التعاون السعودي الروسي – علاقة أعمق من النفط

  • 11/23/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعول روسيا والمملكة العربية السعودية على تطوير الشراكة بحيث يتوجه كلا البلدين نحو مستقبل عنوانه: التقنيات العالية. يقول كيريل دميترييف الرئيس التنفيذي للصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة (RDIF) - صندوق الثروة السيادية الروسي "إن روسيا والمملكة العربية السعودية تملكان تاريخاً طويلاً من الحوار البناء والاتفاقات الناجحة. وبصفتهما أكبر منتجين للنفط في العالم، فإن الدولتين كثيراً ما اتبعتا نهجاً واحداً إزاء تحديات سياسية واقتصادية كبرى. وقد شكل هذا التوافق القوة الدافعة وراء الاتفاق غير المسبوق بشأن خفض إنتاج النفط "أوبك بلس". إلا أن النفط ليس القاسم الوحيد المشترك الذي يربط بين روسيا والمملكة العربية السعودية، إذ يحمل المستقبل مستويات أعظم من التعاون في مجال التكنولوجيا والصناعة".  ويضيف دميترييف: " لقد شكلت الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلى روسيا مؤخراً، وهي أول زيارة يقوم به ملك سعودي لموسكو، نقطة تحول في العلاقات الثنائية. وقد ظهرت خلال هذه الزيارة بوضوح روح التعاون والانفتاح ليس على المملكة العربية السعودية فحسب، بل وعلى منطقة الشرق الأوسط برمتها أيضاً". ومن جانبه، يشير الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة (RDIF) إلى القيمة الكبرى التي يمثلها هذا التعاون، ويؤكد دعمه للشراكات الثنائية المهمة في مجالات الأعمال.   وعلى وجه التحديد، ينوه دميترييف إلى بداية التعاون مع المملكة العربية السعودية منذ العام 2015، فيقول: "أنشأنا آنذاك شراكة مع صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية (PIF)، والذي التزم باستثمار 10 مليارات دولار في الاقتصاد الروسي – وهو أكبر التزام استثماري حتى الآن بمشروعات في روسيا. ومنذ ذلك الحين،  قطعت شراكتنا مع الصندوق شوطاً طويلاً، إذ نفذنا بشكل مشترك صفقات في مجالات البنى التحتية للنقل، والتصنيع والخدمات اللوجستية وغيرها من القطاعات". ويضيف :"أثناء زيارة العاهل السعودي إلى موسكو، أطلقنا مع صندوق الاستثمارات العامة منصة روسية - سعودية للاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، وكذلك منصة روسية - سعودية أخرى للاستثمار المشترك في مشروعات الطاقة والتنقيب عن النفط، ومع ذلك، فإن تعاوننا مع المملكة العربية السعودية لا يتوقف عند هذا الحد، فانطلاقاً من "رؤية المملكة 2030" وأهدافها المتمثلة في تطوير الصناعة وتوطينها، وبفضل تطابق وجهات النظر مع شركائنا السعوديين، فإننا نؤكد على أهمية تعزيز اقتصاد البلدين بالقيمة التي يمكن أن تضيفها العوائد المرتفعة التي يحققها تعاوننا ضمن طيف واسع من القطاعات الاقتصادية في بلدينا.    ولعل الجزء الحيوي من إمكانيات هذا التعاون، تمثل خلال الجلسة الافتتاحية لمبادرة مستقبل الاستثمار (Future investment initiative FII) والتي نظمها صندوق الاستثمارات العامة (PIF) في الرياض. وقد سجلت هذه الخطوة نجاحاً حقيقياً بفضل الأمير محمد بن سلمان الذي جمع أبرز المستثمرين في العالم وقادة أنشطة الأعمال ورواد الفكر والقائمين على المؤسسات العامة والابتكارات المذهلة التي تحدد المستقبل.  ويرى دميترييف أن التعاون مع صندوق الاستثمارات العامة ينعكس بشكل جلي على مستوى الشركات الخاصة، وذلك نظرا لما ينتج عنه من عوامل مساعدة وإمكانيات كبرى توفرها الشراكة بين صندوقين سياديين، "فبعد زيارة العاهل السعودي الناجحة إلى موسكو، ونجاح مبادرة مستقبل الاستثمار (FII)، قمنا بتنظيم زيارة لوفد روسي يضم 50 من رجال الأعمال إلى المملكة في 1-2 نوفمبر الجاري". وضم الوفد الروسي شركات بارزة كشركة سكك الحديد الروسية، وسينارا وكاماز ونيفسكيي ماشيني. وترغب شركات روسية عدة، في توطين أعمالها في المملكة العربية السعودية، وذلك في إطار "رؤية 2030"، وقد جمعتها لقاءات مع نظرائها السعوديين، تمحورت حول دفع التعاون الصناعي.  وبالنسبة للشركات الخاصة، فإن الدعم المقدم من جانب صندوق الثروة السيادي الوطني يحقق لها منفعة كبرى. فمن شأن هذا الدعم المساعدة على فتح أسواق جديدة، وتوفير بوليصة تأمين لرؤوس الأموال الاستثمارية الخاصة. وبالمقابل، فإن صناديق الثروة السيادية تستفيد بدورها من العمل مع شركات تؤمن إمكانيات نمو مرتفعة، وتتيح لها تحقيق عوائد مجزية. هذا التوافق بين صناديق الثروة السيادية والشركات الخاصة، سوف يتجسد في إنشاء مدينة المستقبل السعودية "نيوم".   الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة (RDIF) يؤكد عزمه على المشاركة في هذا المشروع المثير، وسيقدم يد العون من أجل الجمع بين مجموعة واسعة من التقنيات المتطورة والتي تشمل الطاقة المتجددة والنقل المتطور والبنية التحتية للميناء من خلال الذكاء الاصطناعي. كما يمكن للصندوق الاشتراك في الاستثمار جنباً إلى جنب مع الصناديق الدولية، وتحقيق مشاركة الشركات الروسية الرائدة في مشروع "نيوم"، ما يعزز انتشار تقنياتها المبتكرة في الأسواق الواعدة في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط. وبينما يتمتع البلدان بسمعة عالمية من حيث كونهما لاعبين كبيرين ومستقرين في إنتاج النفط، فإن المستقبل يوفر فرصاً أكثر تنوعاً للتعاون الثنائي. ويسرنا في هذا الصدد، أن نكون جزءاً من خطة تطوير المملكة العربية السعودية على صعيد التكنولوجيا المتقدمة، ونتطلع إلى لعب دور مهم في إطار تعزيز العلاقات بين روسيا والمملكة العربية السعودية، وكذلك الشراكات التي تزداد قوة على المستوى الوطني وعلى مستوى المؤسسات والشركات.  كما نؤكد انفتاح الشركات الروسية على إبرام شراكات استراتيجية للنهوض بالعلاقات التجارية والتوريدات والقدرات الصناعية لكلا البلدين. الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة (RDIF)  ملتزم بتعميق العلاقات التجارية والاستثمارية وتطبيق أفضل الممارسات، ونتطلع إلى الاستثمار مع المملكة العربية السعودية في المستقبل. المصدر: RT

مشاركة :