المعارضة السورية تتمسك بمحادثات جنيف وبرحيل الأسد

  • 11/23/2017
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض/موسكو - ألقت المعارضة السورية الرئيسية الخميس المسؤولية على حكومة الرئيس بشار الأسد في عدم تحقيق تقدم في محادثات السلام التي جرت في جنيف، إلا أنها أكدت في المقابل التزامها بمفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة. وقالت المعارضة التي اجتمعت في العاصمة السعودية الرياض في بيان، إن العملية السياسية "لم تحقق الغاية المرجوة منها بسبب انتهاكات النظام المستمرة للقانون الدولي"، مشيرة إلى قصف مناطق مدنية وحصار أخرى تحت سيطرة المعارضة واعتقال عشرات الآلاف من المعارضين. وأكدت على الالتزام بعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والتي تؤدي إلى إقامة نظام سياسي ديمقراطي في سوريا، موضحة أن العملية الانتقالية لن تحدث دون مغادرة الأسد وزمرته عند بدئها وأن المفاوضات المباشرة غير المشروطة تعني طرح ونقاش كافة المواضيع ولا يحق لأحد وضع شروط مسبقة. وأدانت أيضا دور إيران في زعزعة الاستقرار بالمنطقة، مطالبة الميليشيات المدعومة من طهران بمغادرة سوريا. وأضافت في البيان الختامي لاجتماع الرياض 2 أن المؤتمر يهدف إلى توحيد صفوف قوى الثورة والمعارضة في رؤية مشتركة لحل سياسي على أساس جنيف1 (2012)، وقرارات مجلس الأمن والقرارات الدولية ذات الصلة. واعتبرت أن ذلك يؤسس لمرحلة انتقالية تقود البلاد إلى نظام سياسي ديمقراطي تعددي مدني يحقق العدالة ويتساوى فيه المواطنون في الحقوق والواجبات وينصف ضحايا الاستبداد وجرائم الحرب ويجمع كل السوريين في وطنهم. وأوضح البيان أن المشاركين ناقشوا الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال وخلصوا إلى التوافق حول القضايا المصيرية التي تواجه سوريا، مؤكدين على تمسكهم بوحدة الأراضي السورية وسلامتها وسيادة الدولة المنشودة على كامل أراضيها وعدم اقتطاع أي جزء منها أو التخلي عنه. كما عبر المجتمعون بحسب البيان عن "التزامهم بأن سوريا دولة متعدّدة القوميات والثقافات، يضمن دستورها الحقوق القومية لكافة المكونات من عرب وكرد وتركمان وسريان وآشوريين وغيرهم بثقافاتهم ولغاتهم، على أنها لغات وثقافات وطنية تمثّل خلاصة تاريخ سوريا وحضارتها". الحفاظ على مؤسسات الدولة وتعهد المجتمعون بالحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وإصلاحها مع وجوب إعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية وضمان حقوق العاملين فيها، مؤكدين على أن مؤسسات الدولة السورية الشرعية والتي يختارها الشعب السوري عبر انتخابات حرة ونزيهة هي من سيكون لها حصرا حق حيازة السلاح واستخدامه. وعبر ممثلو المعارضة السورية ايضا عن رفضهم للإرهاب والتطرف بكافة اشكاله ومصادره. كما أدانوا التدخلات الإقليمية والدولية وخاصة الدور الإيراني في زعزعة أمن واستقرار المنطقة وإحداث تغييرات ديموغرافية فيها. وأشاروا إلى أن حل الأزمة السورية هو سياسي وفق القرارات الأممية ذات الصلة مع حتمية توفر ضمانات دولية تشمل إجراءات ردع وآليات تنفيذية لهذه القرارات ما يضمن التزام كافة الأطراف بها. واتفقوا على أن هدف التسوية السياسية هو تأسيس دولة ديمقراطية تقوم على مبدأ المواطنة المتساوية ما يمكن السوريين من صياغة دستورهم دون تدخل واختيار قياداتهم عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة يشارك فيها السوريون داخل وخارج البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة، وتحقيق عملية انتقال سياسي جذرية تشارك فيها المرأة بنسبة لا تقل عن 30 بالمئة. وأجمعوا على المحافظة على سقف مواقف قوى الثورة والمعارضة التفاوضية التي لا يمكن التفريط بها على الإطلاق وذلك وفق ما نص عليه بيان جنيف1 بخصوص إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تهيئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية. وطالبت المعارضة السورية في اجتماع الرياض الأمم المتحدة عبر ممثلها ستيفان دي ميستورا، باتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لتفعيل العملية السياسية وتصويب مسار جنيف التفاوضي وذلك بالدعوة إلى مفاوضات مباشرة غير مشروطة بين وفد قوى الثورة والمعارضة الموحد ووفد ممثلي النظام السوري، وفق القرارات الدولية. واتفق ممثلو المعارضة السورية على أن المؤتمر الثاني في الرياض وبيانه الختامي هو المرجعية الوحيدة للهيئة العليا للمفاوضات، فيما تشكل الهيئة العليا للمفاوضات مجتمعة الوفد التفاوضي الموحد في بنيته ومواقفه بهدف التفاوض مع ممثلي النظام. وتستمر جلسات المؤتمر الموسع لقوى الثورة والمعارضة السورية لليوم الثاني على التوالي، لاختيار ممثلي الهيئة العليا للمفاوضات وأيضا لاختيار منسق عام جديد للهيئة بعد استقالة رياض حجاب. دمشق تطالب بنزع سلاح المعارضة وقالت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد الخميس إن محادثات السلام المزمع عقدها بين الأطراف السورية لن تنجح إلا إذا أنهت جماعات المعارضة حربها ضد الحكومة. وأضافت بثينة في تصريحات لوكالة أنباء روسية نقلتها وسائل إعلام رسمية سورية "نجاح المؤتمر يعتمد على إدراك جماعات المعارضة المختلفة أن الوقت قد حان لوقف العنف وإلقاء أسلحتها والانخراط في حوار وطني يؤدي إلى تسوية شاملة لجميع المسائل المتصلة بالأزمة الراهنة". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى الأسد وأيضا زعيمي إيران وتركيا في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود هذا الأسبوع في إطار جهود دبلوماسية للتحضير لمؤتمر بين الحكومة السورية والمعارضة. ولسنوات دعمت الدول الغربية والعربية مطلب المعارضة بضرورة رحيل الأسد عن السلطة، لكن منذ دخول روسيا إلى الحرب عام 2015 استعادت حكومته المدن الرئيسية وتبدو الآن غير قابلة للهزيمة عسكريا. ولا تزال أجزاء كبيرة من شمال غرب وجنوب غرب سوريا في أيدي المعارضة وكذلك جيب بالقرب من دمشق، فيما تسيطر جماعات يقودها الأكراد على جزء كبير من شمال شرق البلاد. ولكن بعد أن استعاد الجيش السوري وحلفاؤه بلدة البوكمال، آخر مدينة سورية كان تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد يسيطر عليها، قال بوتين إن الحملة العسكرية في سوريا آخذة في التراجع. ولم تذكر روسيا موعد انعقاد المؤتمر السوري الذي سيعقد أيضا في سوتشي أو الأطراف التي سُتدعى للمشاركة فيه. وقال بوتين إن المؤتمر سيشمل وضع إطار للهيكل المستقبلي للدولة السورية وصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة. وعقب اجتماعهم الأربعاء دعا بوتين والرئيس التركي طيب إردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني الحكومة السورية والمعارضة المعتدلة إلى "المشاركة البناءة". وقالت بثينة شعبان إن الحكومة مستعدة لإجراء حوار مع كل من يؤمن بالحل السياسي مضيفة أن رغبة المعارضة أو حتى قدرتها على الانخراط في عملية سياسية حقيقية لم تتضح بعد. وأسفرت الحرب الأهلية التي تدور منذ ست سنوات في سوريا عن مقتل مئات الآلاف، ودفعت الملايين إلى الفرار في أسوأ أزمة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، وأصبحت قوى إقليمية وعالمية أطرافا فيها. أعلن الكرملين الخميس أنه يبذل جهودا مكثفة لتنظيم اجتماع في روسيا بين النظام السوري والمعارضة رغم "تحفظات" أنقرة التي تعارض مشاركة فصائل كردية مقاتلة في عملية تسوية النزاع سوريا. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "نعلم أن شركاءنا الأتراك لديهم تحفظات حيال موضوع بعض القوى التي يعتبرون أنها تشكل تهديدا لأمنهم". وأضاف "لكن هذا لا يعني أن العمل لن يجري. يقوم خبراؤنا بعمل مكثف لكي يقرروا ويتفقوا على لوائح (المشاركين)" موضحا أن هذا المؤتمر يضم النظام السوري والمعارضة وسينظم "في المستقبل القريب" لكن بدون اعطاء المزيد من التفاصيل. والأربعاء أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال عقد قمة في سوتشي (جنوب غرب) مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والايراني حسن روحاني الاتفاق على مبادرة لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري الهادف إلى جمع النظام والمعارضة. لكن العديد من الشكوك لا تزال تحيط بهذه المبادرة فيما بقي أردوغان حازما برفضه مشاركة الفصائل الكردية التي تسيطر على قسم من شمال سوريا، في أي تسوية. وقال الرئيس التركي الأربعاء "لا يمكن أن نعتبر عصابة ارهابية اياديها ملطخة بالدماء طرفا شرعيا"، مضيفا أن هذه الفصائل "تهدد وحدة أراضي" تركيا. وتتعاون روسيا وإيران وتركيا بشكل وثيق في الوقت الراهن للتوصل إلى حل للنزاع في سوريا. وتشرف روسيا وايران حليفتا النظام السوري وتركيا حليفة المعارضة السورية على مفاوضات آستانا عاصمة كازاخستان، التي اتاحت قيام اربع مناطق "خفض توتر" على الأراضي السورية. وأدى ذلك إلى خفض التوتر ميدانيا بعد جمع ممثلين عن النظام والمعارضة لمناقشة مسائل عسكرية، في حين أن المحادثات السياسية تجري في جنيف حيث لم تحقق نتيجة تذكر.

مشاركة :