هشاشة المجتمع هل تحيي العنصرية؟! - تركي الدخيل

  • 8/27/2013
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بطبيعة الحال تتضاءل مستويات العنصرية والإقليمية والقبلية، كلما تقلص التعلق بمؤسسات المجتمع المدني والإيمان بدور الحكومة. الثأر أو استخدام القوة لاسترجاع الحق، إنما يعكس عادة، تراجع الولاء للقضاء وأحكامه، أو للمؤسسات وقوتها وصلابتها. حدث قبل أيام إشكال أمام المحكمة في السعودية. هذا الإشكال مهما كان شكله أو حيثيات نشوبه، غير أنه يفتح لنا أسئلة حول القبلية والعصبية والتي تزدهر مع تهشم المجتمع، والابتعاد بشكل عام، عن الثقافة المؤسسية لاستعادة الحقوق ونيل المستحق. العصبية القبلية تزدهر وتنمو مع الأزمات ومع التشتت الذي يحدث حيال الانتماء الفعلي للمؤسسات. المجد الحقيقي في الانتماء للهوية الجامعة، وهي الهوية السعودية، والانتماء لهذا البلد، الذي عشنا به، وولدنا فيه، وترعرعنا فيه، هذا البلد الذي يستحق الانتماء، من دون إغراق في الانتماءات الضيقة. في كلمته الأخيرة قال الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية، إن السعودية تنفر من التحزب، ذلك أنها تنتعش بشراكة الهوية، لا بالعصبية أو الانتماءات الحزبية. شاكرا:"مواطني ومواطنات هذا الوطن الكريم لما تحلوا به من حس ديني ووطني عميق، وما يتمتعون به من وعي وإدراك اجتماعي عام تجاه ما يحيط بوطنهم، وما تمر به المنطقة العربية عموماً من أحداث ومتغيرات وتجاذبات عقدية وفكرية وحزبية بغيضة. وثقة قيادتهم وإخوانهم فيهم تجاه المحافظة على ثوابتهم الدينية، ومكتسباتهم التنموية، وأمنهم واستقرارهم، في ظل عالم مضطرب، تعصف به الصراعات"، محذرا من الفتنة بين أصحاب المجتمع الواحد. قامت هذه الدولة على أساس انصهار القبائل وتوجهها نحو زعيمٍ كبير، هو عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وعليه فإن هذا الانصهار، أسس لهوية واحدة، هي "المواطَنة"، التي تلمّ شمل المختلفين، لوناً، وفكراً، وانتماء. والمواطَنة، صيغة مفاعلة، بمعنى أنها ديناميكية متحركة، بأن تبذل لوطنك، كما تستفيد منه، وتحبه، وتسكنه. *بآخر السطر، هذه العصبيات لابد من تدارك خطرها، وأتمنى من المفكرين، أو مؤسسات الحوار، وعلى رأسها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، تأسيس ورش في مناطق المملكة، لدراسة هذا الخلل من ناحيتين: فكرية واجتماعية، لتوعية الجيل الحالي بأن يرتبط بالوطن وهويته ومؤسساته، لا بالانتماءات الأخرى.

مشاركة :