سطو بمسدس لعبة

  • 11/24/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: فؤاد علي تعد عملية ملء أوقات الفراغ أمرًا بالغ الأهمية للشباب، فقد يدفع ذلك بعضهم إلى اللامبالاة من خلال الانخراط في نشاط معين يقود للانحراف والوقوع في المشاكل، وكما يقول المثل الإنجليزي «الشيطان يجد عملاً للأيدي العاطلة كي تعمل»، وبالتالي يتسبب هؤلاء الشباب لأنفسهم وأهاليهم بتبعات قانونية هم في غنى عنها، وعندما يصل حبهم أعمال المغامرة إلى تقمص دور رجال الشرطة وبالأخص صفة التحريات، أو كأنه حلم كان يراودهم ولعل حلمهم يصبح حقيقةً يوماً ما بسبب تأثرهم بالمسلسلات مثل مسلسل الأطفال الشهير «المحقق كونان» وغيرها من المسلسلات البوليسية.اجتمع 4 شبان أعمارهم لا تتجاوز 19 سنة في أحد المراكز التجارية في المنطقة، وهم يعرف بعضهم بعضًا جيداً اثنان منهم شقيقان، ويسكنون في منطقة متقاربة.. قال أحدهم: ماذا نفعل لتمضية بعض الوقت بدلًا من التجول والانتقال من مقهى إلى آخر حتى يمضي ذلك اليوم؟ فسأله الثاني: ماذا تقصد؟، وأضاف الثالث: لعله يقصد أن نذهب إلى أماكن بعيدة نضرب شخصًا ونفحط ويلات؟ فرد الأول: يا أخي ألا تشاهد المغامرات التي نراها في المسلسلات؟ نعمل كأننا رجال تحريات ونوقف المارة خاصة الآسيويين نلعب عليهم قليلًا. كانوا يسمعون كلامه والثلاثة البقية في حالة استغراب مما يقوله وصار خيالهم خصباً ويتخيلون كيف تكون حالهم وهم يمثلون الصفة الأمنية ويتمتعون بالامتيازات القوية التي سيحصلون عليها، وهنا يقول الشاب الثالث كاسرًا جدار الصمت: كيف نستطيع انتحال صفة رجال التحريات؟ ترى الموضوع صعب، فيقفز الأول عن كرسيه ويتجه إليه مباشرة قائلًا بصوت مرتفع: إنت خائف من ماذا؟ نأخذ سيارة ونتوجه صوب منطقة المصفح الصناعية حيث يوجد العمال هناك أثناء فترة المسائية ولا يلاحظنا أحد، وقال الرابع: نتوكل على الله وأنا معي مسدس بلاستيكي مع حزامه حتى يخافوا ونبث الرعب في قلوبهم، بإيهامهم بأننا من التحريات.تم التلاقي واستقلوا الساعة الثامنة مساءً مركبة خاصة يقودها الأول إلى منطقة مصفح الصناعية لاستيقاف المارة من العمال ذوي الجنسية الآسيوية في أحياء «إيكاد» السكنية، وكان الأول والثالث والرابع في حالة سكر، وأثناء تجوالهم إذا بشخص يمشي وحيداً في مكان قليل الحركة ولا أحد يستطيع أن يلاحظ ما يفعلونه، فاقتربوا منه وفتح الثاني زجاج المركبة ونادى عليه: رفيق تعال فتوقف في مكانه مستغرباً من أربعة أشخاص متقاربين في العمر يستوقفونه فيسألهم عما يريدون فخرج اثنان من المركبة وادعيا له أنهما من رجال التحريات، ودب الخوف في نفسه فكان لا يدري ماذا يعمل، وفجأة يدخل الأول يده إلى جيب المجني عليه ويخرج محفظته ويخرج مبلغ 300 درهم ويرجع له المحفظة خاوية ويرجعان إلى المركبة، وينصرفون جميعًا من مكان الواقعة تاركين ذلك الشخص في حالة ذهول يسأل نفسه: أيعقل أن رجال التحريات يأخذون ماله ويتركونه!ووصل إلى صديقه وأخبره بما رآه وأن أعمار الشباب لا تتجاوز 19 سنة فنصحه بأن يذهب إلى مركز الشرطة للإبلاغ عنهم، وذهب في اليوم الثاني إلى المركز وأدلى بإفادته وأوصاف الشباب، واستمر هؤلاء في البحث عن ضحايا آخرين حتى وجدوا ضالتهم وكان ذلك في الساعة العاشرة وخمس دقائق مساء حيث عثروا على شخص يمر بجانبهم، وقال الشاب الرابع لزملائه: لنوقف الموتور وننزل منه وننادي على الضحية، وبالفعل كان ذلك وسأله أحدهم: أين بطاقتك؟ وعندما سأله: أي بطاقة؟ عبَس وبصوت مرتفع قال له: «إنت ما يعرف عربي؟ أنا CID» وكان المجني عليه يوزع نظراته عليهم إلى أن لاحظ أن الشاب الرابع يرتدي حزامًا فيه مسدس معتقداً أنه سلاح حقيقي، وبدأ يخاف ويبحث في جيوبه عن محفظته وهو في حالة من التوتر، ولم يستطع الثاني الانتظار وقام بتفتيشه وإخراج محفظته وسرق منه الشباب 700 درهم كانت داخل محفظته وانصرفوا وهم ينظرون إلى بعضهم بعضًا فرحاً بالغنيمة التي حصلوا عليها في تلك الليلة، واستقلوا المركبة متوجهين إلى بيوتهم وتقاسموا المال بينهم، لكن المجني عليه الثاني لم يخف ولم يستكن بل قام بالتواصل مع الشرطة وأدلى بأوصافهم قائلًا إن أحدهم يرتدي «كندورة» بيضاء اللون وحزامًا على وسطه داخله مسدس، وأن أحدهم قام بضربه على وجهه، وحينها قامت الشرطة بعملية البحث والتحري إلى أن توصلت إليهم عبر المركبة الخاصة المملوكة لعائلة أحد الشباب فتم القبض عليهم، واعترفوا بسرقة المجني عليهما بالإكراه، وخلال تفتيش المركبة الخاصة عثر داخلها على مسدس بلاستيك لعبة ومشروب كحولي، وتمت إحالتهم للمحاكمة بتهمة سرقة المجني عليهما بالإكراه، وحيازة مشروب كحولي، وبناء عليه قضت محكمة جنايات أبوظبي عليهم بالسجن 5 سنوات والحبس شهرًا لحيازة مشروب كحولي، واستأنف دفاع المتهمين وأهاليهم لدى محكمة الاستئناف التي قضت بتعديل الحكم المستأنف والقضاء مجددًا بحبس كل واحد من الشباب الأربعة عامًا واحدًا عن تهمة السرقة بالإكراه.

مشاركة :