لقد منَّ الله سبحانه وتعالى على البشرية جمعاء بوجود دين الإسلام دين التوحيد والرحمة والعطف على الفقراء، ففرض على الأغنياء الزكاة من أموالهم تؤخذ من الأغنياء لترد على الفقراء وهي نسبة قليلة لمن يملك المال الكثير، اثنان ونصف في المئة، وشرع كذلك الصدقات، وهي غير محددة النسبة إلا في حالة الثلث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز «كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم فمن خاف من موص جنفاً أو إثماً فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم» البقرة 180. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله تعالى تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم زيادة في حسناتكم» رواه ابن ماجة هذا عن الوصية وهناك الصدقات، وهي غير محددة النسبة وذلك لفتح المجال أمام فاعلي الخير لكسب الحسنات، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين: فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمئة ضعف، وإن هم بالسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة» رواه البخاري ومسلم. حديث عظيم يبين كرم الله سبحانه وتعالى وتفضله على المؤمنين من خلقه، حسنة واحدة تضاعف إلى عشر حسنات بل تتعدى ذلك إلى سبعمئة ضعف، أين تجد هذا الكرم إلا عند الكريم الوهاب؟ وكذلك من هم بالسيئة فلم يعملها كتبت عنده حسنة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن» رواه أحمد والترمذي، وقال أيضاً «والذي نفسي بيده لولم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم» رواه مسلم. فهل لاحظت عطف الله سبحانه وتعالى على الناس ورحمته بهم في مجمل هذه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون» الأنعام 12، فلا تتعجب إذاً فكل هذه الرحمات متفرعة من رحمته التي كتبها الله على نفسه العلية في الدنيا، مضاعفة إلى ما يشاء في الآخرة، فهل عرفت كم أنت محظوظ يا أخي المؤمن العزيز؟ twitter@
مشاركة :