لأوّل مرّة، سمحت السلطات السعودية لمراسلة قناة «بي بي سي» الإنكليزية، ليز دوسيت، بالدخول الى فندق ريتز كارلتون في الرياض، حيث يُحتجز عشرات رجال الأعمال والأمراء المعتقلين المتهمين بقضايا فساد وغسل أموال. تقول المراسلة إن السلطات منعتها من تصوير الوجوه أو تسجيل المحادثات، ولفتت إلى أن المحتجزين في الفندق يخدمون أنفسهم ويبقون غالب الأوقات داخل غرفهم. وأكدت دوسيت أن هواتف المعتقلين صودرت منهم، لكنهم يحظون بخط ساخن يمكنهم الاتصال عبره بالمحامين أو أفراد العائلة أو المشرفين على شركاتهم التي «يحاولون الاستمرار في إدارتها». وعلقت أنهم (الأمراء ورجال الأعمال) «يحظون بالدلال الأكبر في العالم»، وأردفت: «لديهم كل ما يريدونه، باستثناء حريتهم». وحصلت دوسيت على فرصة لقاء أحد المشتبه بهم الذي لم يُعلن عن اسمه، و«المشغول بحل قضيته (لم يحددها) مع محاميه». وقالت إن «كبار المسؤولين الذين يتولون القضية يعتبرون أن التحقيق الرسمي لم يبدأ بعد، ويصفون الوضع الحالي بـ (العملية الودية)». وتحدثت المراسلة عن حوارات أجرتها مع مسؤولين سعوديين كشفوا لها أن المتهمين كانوا غاضبين ومتوترين لدى اقتيادهم إلى الفندق عند منتصف ليلة الرابع من نوفمبر الجاري. وأشار أحد المسؤولين إلى أن بعضهم كان يظن أن العملية استعراضية ولن تدوم طويلا، لكنهم شعروا بالاضطراب والإحباط حين أدركوا أن إقامتهم هنا ستطول. ونقلت عن مسؤول سعودي قوله إن «من الطبيعي أن يشعر أي شخص بالاستياء إذا ما واجه الاتهام بأنه سارق، فما بالك إن كان هذا الشخص من علية القوم؟». وأكد مسؤولون، وفقا للمراسلة دوسيت، أن المحتجزين حين أدركوا أن هناك أدلة دامغة تدينهم، أصبحوا على استعداد لدفع «جزء أساسي» من ثرواتهم مقابل إطلاق سراحهم. وأفادت بأن «95 في المئة من المعتقلين ينوون عقد صفقة لدفع مبالغ طائلة من ثرواتهم من أجل الخروج من ريتز كارلتون».
مشاركة :