الإقبال الضعيف يخيم على صناديق الانتخابات في الجزائر 

  • 11/24/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أدلى الجزائريون بأصواتهم، الخميس، وسط إقبال ضعيف لاختيار أعضاء مجالس البلديات والولايات بعد حملة انتخابية عكست أجواء التباطؤ الاقتصادي والفتور الاجتماعي. وقال محمد (30 عاما) العاطل عن العمل إنه لن يتوجه إلى مركز الاقتراع مؤكدا “لن أنتخب فذلك لن يفيد شيئا لأن الأمور لن تتغير” ثم “ان الشيوخ لا يريدون ترك السلطة”. ونسبة المشاركة هي التحدي الوحيد في الانتخابات، إذ إن حزبي جبهة التحرير الوطني الحاكم منذ استقلال البلاد في 1962 وحليفه التجمع الوطني الديمقراطي، هما الوحيدان اللذان لديهما تمثيل في كل انحاء الجزائر، وهما الأوفر حظا للفوز باغلبية المقاعد، بحسب مراقبين. ولم يتمكن أي حزب من المعارضة الرئيسية من تقديم مرشحين سوى لأقل من نصف المجالس البلدية، لعدم انتشارها في كامل البلاد، ولكن ايضا بسبب العراقيل الادارية التي واجهتها لتشكيل قوائم مرشحيها في بعض الولايات (المحافظات). وبلغت نسبة المشاركة الساعة الخامسة 34,46% بالنسبة للمجالس البلدية و33,26% بالنسبة لمجالس الولايات، كما اعلن وزير الداخلية نور الدين بدوي. وانتهت عملية التصويت التي دعي اليها أكثر من 22 مليون جزائري الساعة الثامنة (19,00 ت ج) بدل السابعة بعد تمديد التصويت ساعة واحدة في أغلب مكاتب التصويت. وبمجرد إغلاق مكاتب التصويت بدأت عملية فرز الأصوات في نفس هذه المكاتب، وهي العملية التي يمكن أن يحضرها المواطنون اضافة الى ممثلي المرشحين والاحزاب السياسية، كما أطهرت القنوات التلفزيونية. وأفاد التلفزيون الحكومي أن نسبة المشاركة النهائية والنتائج الأولية للانتخابات سيعلنها وزير الداخلية ظهر الجمعة. وشهدت هذه النسبة ارتفاعا مقارنة بالوقت ذاته مع انتخابات 2012 حيث كانت بلغت 28,30% للبلديات و27,47% للولايات، اي بزيادة 6 نقاط. وفي ظل عدم وجود تداول في السلطة لم يعد الجزائريون يتوجهون بقوة الى التصويت خلال السنوات الاخيرة، فبلغت نسبة المشاركة 51,7 في الانتخابات الرئاسية لسنة 2014 بينما انخفضت الى 35,37 في الانتخابات التشريعية الاخيرة التي جرت في ايار/مايو مقابل 42,9 في 2012. لم تثر الحملة الانتخابية الكثير من الحماسة في بلد نحو 45% من سكانه تقل اعمارهم عن 25 عاما و30% منهم يعانون من البطالة. كما يسيطر الجمود على المشهد السياسي الذي يقتصر على الشخصيات نفسها منذ عقود. وتواجه الجزائر وضعا اقتصاديا صعبا منذ 2014 جراء انهيار اسعار النفط الذي يؤمن 95% من العملات الاجنبية ما ادى الى تباطؤ النمو وارتفاع التضخم والبطالة حيث لا يجد اكثر من 12% من السكان في سن العمل وظائف. ودعا الرئيس عبد العزيز  بوتفليقة (80 عاما) الذي يحكم البلاد منذ 1999 بينما تتحدث أوساطه عن ولاية خامسة عام 2019، الجزائريين إلى “التصويت بقوة”. وكان الإدلاء بصوته في أحد مراكز الاقتراع في الجزائر احدى المرات النادرة التي يظهر فيها منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013. وقد وصل إلى المركز الانتخابي على كرسي متحرك برفقة شقيقيه واثنين من أبناء احدهما. وقام بوضع ورقة الانتخاب في الصندوق بنفسه قبل ان يبصم في سجل الناخبين، ثم غادر دون أن يدلي بأي تصريح. يقول الباحث في علم الاجتماع ناصر جابي لفرانس برس “لن يتم إحداث تغيير عبر مثل هذا النوع من الانتخابات”. تركزت الحملة الانتخابية حول مسائل مثل “الوضع الاقتصادي الصعب (…) وقانون المالية 2018 والانتخابات الرئاسية” في 2019، مع توقع ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، بحسب بلقاسم بن زين من مركز الابحاث في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في وهران (غرب). وبالنسبة لسعيد (25 عاما) العاطل عن العمل رغم شهادة في التصميم والطباعة، فان الانتخاب “لا يجدي نفعا” كما صرح لوكالة فرنس برس في حي المدنية الشعبي بوسط العاصمة. وتابع “حصلت على شهادتي قبل أربع سنوات وانا بلا عمل اعيش على نفقة أمي عاملة النظافة”. في المقابل، انتخب محمد العماري (77 عاما) في العاصمة قائلا لفرانس برس “الاقتراع مهم وأنا أصوت دائما”، وكذلك علي الذي ادلى بصوته لانه “يرفض سياسة الكرسي الفارغ”. وكذلك صوتت فاطمة الزهراء (40 عاما) التي جاءت إلى مركز الاقتراع مع ابنها البالغ 12 عاما حتى “أعلمه أن الانتخاب واجب، وأن التغيير لن يتم الا بالانتخاب”.

مشاركة :