السجن المؤبد لسفاح البوسنة

  • 11/23/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

منظمة الأمم المتحدة تعتبر الحكم في حق الزيعم العسكري السابق منصفا وانتصارا هاما للعدالة.العرب  [نُشر في 2017/11/23، العدد: 10821، ص(5)]جرائمه وصفت بالأبشع في تاريخ البشرية لاهاي (هولندا) - قضت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بالسجن المؤبد على الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش، الأربعاء، بعد إدانته بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد المسلمين خلال حرب البلقان في تسعينات القرن الماضي، فيما اعتبرت منظمة الأمم المتحدة الحكم منصفا و”انتصارا هاما للعدالة”. وقال رئيس المحكمة ألفونس أوري خلال تلاوته الحكم “الجرائم المرتكبة تصنف ضمن أبشع الجرائم التي عرفها الجنس البشري وتضمنت الإبادة الجماعية والإبادة كجريمة في حق الإنسانية”. وكانت المحكمة قد طردت ملاديتش من جلسة محاكمته بعدما صرخ في وجه القضاة أثناء إصدار حكمهم في الجرائم المتهم بها. وجاء طرده بعدما رفض القاضي طلبا تقدم به محاميه لتأجيل الجلسة لأسباب صحية. ويلاحق ملاديتش أيضا لدوره في حصار ساراييفو الذي دام 4 أشهر وقتل خلاله عشرة آلاف شخص معظمهم مدنيون ولاحتجاز مئتي جندي ومراقب تابعين للأمم المتحدة عام 1995. واعتقل ملاديتش في 2011 بعد تواريه لأكثر من عشر سنوات، في منزل أحد أفراد عائلته في صربيا ونقل إلى لاهاي ليمثل للمرة الأولى أمام المحكمة. ويعتبر ملاديتش آخر المتهمين البارزين أمام هذه المحكمة التي أنشئت عام 1993 لمحاكمة الأشخاص الذين يُشتبه بارتكابهم جرائم حرب خلال حرب البوسنة. وبدأ مساعدو ملاديتش في تسليم أنفسهم للمحكمة بدءًا من عام 2004 بعد تزايد الضغوط الدولية على جمهورية صربيا. وكان راديفوي ميليتيتش وميلان غفيرو من أبرز القادة الذين قدموا للمحاكمة بتهم التورط في ارتكاب عمليات تطهير عرقي. وبدأت حرب البوسنة أوائل تسعينات القرن الماضي وانتهت في منتصفها بعد توقيع اتفاقية دايتون، وشهدت ارتكاب القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين، كما تسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة. ودخلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش مدينة سربرنيتشا في منتصف التسعينات بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت خلال عدة أيام مجزرة جماعية في حق مسلمي البوسنة. وكانت المحكمة خلال السنتين الأخيرتين قد أدانت رادوفان كرادجيتش، الرفيق السياسي لملاديتش، وحكمت عليه بالسجن أربعين عاما. وبذلك تُطوى صفحة من التاريخ بالنسبة ليوغوسلافيا السابقة، شهدت محاكمة أهمّ مرتكبي الجرائم فيها ومثولهم أمام القضاء الدولي.

مشاركة :