تحت رعاية سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة، أُقيمت في مطلع الأسبوع الحالي فعالية احتفالية لإحياء ذكرى مرور 30 عاماً على البرنامج الناجح لزراعة الأعضاء في مؤسسة حمد الطبية، وتكريم من أسهموا في إنجاح هذا البرنامج.وقد جرى تنظيم هذه الفعالية بهدف تكريم المتبرعين بالأعضاء من الأحياء والمتوفّين وأفراد أسرهم، وتكريم المرضى القطريين المتلقين للأعضاء المتبرع بها؛ لاختيارهم إجراء عمليات زرع الأعضاء لهم في قطر بدلاً من السفر لإجرائها في الخارج، وهو ما يدل على ثقتهم الكبيرة في القدرة والكفاءة المهنية التي يتمتع بها فريق زراعة الأعضاء في مستشفى حمد العام. وقد قام فريق من جرّاحي مؤسسة حمد الطبية في العام 1986 بإجراء أول عملية زرع كلية لمريضة قطرية تبرعت بها أختها لها. والآن، وبعد مرور 30 عاماً على تلك العملية الناجحة، أصبح برنامج زراعة الأعضاء في مؤسسة حمد الطبية واحداً من ألمع البرامج المتخصصة في هذا المجال على صعيد العالم، حيث بلغت نسبة نجاح العمليات التي أُجريت بموجبه 98 %. وفي تعليق لها حول البرنامج الناجح لزراعة الأعضاء في قطر، قالت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري: «إن نجاح برنامج زراعة الأعضاء في قطر مدعاة للفخر لنا جميعاً؛ فهذا البرنامج الذي يعتمد في جوهره على العدل والمساواة في زراعة الأعضاء لمستحقيها من المرضى، قد حظي بالاحترام والتقدير على الصعيد العالمي». وأضافت سعادتها: «إن ما تضمنته استراتيجية قطر الوطنية لزراعة الأعضاء من ثوابت، جعلتها تتبوأ مركز الصدارة بين مثيلاتها في العالم، سواء على صعيد المعايير الطبية والأخلاقية التي تطبقها، أو على صعيد ملاءمتها لاحتياجات الرعاية الصحية لدولتنا المتنامية، والتنوع الثقافي فيها». د. المسلماني: خفض عدد المرضى الذين يسافرون إلى الخارج لزراعة الأعضاء بنسبة %70 من جانبه، قال الدكتور يوسف المسلماني، مدير مركز قطر لزراعة الأعضاء: «لقد نجح برنامج زراعة الأعضاء في مؤسسة حمد الطبية في خفض عدد المرضى الذين يسافرون إلى الخارج لزراعة الأعضاء بنسبة 70 %». وأضاف الدكتور المسلماني: «وقد تمكنت مؤسسة حمد الطبية على مدى العقود الثلاثة الماضية من تأسيس برنامج فعّال للتبرع بالأعضاء من متبرعين متوفّين، كما استطاعت إنشاء اثنين من البرامج ذات الصلة، أحدهما لزراعة الكبد، والآخر لزراعة كلى الأطفال. وقد شهد العام الماضي إطلاق برنامج زراعة نخاع العظام، كما أن العمل جارٍ حالياً استعداداً لإطلاق برنامج زراعة البنكرياس والخلايا المفرزة للإنسولين. ويشهد برنامج التبرع بالأعضاء وزراعتها نمواً متسارعاً لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمجتمع، مع الأخذ بعين الاعتبار الحرص على مضمون رؤية ورسالة البرنامج، والمتمثلة في الحفاظ على تقديم أفضل مستوى ممكن من الرعاية الصحية للمرضى، بغضّ النظر عن جنسية المريض أو معتقداته الدينية أو الإثنية التي ينتمي إليها». وقد جرى خلال الفعالية -التي أُقيمت في فندق شيراتون جراند الدوحة- تكريم المتبرعين ومن ينوب عنهم بمنحهم ميدالية الإيثار، وقد شمل التكريم 38 من المتبرعين الأحياء بالكلى، و5 من المتبرعين الأحياء بأجزاء من الكبد، و3 من المتبرعين بالخلايا الجذعية، و8 من أسر المتبرعين المتوفين. كما جرى تكريم روّاد برنامج زراعة الأعضاء، بمن فيهم الدكتورة عجايب النابت، والدكتور عوض راشد، والدكتور عبدالواحد الملا، والدكتور أسامة بدوي، والدكتور محمد سالم، والدكتور الفاضل الملك، والدكتور عامر شيخوني، والسيدة منى جرمان، والسيدة إلهام المومن، والسيدة سحر برهان. وقد تحدّث خلال هذه الفعالية الدكتور حسن المالكي -رئيس قسم الكلى في مؤسسة حمد الطبية- حول معايير الجودة والسلامة المطبقة في برنامج زراعة الأعضاء في المؤسسة، كما استمع الحضور إلى كلمات من بعض المرضى المتلقين للأعضاء المتبرع بها، وكيف أحدث ذلك تغيير جذري في حياتهم. وكان من بين المتحدثين أحد المرضى القطريين المتلقين للأعضاء، حيث دعا من هم في حاجة إلى زراعة الأعضاء من المرضى إلى إجراء عملياتهم في قطر؛ لما يتمتع به برنامج زراعة الأعضاء من مرافق متطورة وجرّاحين أكفاء. د. فاضل: 259 ألف متبرع في سجل التبرع بالأعضاء أكد الدكتور رياض فاضل -مدير مركز قطر للتبرع بالأعضاء- على الجهود المبذولة في سبيل تطبيق ما ورد في ميثاق الدوحة للتبرع بالأعضاء. وقال: «لقد شجع التزام مؤسسة حمد الطبية التام بالقواعد التي يتضمنها ميثاق الدوحة للتبرع بالأعضاء، الكثيرين على التسجيل في سجلّ التبرع بالأعضاء، حيث ارتفع عدد المتبرعين المسجلين خلال الأعوام الخمسة الماضية من 2000 متبرع مسجل إلى 259.000 متبرع». وأضاف الدكتور فاضل: «لقد أدّت الزيادة في عدد المتبرعين بالأعضاء إلى زيادة مماثلة في أعداد عمليات زراعة الأعضاء، وقد أدى ذلك بدوره إلى استحداث أساليب جديدة في زراعة الأعضاء، الأمر الذي شجع الكثير من المرضى على إجراء عمليات زرع الأعضاء في قطر بدلاً من السفر لإجرائها في الخارج».;
مشاركة :