خيري منصور إذا كانت السنوات السبع التي بدأت مع العقد الثاني لهذا القرن وعشناها بحلوها ومرها، هي السنوات العجاف والتي شهدت مخاضات عسيرة في شتى ميادين الحياة، فهل ما سوف يعقبها من حصاد سياسي وثقافي هو السبع السمان؟بالطبع لكل منا قراءته لما جرى في عالمنا، وذلك تبعاً لمنسوب بصره وبصيرته معاً، والأيديولوجيا التي يرتكز عليها ويستضيء بها، لأن هناك لحظات يختلط فيها الأمر على بعض الناس، ومنها اللون الأصفر الذي قد يكون دلالة مرضٍ وشحوب أو لون هشيم، وقد يكون لون نضج العناقيد واقتراب أوان قطافها!وليس من حق أي فرد أو طرف أن يحتكر الرؤية، وبالتالي الشهادة على ما يجري لأنه بالغ التعقيد، خصوصاً بعد أن اشتبكت النوايا وأوشك حابل الحرية أن يختلط بنابل العدمية والفوضى!ولو شئنا الخروج من نطاق التوصيف ورصد الناتئ من جبال الجليد الغاطسة في الدم لا في الماء، فإن ما حدث كان تعبيراً عن فائض عدة مكبوتات تراكمت وتفاقمت، وما انفجر هو المؤجل الذي لم يجد متنفسات طبيعية تفرغه من شحناته وتهدئ من غليانه!فالاستبداد مهما طال أمده تأتي لحظة بركانية للتعبير عن كل ما ألحق بالبلاد والعباد.فالبشر لهم قدرة محدودة على الاحتمال والتأقلم، لكن الطبع كما قال ابن خلدون لا بد أن يغلب التطبع في النهاية، فهل كان مصدر الالتباس في المشهد وخلط الأوراق في الملفات سببه غياب البوصلة، أم غياب النخب المؤتمنة تاريخياً على أعز ما تملك الأمم وهو حريتها وهوياتها وذاكرتها القومية!الإجابة تتطلب الخروج من الثنائيات ونظرية المفاضلة بين إما.. أو، لأن العلاقة بين البوصلة والنخب جدلية، وحين تصاب البوصلة الوطنية بالتحديد بالعطب فتلك مسؤولية النخب المنوط بها السهر وحراسة الموروث وما يفرزه من أشواق وطنية.لم تكن السبع التي مرت عجافاً كلها، وسيكون لها من الظلال ما يدفعنا إلى التحفظ ونحن ننتظر سبعاً سماناً بعدها!
مشاركة :