لم يكن مستغرباً إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، عن قائمة ثالثة من الأفراد والكيانات الإرهابية، وهي قائمة تكشف المزيد من مخططات قطر وعلاقاتها المشبوهة، في ضوء التزام الدول الأربع بمحاربة الإرهاب، وتجفيف مصادر تمويله، ومكافحة الفكر المتطرف، والعمل المشترك للقضاء عليه، وتحصين المجتمعات منه.على رأس القائمة جاء ما يسمى «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الذي يرأسه داعية الفتنة والتطرف يوسف القرضاوي، المدرج أصلاً على لوائح الإرهاب. ويحفل رصيد هذا «الاتحاد» بسجل أسود من التحريض على الدول والمجتمعات، وتولى قادته برئاسة القرضاوي إصدار العديد من «الفتاوى» التي تحث على الفتن والقتل وتدمير الدول، ولو بالتحالف مع الشياطين.ومنذ نشأته في لندن عام 2004، كان هذا «اتحاد القرضاوي» مثار جدل كبير، وتشير بعض المعطيات إلى أنه أنشئ بدعم مخابرات دولة غربية، وبأموال قطرية. وبينما يقع مقره الرسمي في مدينة دبلن عاصمة إيرلندا، ولكن فعلياً، له مقار عدة، من أهمها العاصمة القطرية الدوحة حيث المقر الفعلي، وآخر في تركيا، وأعضاؤه من الشخصيات المتطرفة التي تقوم الدوحة باستضافتهم على أراضيها، وعلى رأسهم القرضاوي، كما أن كل الاجتماعات المرتبطة بالاتحاد، سواء المتعلقة بالجمعية العمومية أو مجلس الأمناء، أو غير ذلك، تتم في قطر.ويعد القرضاوي أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل، في ظل الفتاوى التحريضية، التي أطلقها طوال تاريخه، حيث دعا خلالها للقتل، ودعم التفجيرات الانتحارية التي يقوم بها المتطرفون، كما أنه كان حريصاً على حث الشباب على الانضمام إلى الجماعات المتطرفة، إلا أن القرضاوي ليس الشخص الوحيد الذي تثور حوله الشبهات بين أعضاء المجلس، حيث إن الأغلبية العظمى من أعضائه، وعددهم 24 من الموالين لجماعة الإخوان الإرهابية، من بينهم أحمد الريسوني، والمعروف بدعمه للجماعات المتطرفة في بلاده المغرب. ويروج هذا الاتحاد لكل الجماعات المتطرفة في العالم، ويدعو لدعمها والدعاء لأفرادها ونصرتهم، هذه هي أدبيات الاتحاد؛ فمنهم الفتوى، ومن تنظيم «الحمَودين» المال، وفي سبيل هذا المشروع يصدر «فتاوى» بلغات عدة أهمها الإنجليزية. ولم يكتف «الاتحاد» بنشر ضلاله في العالم العربي، بل قام بإنشاء موقع باللغة الإنجليزية يهدف إلى التغرير بكل شخص حديث بالإسلام، وقام أعضاء هذا الاتحاد بنشر التطرف والكراهية في المجتمعات الغربية، عبر القيام بمحاضرات ممولة ومدعومة جيداً من قطر، والأسوأ من ذلك، أن أعضاء هذا الاتحاد استغلوا الحريات التي تمنحها المجتمعات الغربية لهم، وقاموا بتكفير هذه المجتمعات، ونشر الكراهية بين أعضاء المجتمع الواحد؛ بل أجازوا العمليات الإرهابية التي تستهدف هذه الدول.ويعتبر القرار بتصنيف هذه المنظمة إرهابية حدثاً جديداً غير مسبوق، يكشف عزم هذه الدول على كسر شوكة الإرهاب والتطرف، فمن أهم أسباب القضاء على التطرف وتمويله هو سحب شرعية هذا «الاتحاد»، وتجريم داعميه؛ تمهيداً لحلّه، وهو ما يعني سدّ أحد أهم أسباب انتشار التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم.ومما يذكر أن من الوثاق المسربة مؤخراً، عن زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، هناك رسالة كتبها ابن لادن بخط يده، دعت إلى دعم إنشاء ما سماه «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، وأعرب عن ثقته باستجابة قطر لتعليماته حول تبني المشروع، وتمويله والإعداد لإنشائه.كما دعا ابن لادن لتشكيل «مجلس توحيد المسلمين» وتطويره ليصبح حكومة، على أن يكون فيما بعد نواة «دولة القاعدة».وكشفت الوثائق تورط الدوحة في دعم قيادات متطرفة لإقامة هذه الدولة المزعومة، وتبني فكرة ابن لادن بإنشاء المجلس وإطلاق اسم اتحاد علماء المسلمين عليه.واقترح ابن لادن أن يكون مقر الاتحاد خارج قطر، مؤكداً قدرة قطر على «تحمل تكاليف إنشاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والإعداد والتشاور». كما أثبتت الوثائق ثقة ابن لادن بقدرة قطر على تنفيذ مخططات القاعدة الإرهابية من خلال نشر الفكر المتطرف، إضافة إلى أنها تؤكد «من دون أدنى شك مساهمات قطر الواسعة لبث الفتنة ودعم الإرهاب في دول الخليج العربي خاصة، ودول المنطقة عامة».
مشاركة :