الدوحة - قنا: أكد سعادة السيد فودور بارنباس سفير جمهورية هنغاريا لدى الدولة، أن قطر نجحت في إدارة أزمة الحصار المفروض عليها، منوها بالمشاعر الفياضة من الولاء للقيادة ليس من المواطنين فحسب، بل من الوافدين المقيمين في قطر، معتبرا أن للأزمة آثارا اجتماعية قاسية منها التفريق بين أبناء الأسرة الواحدة وانعكاساته السلبية على الأسر المتصاهرة. وقال سعادة السفير فودور بارنباس، خلال مشاركته في ندوة حول العلاقات القطرية الهنغارية نظمها المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية، إن حل هذه الأزمة يكون في اجتماع على طاولة مستديرة يحضره جميع الفرقاء، وأن تضطلع الدول الكبرى في العالم بدور أكبر لإقناع الفرقاء للشروع في محادثات مباشرة لمناقشة الأزمة من كل الجوانب للوصول إلى حل «مع أنني أرى شخصيا أن الأزمة ستطول، ولا أتوقع حلا سريعا لها، لأنها ليست خصومة عابرة، وإنما بسبب عوامل متعددة، ونجمت عنها آثار سلبية كبيرة»، مشيرا إلى أن بلاده أيدت الموقف القطري في حل الخلاف الخليجي عبر الحوار، «وعملنا من أجل حل دبلوماسي، وكنا ندعو دائما إلى جلوس الفرقاء على طاولة الحوار للتوصل إلى حل». وردا على سؤال حول اتهام دولة قطر بدعم الإرهاب، قال «نعلم جميعا أن من يشارك في محاربة الإرهاب لا يمكن أن يهدر أمواله في دعم الإرهاب، وقطر في صف واحد في مكافحة الإرهاب، وتستضيف واحدة من أكبر القواعد الأمريكية التي تحارب الإرهاب، كما أن قطر وقعت مع أمريكا على اتفاقية مكافحة دعم الإرهاب، ونحن نشارك قطر في مكافحة الإرهاب، ونعتبرها من الدول المكافحة له». وأعرب سعادة السفير الهنغاري عن شكره لإدارة المعهد لإتاحة الفرصة له للحديث عن العلاقات بين الدوحة وبودابست، وقال إن العلاقات القطرية الهنغارية بدأت عام 1990، وأنه مع افتتاح سفارتين لكلا البلدين فقد ساهم ذلك في التعرف على ما لدى كل دولة من فرص استثمارية، مشيرا إلى أن توافر أجواء الأمان في هنغاريا سوف يساهم في الحفاظ على رأس المال القطري. ولفت سعادته إلى أن كلا البلدين، قطر وهنغاريا، يعملان على توسيع قواعد التجارة والبحث العلمي، معربا عن امتنانه لدولة قطر التي تمنح تأشيرات الدخول للمواطنين المجريين لدى وصولهم إلى المطار، مشيرا إلى أن الميزان التجاري بين البلدين بلغ مليار ريال قطري. كما أعرب عن أمله أن تواصل اللجنة القطرية - الهنغارية الاقتصادية أعمالها لتحقيق التقارب بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات من خلال توقيع اتفاقيات مع قطر لتجنب الازدواج الضريبي، مؤكدا أنه بوسع البلدين تحقيق إنجازات كبيرة لما يوجد لدينا من علاقات راسخة، وإذا قيمنا هذه العلاقات بنظرة فاحصة، فهي قابلة للتطور، وسيكون هناك فائدة للطرفين، ومن خلال عضويتنا في الاتحاد الأوروبي أمامنا فرصة للتعاون في دعم القضايا المشتركة على المستوى العالمي. وقال فودور «نعمل حاليا مع جامعة قطر، ووضعنا خطوات لإقامة مشاريع بما يساهم في إيجاد فرص عمل، ولدينا تعاون تجاري مع قطر، ونصدر الكثير من السلع إلى الدوحة، كما لدينا تصور لإقامة مشاريع غذائية تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي». وفي إجابته عن سؤال حول أهم ميادين البحث العلمي التي يتم العمل عليها بين هنغاريا وجامعة قطر، قال «الأزمة سلطت الاهتمام على الجانب الزراعي، ومع أن المناخ قاس ولا يساعد على الزراعة لكن هناك تحديا، وأنا معجب بحجم المحاصيل التي يتم إنتاجها محليا، والأبحاث سوف تركز حول الزراعة في الأجواء الصعبة وكيفية زيادة الإنتاج، وكذلك كيفية زيادة إنتاج حليب الأبقار، ولدينا العديد من هذه الأبحاث والتجارب مع دول أفريقية». حضر الندوة سعادة السيدة نادية أحمد الشيبي مساعدة مدير المعهد الدبلوماسي، وعدد من الدبلوماسيين القطريين.
مشاركة :