بيروت: «الخليج» أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، أمس الأربعاء، تريثه في المضي بتقديم استقالته رسمياً بعد نحو 3 أسابيع على إعلانها. وقال عقب لقائه الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا، إنه قرر التريث «تجاوباً مع طلب الرئيس بإجراء المزيد من المشاورات»، فيما أقيم في بيروت احتفال بعيد الاستقلال الرابع والسبعين رسمياً. بحضور رؤساء الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري.وبدأ العرض العسكري يتقدمه العلم اللبناني ووحدة من الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وشارك فيه العديد من الألوية، إضافة إلى تلامذة الكلية الحربية. وبعد انتهاء العرض توجه الرؤساء الثلاثة إلى القصر الجمهوري، حيث تقبلوا التهاني بعيد الاستقلال، وقد لوحظ وصول بري والحريري إلى القصر الجمهوري في سيارة واحدة بعد دقائق من وصول عون. وكان الحريري هو من يقود السيارة، وقد بقي الرجلان لدقائق أمام القصر قبل الترجل من السيارة، ما فهم على أنه خلوة بينهما.وبعد انتهاء حفل الاستقبال ألقى الحريري كلمة بعد لقائه عون قال فيها: «تشرفت بلقاء الرئيس ميشال عون في هذا اليوم الذي نجتمع فيه على الولاء للبنان والوفاء لاستقلاله. وكانت مناسبة لشكر الرئيس على عاطفته النبيلة وحرصه الشديد على حماية الاستقرار واحترام الدستور، والتزام الأصول والأعراف، ورفضه الخروج عنها تحت أي ظرف من الظروف».أضاف: «إنني أتوجه من هنا، من رئاسة الجمهورية، بتحية تقدير وامتنان إلى جميع اللبنانيين، الذين غمروني بمحبتهم وصدق عاطفتهم، وأؤكد التزامي التام التعاون مع الرئيس لمواصلة مسيرة النهوض بلبنان وحمايته بكل الوسائل الممكنة من الحروب والحرائق المحيطة وتداعياتها، على كل صعيد». وتابع: «لقد عرضت اليوم استقالتي على الرئيس وقد تمنى علي التريث في تقديمها والاحتفاظ بها لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها السياسية، فأبديت تجاوبي مع هذا التمني آملاً أن يشكل مدخلاً جدياً لحوار مسؤول يجدد التمسك باتفاق الطائف ومنطلقات الوفاق الوطني ويعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب».وبعودته إلى دارته في بيت الوسط في بيروت، شكر الحريري، أمام حشد من مناصريه الذين احتشدوا بالمئات أمام منزله في وسط بيروت، اللبنانيين جميعاً على الاحتفاء الذي لقيه منهم. وقال: «عرفتم أهمية الحفاظ على بلدنا وأمنه». كما أكد أنه باقٍ ليكمل مسيرة الدفاع عن لبنان واستقراره وعروبته. وقال: «سأكمل معكم الطريق لنكون خط الدفاع عن لبنان وعن استقراره وعروبته. وشدد الحريري في كلمته من بيته في وسط بيروت على تمسكه بشعاره الأوحد «لبنان أولاً».وبالعودة إلى الاستقالة، ذكرت مصادر القصر الجمهوري أن لا وقت زمنياً محدداً للتشاورات والحوار، وسيتم تقييم التطورات خلال ال 48 ساعة المقبلة لتحديد الآلية، بينما أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أن «رئيس الحكومة سعد الحريري كان ولا يزال زعيماً»، موضحاً أن «التريث لا يعني عدم الاستقالة، وبالتالي هذا التريث يفتح الباب أمام الحوار وعندها يبنى على الشيء مقتضاه». كما شدد المشنوق، على أن «الأولوية هي للحوار».في غضون ذلك، أشارت الخارجية الفرنسية في بيان إلى أن «فرنسا تتمنى لجميع اللبنانيين واللبنانيات عيد استقلال سعيد بحضور رئيس الحكومة سعد الحريري، وأكد البيان أن فرنسا ستبقى دائماً على أهبة الاستعداد لدعم استقرار هذا البلد الصديق وسيادته» قوياً، فيما يعمل لبنان على تحقيق تطلعات جميع اللبنانيين من أجل مستقبل مزدهر وآمن».
مشاركة :