وقال رئيس الوفد:" إن الإسلام طالبنا وفق أخلاقياته إلى معايشة الأديان الأخرى والعيش معها مهما اختلفت لأن هذا الاختلاف أمر حتمي قضى به خالق الناس لحكمة يعلمها هو جل وعلا ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ، وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ، وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) ، لقد خلق الله الناس وأعطاهم حرية الاختيار، وسيسألون عن خياراتهم في الآخرة. أما في هذه الحياة الدنيا فسيظلون مختلفين في أديانهم وألوانهم وعاداتهم وتقاليدهم، ولا يزالون كذلك إلى يوم الدين، قال تعالى ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ،وهذه الاختلافات لا يجب أن تؤدي إلى الكراهية بل يجب أن تؤدي إلى التعارف والتعاون. وأضاف رئيس الوفد الدكتور عبدالله بن فهد اللحيدان أنه في إطار هذا التعاون الإنساني العام الذي يدعو إليه الإسلام يبدو التعاون مع أتباع الديانات السماوية أكبر لما يجمعها مع بعضها البعض فالإسلام والمسيحية واليهودية تؤمن بالإلهية وبرسالة الرسل عليهم السلام وبالكتب السماوية وبالملائكة وباليوم الآخر يوم الحساب والثواب, والوصايا الأخلاقية مقررة في هذه الأديان: لا تقتل، لا تسرق، لا تزني، لا تكذب، ومنهج الحرام و الحلال يدل على وجود نظام أخلاقي قائم على تحقيق وإشاعة نزعة الخير والمصلحة ومقاومة نزعة الشر والمفسدة. وكرر اللحيدان شكرة لبابا الفاتيكان على مواقفه الحاسمة في رفض ربط الأديان بالإرهاب وسعيه لتحقيق السلام في العالم. من جانبه عبر بابا الفاتيكان عن تقديره للسياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وعن تطلعه للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وعن عمله الدؤوب لتحقيق السلام . وأوضح أنه يحرص خلال زياراته على الدعوة إلى السلام وتعزيز العلاقات الطيبة مع العالم الإسلامي، وأنه يُكن تقديرا خاصا للمملكة. وفي نهاية اللقاء قدم الدكتور اللحيدان درع شكر وتقدير لبابا الفاتيكان وهدية تمثل التراث السعودي. من جانب آخر التقى الوفد بمعالي أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين وأمين المجلس البابوي للحوار بين أتباع الأديان المونيسينيور ميغيل ايوسي ودار خلال اللقاءين تبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز الحوار والتعايش السلمي في العالم. // انتهى// 13:22ت م www.spa.gov.sa/1690874
مشاركة :