عمر العلماء: صون الإرث الحضاري للبشرية جزء من رسالة الإمارات

  • 11/24/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي نائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، أن «صون الإرث الحضاري للبشرية جزء من رسالة الإمارات وقيادتها الرشيدة، ومستقبل المنطقة سيظل مرتبطاً بتاريخها وتراثها، وحمايته حماية لحضارة هذه المنطقة».جاء ذلك بمناسبة تدشين الإمارات «معرض الآثار الرقمي» بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، في مبادرة رائدة من مؤسسة دبي للمستقبل والبعثة الدائمة لإيطاليا ‏لدى المنظمة ومعهد الآثار الرقمي البريطاني في جامعة أكسفورد.تسعى المبادرة إلى توثيق تفاصيل المواقع الأثرية في المنطقة، خاصة تلك المهددة بالدمار أو الزوال، باستخدام تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد، بحيث يمكن إحياؤها وإعادة بنائها بالكامل بواسطة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وذلك ضمن مشروع عالمي يهدف إلى تطويع التكنولوجيا المتقدمة واستخدامها للحفاظ على الآثار التاريخية المهددة أو المعرضة لخطر الاندثار أو الزوال، بوصفها تؤرخ للمنجز البشري في أكثر صوره إبداعاً عبر حقب التاريخ المختلفة، كي يظل هذا المنجز قائماً مشكلاً مصدر إلهام وإبداع متجدد لأجيال المستقبل.وكشف «معرض الآثار الرقمي» النقاب لأول مرة عن قطعة «تمثال أثينا»، وهي نسخة طبق الأصل من التمثال النادر بنيت باستخدام التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد. و«تمثال أثينا» هو قطعة أثرية نادرة لا مثيل لها، تعرضت للتدمير الجزئي ووثقت في موقع «قوس النصر»، البوابة التاريخية لمعبد مدينة تدمر السورية، الذي كان تعرض بدوره للتدمير الكامل على أيدي تنظيم «داعش» الإرهابي. ويتضمن المعرض أيضاً عرضاً توضيحياً متكاملاً عن نسخة مرمّمة ثلاثية الأبعاد بالحجم الطبيعي له. وقال عمر سلطان العلماء: «مشروع التوثيق الأثري الرقمي الذي تتبناه الإمارات بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية عالمية مرموقة واستخدام التكنولوجيا الحديثة لإحياء تراث عالمنا العربي يعكس رسالتنا كدولة تؤمن بأن حماية مكتسبات الماضي من شأنه أن يلهم الأجيال الجديدة في منطقتنا لمراكمة المنجزات الإنسانية، وبناء مستقبل يقوم على أسس ثابتة».وشدد على أهمية تبني المشروع في منطقتنا في هذا الوقت تحديداً، إذ «تواجه حضارتنا العربية والإسلامية التحدي الأكبر في تاريخها مع محاولة إلغاء منجزاتها وماضيها، ومن واجبنا نحن أبناء هذه الحضارة الإنسانية الثرية أن نسهم ولو بجهد يسير في الحفاظ عليها وحمايتها».وتابع «يأتي اختيارنا لبعض ما ضاع أو تعرض للنهب أو التدمير في مدينة تدمر كونها واحدة من أهم وأجمل مدن الشرق، فهذه المدينة استوعبت على مدى العصور تأثيرات ثقافية وحضارية عدة، وشهدت حضارة عمرانية مدهشة، جمعت بين أجمل ما أنتجه الشرق والغرب مشكلةً نموذجاً تاريخياً للتلاقح الحضاري والتفاعل الثقافي والتجاري بين الأمم».واعتبر أن «من شأن المشروع الرقمي الضخم أن يحيي الدور التاريخي الذي لعبته تدمر وأن نذكِّر العالم بأن الحضارات العظمى لا تموت».وحضر عمر سلطان العلماء افتتاح المعرض إلى جانب سعود حمد الشامسي، نائب المندوبة الدائمة والقائم بأعمال البعثة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وميروسلاف لايتشاك، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وماريا لويزا فيوتي، رئيسة مكتب أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وسيباستيانو كاردي، رئيس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، سفير إيطاليا لدى الأمم المتحدة.وقال الشامسي: «المعرض يترجم حرص الإمارات على بناء شراكات عالمية تسهم في الحفاظ على تاريخ الحضارات الإنسانية». وأضاف: «أعادت الإمارات إحياء البوابة التاريخية لمدينة تدمر، واليوم تقدم تحفة جديدة وتطرح مشاريع إعادة إحياء وإعادة بناء جديدة لتؤكد من جديد على رسالتها وهي أن الإمارات دولة عطاء وبناء وعمل دائم من أجل خدمة الإنسانية». ولفت الشامسي إلى أن «القيادة الإماراتية الرشيدة تسعى إلى توثيق تعاونها مع مؤسسات عالمية رائدة للعمل على مشاريع تصب في مصلحة الإنسانية جمعاء، وتوفير بيئات إبداعية ومنتجة لأجيال المستقبل».وقال روجر ميشيل، المؤسس والمدير التنفيذي لمعهد الآثار الرقمي: «تقدم الأمم المتحدة ونظراً لما تتمتع به من مكانة دولية مميزة، منصة مثالية لإيصال رسالة عالمية للسلام، ووقوفها على قضايا تواجه الإنسانية في السلم والأمن، كما أن الأمم المتحدة تعتبر المكان المثالي لكشف النقاب عن أحدث تعاون جمعنا بمؤسسة دبي للمستقبل وهو إعادة بناء «تمثال أثينا» التدمري الشهير، إذ جسدت «أثينا» معاني سيادة القانون والحق والإيواء وهي مجموعة من القيم الإنسانية السامية التي تتماشى مع القيم التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة، ويرمز هذا النصب المعاد إحياؤه بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد والذي دمره المتطرفون، إلى التزام المجتمع الدولي بمحاربة أشكال الإرهاب والتعصب كافة، ونثمن هذا التعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل للتأكيد على الالتزام بالدور الإنساني للمعهد في خدمة التراث البشري».

مشاركة :