ارتياح بعد خروج أمير الكويت من المستشفى في ظل البحث عن وليّ عهد جديد

  • 11/23/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

التطورات التي طرأت على صحة أمير البلاد ووليّ العهد تطرح تساؤلات كثيرة في شأن اسم الشخصية التي ستدير الكويت في المستقبل.العرب  [نُشر في 2017/11/23، العدد: 10821، ص(1)]من سيدير البلاد مستقبلا الكويت - تنفس الكويتيون الصعداء أمس مع الإعلان رسميا عن خروج أمير البلاد الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُباح من المستشفى وأنّه “في صحّة جيّدة”. وأكدت مصادر محايدة أن الشيخ صُباح يزاول حاليا مهامه على الرغم من اضطراره إلى دخول المستشفى بضع ساعات إثر ارتفاع حاد في درجة حرارته. وأعطت دليلا على ذلك استقباله مسؤولين قطريين هما المبعوث الشخصي للأمير الشيخ جاسم بن حمد وشقيقه جوعان الثلاثاء. وقد نقلا إليه رسالة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وكان الشيخ صُباح أدخل المستشفى صباح أمس وخرج بعد الظهر بعد إصابته بالتهاب حاد في الشعب الهوائية أدّى إلى ارتفاع في درجة الحرارة. وأثار ذلك قلقا شديدا في الشارع الكويتي، خصوصا أنّ الوضع الصحّي لوليّ العهد الشيخ نوّاف الأحمد ليس على ما يرام إذ أنّه مصاب بمرض نادر في الدم. وقد عولج الشيخ نوّاف في الولايات المتحدة التي عاد منها قبل أيّام في ظلّ كلام عن بحث في دوائر الأسرة الحاكمة عن ولي جديد للعهد. وقالت مصادر سياسية كويتية إنّ التطورات التي طرأت على صحة أمير البلاد ووليّ العهد تطرح تساؤلات كثيرة في شأن اسم الشخصية التي ستدير البلاد في المستقبل القريب وذلك في ضوء التجاذبات التي تشهدها العائلة الحاكمة من جهة ووجود جهات خارجية تسعى إلى إعادة جناح آل الفهد إلى الواجهة. وذكرت أن من بين الأسماء المطروحة لتولّي ولاية العهد الشيخ مشعل الأحمد، نائب رئيس الحرس الوطني، الذي يمتلك نفوذا كبيرا في الدوائر الأمنية. لكن مشكلة الشيخ مشعل وهو شقيق للأمير الحالي ولوليّ عهده تكمن، إضافة إلى تقدّمه في العمر، في أنه يعيش بكلية واحدة. أمّا الشخص الآخر الذي يطمح إلى ولاية العهد، فهو الشيخ ناصر المحمّد رئيس الوزراء السابق الذي لديه شبكة علاقات كبيرة في أوساط رجال الأعمال ولدى الطائفة الشيعية. ويسعى الشيخ ناصر إلى التأكيد باستمرار أنّه ليس “إيرانيّ الهوى” وأن كلّ ما يقال عنه في هذا المجال يستهدف إيجاد تباعد بينه وبين المملكة العربية السعودية. وقد حرص الشيخ ناصر في الفترة الأخيرة على التردد الدائم على الرياض لتأكيد أنّه ليس صحيحا ما يشاع عن هواه الإيراني.مصادر سياسية تبدي تخوفها من تدخلات قطرية تصبّ في دعم الشيخ أحمد الفهد، نجل فهد الأحمد ولم تستبعد هذه المصادر أن يدخل المنافسة على ولاية العهد الشيخ ناصر صُباح الأحمد، النجل البكر للأمير الحالي، علما أنّه لم يسبق في التاريخ الحديث للكويت، أقلّه منذ الاستقلال، انتقال موقع الأمير من الأب إلى ابنه. لكن شخصيات كثيرة في العائلة تدعم الشيخ ناصر وذلك ليس بسبب كفاءاته فحسب، بل بسبب سنّه الصغيرة نسبيا، أيضا. وأبدت المصادر السياسية تخوفها من تدخلات قطرية تصبّ في دعم الشيخ أحمد الفهد، نجل فهد الأحمد، وهو الشخص الوحيد في العائلة الذي قاوم القوات العراقية لدى دخولها الكويت في العام 1990 وقتل في حينه. ويعتبر أبناء فهد الأحمد أن ظلما لحق بهم وأنّ “استشهاد” والدهم يوفّر لهم شرعية تسمح لهم بالمطالبة بأعلى المناصب في الدولة. وكشفت أن أحمد الفهد زار الدوحة قبل أسبوع سرّا في طائرة خاصة. لكنّ مغرّدا سعوديا (من آل الشيخ) كشف تلك الزيارة عندما نشر تفاصيل خطّ سير الرحلة التي قام بها الوزير الكويتي السابق، الذي كان سببا رئيسيا في إيقاف النشاطات الرياضية الدولية للكويت. وأثار ذلك غضبا أميريا كويتيا حمل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى إرسال مبعوثه الشخصي الشيخ جاسم بن حمد وشقيقه الآخر الشيخ جوعان بن حمد لشرح أسباب استقبال أحمد الفهد في الدوحة. وبرر المبعوثان استقبال أحمد الفهد بأن الأمير تميم يريد مساعدة الكويت في تسوية الأزمة التي تعاني منها على صعيد مشاركتها في المسابقات الرياضية الدولية! لكن مصادر كويتية مطلعة على عمق العلاقة بين الشيخ تميم وأحمد الفهد تستبعد أن يكون الأخير بحث في الأزمة الرياضية للكويت. وتؤكد أن أحمد الفهد ذهب إلى قطر بحثا عن المزيد من الدعم لنفسه في حال البحث عن وليّ جديد للعهد في وقت يلقى دعما قويّا من الإخوان المسلمين الكويتيين الذين لدى قطر نفوذ كبير عليهم.

مشاركة :