية اجتماعها الذي يعقد في العاصمة المصرية القاهرة لليوم الثاني، مساء اليوم الأربعاء، وذلك بعد 11 ساعة متواصلة. وأصدرت الفصائل بياناً أعلنت فيه ما تم الاتفاق عليه خلال اليومين المتتاليين في مبنى جهاز المخابرات المصرية في القاهرة. ورحب المجتمعون بالاتفاق الذي تم بين حركتي فتح في الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، برعاية مصرية، معتبرين الاتفاق بين الحركتين بداية عملية لانهاء الانقسام بجميع جوانبه. وأكد المجتمعون على ضرورة التنفيذ الأمين والدقيق لكل بنود الاتفاق الموقع وفق التواريخ المحددة فيه وصولا لاضطلاع الحكومة بمسؤولياتها وواجباتها كاملة وفقا للقانون الأساسي والأنظمة المعمول بها في فلسطين. كما أكد الاجتماع على أهمية العمل الجاد من أجل تذليل أية عقبات أو عراقيل تعترض جهود الحكومة للقيام فورا بواجباتها ومسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني. واستعرض الاجتماع محاور إنهاء الانقسام وآليات معالجتها، حيث أكد المجتمعون على ضرورة الإسراع بخطوات تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وفقا لإعلان القاهرة عام 2005 ودعوة لجنة تفعيل وتطوير المنظمة للاجتماع لتحقيق ذلك. وذكر البيان أن المجتمعون أكدوا على ضرورة ممارسة الحكومة لصلاحياتها في غزة والقيام بمسؤولياتها وتنفيذ الاتفاق الموقع بين حركتي فتح وحماس في الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ومناقشة تعزيز وضعها. ودعا المجتمعون “لجنة الحريات” التي شكلت وفق إتفاق المصالحة عام 2011 لاستئناف عملها فورا في قطاع غزة والضفة الغربية والتأكيد على ضمان الحريات والحقوق وفقاً للقانون. كما دعا المجتمعون “لجنة المصالحة المجتمعية” لاستئناف عملها والعمل على تقديم التسهيلات والمتطلبات المادية والمعنوية والقانونية لانجاز مهامها. وشدد المجتمعون في بيانهم على دعوة “لجنة الانتخابات المركزية” والجهات المعنية لإنجاز كافة أعمالها التحضيرية لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني المتزامنه في موعد أقصاه نهاية عام 2018 وتخويل الرئيس محمود عباس لتحديد موعد الانتخابات بعد التشاور مع كافة القوى والفعاليات الوطنية والسياسية. وأكد المجتمعون على سيادة القانون وحفظ الامن والاستقرار بما يصون أمن الوطن والمواطن وفقا لاتفاق المصالحة عام 2011 والمباشرة فورا بتنفيذ ذلك وفق ما تم الاتفاق عليه في الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بين حركتي فتح وحماس. واتفق المجتمعون على دعوة الكتل والقوائم البرلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن تفعيل المجلس واستئناف أعماله الاعتيادية. إلى ذلك، أدان المجتمعون قرار الادارة الامريكية الاخير بعدم تجديد عمل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بهدف ممارسة الضغوط على القيادة الفلسطينية للرضوخ للمطالب الأمريكية، خاصة تجاه ما يتم تسريبه من محاولات فرض حل إقليمي يستجيب لمخططات الاحتلال الهادفة إلى تصفية الحقوق الفلسطينية بمنع قيام دولته المستقلة ذات السيادة. وشدد المجتمعون على دعم خطوات الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية بالانضمام للمؤسسات والمواثيق الدولية لمتابعة جرائم الاحتلال في المحكمة الجنائية الدولية وقرارها الاستمرار برعاية أسر الشهداء والأسرى البواسل. وناشد المجتمعون الأقطار العربية والإسلامية والصديقة ومؤسساتها لمساندة نضال شعبنا والالتزام بتعهداتها المالية وفقا لقرارات مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد في القاهرة عام 2011 وبالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية. ودعا المجتمعون كافة القوى والفصائل والمؤسسات الإعلا​مية إلى التوقف الفوري عن تبادل الاتهامات والتراشق الإعلامي وبث روح الأمل والتفاؤل بالوحدة الوطنية وتعزيزها. وأكد المجتمعون على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مخيمات اللجوء والشتات وخارج الوطن المحتل وتوفير متطلبات العيش الحر والكريم ومعالجة مشكلاتهم ودعوة المجتمع الدولي ووكالة الغوث “الأونروا” لتحمل مسؤولياتها لوقف معاناتهم لحين عودتهم إلى أرضهم وديارهم. واتفق المجتمعون على استئناف اجتماعاتهم بداية شهر فبراير/شباط المقبل لاستكمال وضع الخطوات والآليات العملية لإنجاز كافة الملفات بكل ما ورد أعلاه بالتنسيق مع القيادة المصرية ورعايتها لخطوات التنفيذ كافة. وحيا المجتمعون صمود أسرانا البواسل في سجون الاحتلال واستمرار النضال من أجل حريتهم ووجهوا تحية خاصة إلى جماهير شعبنا في القدس ودورهم في مواجهة مخططات الاحتلال.