الثورة الصناعية الرابعة”، و”الثورة الرقمية ودورها في تطور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي”. وقال ماجد السويدي المدير العام لمدينة دبي للإعلام “شهد قطاع الإعلام تحولات جذرية، وفي هذا الإطار صممت مدينة دبي للإعلام تصورات المرحلة المقبلة، والاستراتيجية التي تدعم توظيف الابتكار ومستجدات الثورة الصناعية الرابعة بما يتيح فتح آفاق واسعة للتعاون مع أبرز الشركات الرائدة عالميا في هذا القطاع”. وأضاف أن “القطاع جذب الكثير من الاستثمارات، وحاليا يتلخص الوضع الراهن في العمل على تأسيس شركات إماراتية ذات تنافسية عالمية وإعداد المواهب والكفاءات الوطنية المزودة بمهارات متقدمة بما يضمن استدامة العمل المتميز في القطاع”. وعقدت القمة بين 21 و22 نوفمبر الحالي في مركز دبي التجاري العالمي، وخلال الجلسة الثانية ضمن أجندة اليوم الأول، تحدث لودوفيك بليتشر رئيس صندوق الابتكار للأخبار الرقمية لدى غوغل حول دور الإنترنت في تسريع نقل الخبر وإتاحة فضاء جديد من الإعلام الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت الفرصة للمواطنين لممارسة دور المراسل ونقل الخبر وتسليط الضوء على معلومات وأحداث دون النظر في مدى دقتها ومهنيتها.مستقبل الاقتصادات العالمية يعتمد على تسليح الأجيال المستقبلية بالمعرفة وإمدادهم بالخبرات التقنية اللازمة حول علوم البيانات والذكاء الاصطناعي وأشار بليتشر إلى جهود غوغل في الارتقاء بالمشاركة المجتمعية في نقل الأخبار وتداولها عبر إطلاق صندوق الابتكار للأخبار الرقمية الذي يقوم بتعريف المشاركين منهجيات العمل الإعلامي وصياغة المحتوى التحريري وأخلاقيات العمل، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللازم من الجانب التقني بهدف إثراء المحتوى الإعلامي. وتناولت الجلسة أيضا الجهود الرامية إلى التصدي للأخبار الكاذبة وأهمية التكنولوجيا في رصد الأخبار المشتبه بها، والتحقق من مصادرها والقائمين على إعدادها ونشرها مما يمكن الجهات المعنية من تتبع الأخبار واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار الأخبار والتعامل السليم مع الدوافع وراء نشرها. وشرح ويل موي رئيس مؤسسة فل فاكت المعنية، كيفية توظيف التكنولوجيا لكشف الأخبار الكاذبة باستعراض نماذج تم فيها استغلال أحداث عالمية وتصميم مواقع إلكترونية وهمية والتغرير ببعض الأفراد واستغلالهم ماديا. وفي مداخلة، تحدث لاري برينباوم المؤسس المشارك في ناراتيف ساينس المتخصصة في إنتاج آلات التأليف الروائي، عن توظيف الذكاء الاصطناعي في تحرير المحتوى الإعلامي واستعرض المحاور الفوائد والسلبيات وراء الاعتماد على التكنولوجيا بالكامل وتخوف البعض من توظيف الروبوتات وتقليص فرص العمل في هذا المجال. وكان من بين المشاركين الروبوتان صوفيا وآينشتاين، اللذان أجابا على أسئلة الجمهور، وبحسب فايتاس كريسيناس الشريك في برمجتهما من شركة “هانسوم روبوتيكس”، فإن صوفيا مبرمجة لتجيب عن أسئلة عامة مجتمعية من باب الترفيه والتشويق. وقال “شركتنا انطلقت قبل ثلاث سنوات ونصنع حاليا روبوت آينشتاين الصغير الذي يباع في الأسواق بقيمة 200 دولار أميركي. ولا تزال صوفيا نموذجا قيد الدراسة”.توم غودوين: لم تمر البشرية بفترة حصلت فيها التغييرات بالسرعة الموجودة اليوم وتحدث توم غودوين، رئيس قسم الابتكار في “زينيث ميديا”، عن الأفكار السائدة في عالم اليوم الذي تتخلل فيه الثورة الرقمية جميع مناحي الحياة وتحكم العلاقات الاجتماعية وأساليب العمل والتفاعل بين الناس ومع العالم المحيط. وقدم غودوين سردا مفصلا للتوجهات الرقمية في العام 2018، وما بعده، والتي تمثل من وجهة نظره العوامل الرئيسة التي ستترك أثرها على المجتمعات الإنسانية وتواصلها في ما بينها، بالإضافة إلى علاقة الأفراد مع مجتمعاتهم ومع الابتكارات التكنولوجية المختلفة في حياتهم اليومية. وأضاف “لم تمر البشرية في تاريخها الطويل بفترة حصلت فيها التغييرات بالسرعة الهائلة التي تتغير فيها اليوم، إلا أنه ومن جهة أخرى، فإن وتيرة التغيير السريعة هذه، لن تعود إلى سابق عهدها مرة أخرى، فالسرعة في التغيير هي الصفة الأساسية لعصرنا الراهن”. كما ناقشت “قمة المعرفة” ضمن فعاليات دورتها الرابعة الوضع الحالي للتقنيات التكنولوجية، والرؤى المستقبلية لهذا القطاع والتأثيرات العميقة المتوقع أن تطال كافة جوانب الحياة بما فيها الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية والثقافية، إضافة إلى التوجهات العالمية لاعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة. وتناولت جلسة حوارية بعنوان “حاضر التكنولوجيا ومستقبلها: الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة”، واستضافت تانمي باكشي، المتخصص في الذكاء الاصطناعي. واستهل تانمي باكشي الجلسة بالإشارة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تمتاز بعنصر الاستدامة، الأمر الذي يساهم في تطورها على الدوام من خلال تحليل البيانات الجديدة بشكل مستمر وتقديم حلول تتناسب مع المعطيات الجديدة التي تفرضها هذه البيانات، وردم ثغرة الموارد التي تشهدها بعض القطاعات الاقتصادية. ونوه باكشي بأن الثورة الصناعية الرابعة تفرض مقارنة بين الإنسان والكمبيوترات الآلية المتقدمة، الأمر الذي ساهم في إنشاء مفهوم جديد يتمثل بالتعليم العميق، والذي يسعى إلى ردم الفجوة بين المهارات الإنسانية وتلك التي تتمتع بها الكمبيوترات الآلية، وذلك من خلال الاعتماد على تقنيات تحليلية تجعل أجهزة الكمبيوترات تؤدي المهام المنوطة بها كما يريد المستخدم وبذات الأسلوب الذي يتبعه. وأكد أن مستقبل الاقتصادات العالمية يعتمد على تسليح الأجيال المستقبلية بالمعرفة وإمدادهم بالخبرات التقنية اللازمة حول علوم البيانات والذكاء الاصطناعي.
مشاركة :