الأمير محمد بن سلمان على صدر صحيفة «الفينشيال تايمز»

  • 11/24/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تناقلت وكالات الأنباء العالمية تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بصورة شخصية تجمعه مع مقربين من طائرته الرئاسية، امتدح فيها فوزه الكاسح وغير المسبوق في الانتخابات الأمريكية. والأجمل في التغريدة المعدة بطريقة منهجية، والتي حظيت بآلاف «الريتويت»؛ هو صورة الأمير محمد بن سلمان على صدر صحيفة «الفينشيال تايمز» على مكتب الرئيس الأمريكي، ويذكر المحللون أن الرئيس كان يتابع أخبار حملة ولي العهد الكبيرة على الفساد وعبر عن ثقته بما يقوم به الملك سلمان وولي العهد في سبيل القضاء المبرم على هذه الآفة... كل ما يتصرف به الرئيس الأمريكي من خطابات وخطوات وحركات الجسد لا يأتي عفوية وإنما يهدف البيت الأبيض من خلالها تعميم رسائل موجهة للعالم، ولذلك لم تكن صورة الأمير محمد بن سلمان إلا رسالة للعالم المتمدن عبر تويتر الذي خطف البريق الإعلامي من وسائل الاتصال الأخرى في صورة هي أكبر من المهمات الإعلامية التي يؤديها شعراء النقائض وشعراء القبيلة في الصدر الأول والصحف الصفراء في العصور الحديثة، وهذه الحالة المتغيرة هي التي أيضاً فهم درسها الأول سموه حينما طرح مدينة نيوم الحالمة ليثبت أن العظماء حالمون، والمدهش الذي أذهل العالم بما فيهم الرئيس الأمريكي وأروقة البيت الأبيض أنه من المسؤولين القلائل في التاريخ الذين يتحدثون عن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاختراعات وصور مدن الإنسانية التي تنبع من الخيال العلمي والذي حوله سموه إلى واقع، كل رؤساء العالم يملأون خطبهم وحديثهم لشعوبهم بالعبارات الرنانة والجمل المنتهية الصلاحية وسرد المواقف التي يدافعون من خلالها عن مسؤولياتهم تجاه شعوبهم بينما الأمير محمد تجاوز كل هذا ليحدث الشعب عن الخيال العلمي وكأنه أستاذ جامعي أمام طلابه في مختبر الحضارة الإنسانية، بل نسف بعبقريته وعبقرية طاقمه الذين حوله ثقافة الخطابات الرئاسية والرسمية التي ملأت الفضاء العربي طوال سنين؛ إذ كانت تركز على الدفاع عن اتهامات المعارضة للحكومات ليضيع الشعب في جدلية لا تنتهي ويكتشف في النهاية أنهم يعيدون إنتاج أنفسهم وقيمهم الخاصة بهم في تلك الجدلية التي صورتها مسرحية شهيرة لألبير كامو بعنوان «العادلون» تناولت هذه الظاهرة. وكان الأمير محمد باختصار في تلك المنصة يقود مركبة فضائية في مهمة الانتقال في آفاق الزمن، على أجنحة الحلم المطعم بالمكتسبات العلمية متجاوزاً منطاد الكاتب الفرنسي جول فيرن الأب المؤسس لقصة الخيال العلمي عام 1863م؛ إذ وضع الإرهاصات الأولى للحلم البشري في أول أعماله «خمسة أسابيع في منطاد»... قالت العرب من شابه أباه فما ظلم، والولد سر أبيه فمحمد سر سلمان الذي رسم صورته الخالدة في ذاكرة التاريخ في إطلاقه إستراتيجية القضاء على آفة الفساد ونفذها في الميدان ولي العهد الأمير محمد وأجهزة الدولة ليعيدوا للأمة سيرة الخليفة عمر بن عبد العزيز في الإصلاح المالي والقضاء على المخالفات المالية التي بدأت في عصر بني أمية، وبارك الله في مدة حكمه التي بلغت سنتين وخمسة أشهر حينما منع الاحتيال المالي من المتنفذين بربطه بالإصلاح الاقتصادي فانتزع ابتداء الأراضي الممنوحة بالجور والمحاباة، ورد المظالم لأصحابها كالضياع والإقطاعات، وكان عمر صادقاً مع شعبه حينما بدأ بأسرته حتى أنه خير زوجته فاطمة بينه وبين رد حليها لبيت مال المسلمين فاختارته وأعانه عقلاء أسرته على العدل، ولذلك اغتنى الناس بعمر بن عبد العزيز كما أكدت المصادر التاريخية وسيغتنون بحول الله بسلمان بن عبد العزيز، والله من رواء القصد.

مشاركة :