كلما طالب الكرد بحقوقهم المشروعة على ارضهم وارض آبائهم واجدادهم كردستان زادت الاتهامات وتوحدت الجبهات والجهات ضدهم حتى اصبح موضوع الكرد مناسبة كي يلتقي الاضداد ويتفق الاعداء فيما لم يتفقوا عليه يوماً من الايام. ومثّل الاستفتاء الذي جرى يوم 25 أيلول/سبتمبر الماضي حدثا مهما وبارزا ليس بالنسبة للكرد وحدهم الذين لم يطالبوا باكثر من حقهم الذي تقره لهم القوانين والشرائع السماوية والارضية واعلانات ومبادئ حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني، حتى انفجرت ضدهم براكين الغضب واجتمعت حكومات وقيادات متصارعة ومختلفة في كل شيء في الايديولوجيا والانظمة والتحالفات والاستراتيجيات لكنها وجدت في الاستفتاء ما يجمعها ويوحدها في الخطاب والعمل. لقد قيل الكثير عن كردستان القادمة بانها اسرائيل الثانية وتم تحشيد الشارع العراقي والعربي ضدَّ الكرد، لأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي اعلنت تأييدها للاستفتاء وهو ما دفع بعض الشبان المندفعين الى رفع العلم الإسرائيلي إلى جانب العلم الكردي، ولم يكن خطاب الشارع والمواطن البسيط على صفحات التواصل الاجتماعي والفضائيات فقط، بل كان خطابات وتصريحات لمسؤولين وقيادات اعلى المستويات يُثيرون الراي العام ويلعبون على عواطف ومشاعر الجماهير وثوابتها الدينية والقومية ضد الكيان الاسرائيلي المزروع في قلب هذه المنطقة. واخطأ الكثيرون بل وتجنوا على الكرد وعلى اقليم كردستان عندما وصفوها باسرائيل الثانية في حين ان الوصف الحقيقي والصحيح ان كردستان مثل غزة المحاصرة والتي يعاني شعبها ما يعانيه شعب كردستان من الحصار والجوع وتكالب القريب والبعيد عليهم. ان الكُرد في كل البلدان التي توزعت ارضهم على خرائطها في العراق وتركيا وإيران وسوريا ليسوا شعبا غريبا جاء الى تلك البلاد مهاجرا او مستوطنا بل هم اصحاب الارض التي تحمل اسما وعنوانا اسمه كردستان لكنها بفعل الاتفاقيات الدولية ومؤامرات العالم تم تقسيمها بين تلك البلاد وانقلب الحال الى صالح الدول التي ما ان يطالب الكرد باي حق من حقوقهم الا كانت تهم الانفصال والتآمر والخيانة وتهديد وحدة البلاد هي السيف المسلط بيد الجميع عليهم. وإذا كانت هناك من كلمة حق وموقف ممكن ان يقال فنحن ننقل كلاما لقيادي كردستاني كان يتحدث بمرارة عما يتردد فقال "يا اخوان لسنا اسرائيل الثانية نحن مثل غزة المحاصرة". فمطاراتنا مغلقة وحدودنا محاصرة والميزانية مقطوعة وارضنا مهددة بالتدخل العسكري وما يسمى بخطط الانتشار وفرض القانون، رغم ان كل منطقة او مكان دخل اليه الكرد والبيشمركة كان آمناً سالماً محفوظاً فيه حقوق الانسان من كل جنس ولون ودين ومذهب وهو ما يشهد به ويعيشه الجميع في اقليم كردستان. عبدالستار رمضان نائب المدعي العام أقليم كوردستان –العراق Sattar88@hotmail.com
مشاركة :