ارتباط وثيق بين السمنة والإصابة بالسكري

  • 11/24/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت اختصاصية التغذية السريرية آلاء أبو أرشيد أن علاقة السمنة بمرض السكري، تتمثل في أن كل خلية في الجسم عليها مواد تستقبل هرمون الأنسولين، الذي يعطي الطاقة للجسم، نتيجة حرق الجلوكوز، وتسمى هذه المواد مستقبلات الأنسولين، وإذا لم توجد هذه المستقبلات، أو قل عددها، فإن الأنسولين لن يعمل على هذه الخلية، وبالتالي لن يستفاد من الجلوكوز، فترتفع نسبة السكر (الجلوكوز) في الدم، وهذه المستقبلات نسبتها ثابتة على الخلية الدهنية العادية، فإذا زاد حجم الخلية، كما هي الحال في الشخص البدين، فإن عدد المستقبلات يكون قليلاً بالنسبة لمساحة الخلية كبيرة الحجم.وأضافت: أكدت الدراسات أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري وبين السمنة، حيث تعد السمنة السبب الأول والأساسي في الإصابة بالنوع الثاني من السكر، وبذلك فإن زيادة الوزن سبب في الإصابة بالسكري. وأشارت في حوار لـ «^» إلى أنه يوجد 3 أنواع من مرض السكري: - النوع الأول: يصيب الأطفال في الغالب والمراهقين، وفي بعض الأحيان البالغين، والسبب تلف الخلايا التي تفرز مادة الأنسولين، أو عدم قدرتها على العمل بشكل صحيح. - النوع الثاني: يصيب البالغين في الغالب، والسبب نقص كمية الأنسولين في البنكرياس أو فقدانه الفعالية. أحد أسبابه ناتج عن عوامل جينية أو بيئية مختلفة، أبرزها البدانة، وخصوصاً في محيط الخصر. -النوع الثالث: سكر الحمل ويصيب الحوامل، والسبب نقص كمية الأنسولين في البنكرياس أو فقدانه الفعالية، ومرض السكري الحملي يرتبط بالتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترات الحمل.. وإلى نص الحوار.. كيف تسبب السمنة مرض السكري؟ الإجهاد والإفراط في الغذاء الشبكة الإندوبلازمية (ER) هي غشاء داخل الخلية، متخصص في تكوين البروتين وتخزينه، وأيضاً تكوين الدهون. والإفراط في الغذاء يعني منح الجسم المزيد من السعرات الحرارية والدهون التي لا يمكنه معالجتها في وقت واحد. وهذا الضغط يعطي إشارة إلى مستقبلات الأنسولين بعدم الاستجابة له، وإذا كان الجسم يدخل بشكل متكرر في حالة من الإفراط في الغذاء، فإنه بمرور الوقت يصبح عاجزاً عن الاستجابة بشكل سليم للأنسولين. ركائز مستقبلات الأنسولين (IRS) ركائز مستقبلات الأنسولين (IRS) هي بروتينات، داخل الخلية ترتكز على مستقبلات الأنسولين، وعندما يقوم الأنسولين بتنشيط المستقبلات فإنها تفرز مواد كيميائية على هذه الركائز، مما يؤدى إلى تنشيط آلية نقل الجلوكوز داخل الخلية، وفي دراسات على الفئران، قام العلماء بتعطيل وظيفة هذه الركائز IRS، مما أدى إلى مرض السكري من النوع الثاني، في حين أن دراسات على أشخاص مصابين بالسكري من النوع الثاني عن طريق الوراثة لم تظهر أي خلل في جينات IRS، ويعتقد العلماء أن الصلة بين البدانة واختلال وظائف IRS تقع على عاتق هرمون يسمى «رزيستين». هرمون رزيستين هو عبارة عن هرمون يتم إنتاجه بواسطة الخلايا الدهنية، وهو الذي يدفع الجسم لمقاومة الأنسولين، حيث يعتقد أن إنتاج هرمون رزيستين يحدث كرد فعل على الجوع، مما يسمح للجسم للبقاء على قيد الحياة، مع المحافظة على مخزون من الطاقة. وفي الدراسات المختبرية، فقدت الفئران التي أعطيت هرمون رزيستين القدرة على نقل الجلوكوز، كما عثر على مستويات عالية منه في الفئران التي تعاني من السمنة، بسبب الإفراط في تناول الطعام، أما الفئران التي أعطيت عقاقير لعكس تأثير «رزيستين»، فإنها كانت قادرة على نقل الجلوكوز. ما هي أنواع الأطعمة التي يجب أن يبتعد عنها مريض السكري؟ - اللحوم الدسمة، مثل: اللحوم النيئة، والطحال، والكلى، وجلد الدجاج. - اللحوم المحفوظة والمثلّجة، مثل: السجق، والبسطرمة، واللانشون، والباتيه، والمرتديلا. -الطيور الدسمة، مثل: لحم الحمام والبط. -المواد الدسمة، مثل: القشدة، والزبدة، والجبن كامل الدسم. -الفول السوداني، والمكسرات، ورقائق البطاطس المقلية (الشيبس). - السكر مثل السكر الأبيض والأسمر، والعسل بأنواعه، والمربات، والمشروبات الغازية، وقصب السكر، وعصير الفاكهة والحلويات (خصوصاً العربية)، والأيس كريم، والسكاكر، والشوكولاته. ما هي أنواع الأغذية التي تساعد على تحسين معدل السكر في الدم؟ - لا بد من إجراء بعض التعديلات في نظامنا الغذائي: 1 - التركيز على العناصر الغذائية التي يمتص الدم سكرياتها ببطء. حيث يفضل استبدال: - الأرز الأبيض بالأرز الأسمر. - البطاطا المشوية أو المقلية بالبطاطا المسلوقة أو الحلوة المشوية مع القشر. - الخبز الأبيض بخبز القمح الكامل أو النخالة. - المكرونة العادية بالمعكرونة الكاملة أو السمراء. - رقائق الفطور برقائق الحبوب الكاملة. مع الأخذ بعين الاعتبار الكمية الموصى بها من اختصاصي التغذية. 2 - الخضراوات: حيث إنها غنية بالألياف التي تساعد على تخفيض نسبة السكر في الدم. 3 - القرفة: تناول ربع أو نصف ملعقة صغيرة قبل الوجبات، قادر على خفض مستويات السكر في الدم، حيث إنها تخفض مستوى السكر في الدم، وتحفّز إنتاج هرمون الأنسولين في الجسم، المسؤول عن تقليل مستوى السكر بالدم بصورة طبيعية. 4 - اللوز: يقلل من ارتفاع مستوى السكر في الدم، بعد تناول الوجبة، ويزيد من استجابة الأنسولين في الوقت نفسه. ما هو الفرق بين مرض السكري من النوع الأول والثاني، من ناحية التغذية؟ - يقتصر على تنظيم وحجم أو كمية الوجبات: تمريض سكري (النوع الثاني) الذي يتناول أدوية لخفض مستوى السكر، عليه بتناول 3 وجبات رئيسية في اليوم. - مريض سكري (النوع الأول) الذي يتعالج بإبر الأنسولين عليه تقسيم وجباته إلى 3 حصص، مع وجبة إلى 3 وجبات خفيفة، حسب النمط الحياتي للمريض. ما مدى أهمية ممارسة الرياضة بالنسبة لمرضى السكري بالذات، وما هي التمارين الأكثر فعالية، وكيف يتم توزيعها خلال الأسبوع؟ - يعتمد نوع الرياضة الموصى باتّباعه على سن ووزن المريض، وحالته الصحية، ولياقته البدنية، وتاريخ مرض السكري، ووجود مرض مزمن آخر، أو أكثر مع السكري. من أنواع الرياضة التي ينصح بها الركض، والسباحة، وركوب الدرّاجة الهوائية، والمشي السريع، والتمارين الرياضية الخفيفة، مثل الأيروبيك، وبعض تمارين حمل الأثقال. هذه الأنواع من الرياضات تساعد على خفض مستوى السكر والدهون في الدم. وعند ممارسة أي نوع من هذه الرياضات، يجب التدرّج في النشاط، كما يجب شرب كميات وافرة من الماء، وتناول وجبة صحية، مع أخذ الجرعات اللازمة من الأدوية. ما هي حمية مرضى السكر؟ - لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن حمية مرضي السكر يفضل أن يتم اتباعها من قبل الجميع. 1 - النشويات كاملة الحبوب بمعدل 50-55 % من مجمل السعرات الحرارية اليومية. 2 - البروتينات بمعدل 20 %، شرط أن تكون من مصدر حيواني ونباتي (ومن الأخطاء الشائعة: زيادة كمية البروتينات، بعد تقليل نسبة النشويات، حيث أثبتت الدراسات أن زيادة البروتينات تولّد حالة الـ «insulin resistance» التي بدورها ترفع من نسبة السكر في الدم، وبالأخص المخزون. 3 - الدهون بمعدل 30 %، شرط أن تكون من النوع الجيد، وليس تلك المهدرجة والمشبعة (كالسمنة والزبدة والمقالي). أما إذا كان الهدف تخفيض الوزن، فيجب خفض نسبة السعرات الحرارية المتناولة في اليوم، مع الحفاظ على نسب النشويات، والبروتينات، والدهون. وإذا تخطى الشخص المريض مرحلة الحمية والأدوية كعلاج، وأصبح بحاجة إلى الأنسولين، ففي هذه الحالة عليه استشارة اختصاصي تغذية، ولو لمرّة واحدة على الأقل، بهدف تحديد نوعية الطعام، والكمية التي تناسب جرعة الأنسولين التي يتناولها. علماً أن الأنسولين يُعطى عادة للمريض، بعد أو قبل حوالي نصف ساعة من تناول الطعام، (حسب نوع الأنسولين). وفي حال لم يلتزم المريض بالتوقيت المحدد له، فلن يحصل على مفعول الأنسولين، وسيستمر السكر بالارتفاع في الدم، وسيبقى المريض عرضة لأخطار جسيمة. ما هي العلاقة بين نسب السكر في الدم وفقدان الوزن؟ - يعتقد الكثيرون أن مشاكل نسب السكر في الدم مقتصرة على مرضى السكري فقط، في الواقع إن نسب السكر بالدم تؤثر على جميع البشر، بصرف النظر عن حالتهم الصحية، وإن جسم الإنسان يقوم بعملية موازنة السكر بشكل مستمر عن طريق هرمونين، وهما الكورتيزول والأنسولين، حيث يقوم الكورتيزول برفع نسب السكر بالدم على حساب طاقة الجسم، أو بعد تناول الوجبات، ويعمل الأنسولين على خفض نسبة السكر بالدم، بعد قيام الكورتيزول برفعها، وتتعدد الأسباب التي تعمل على خفض ورفع نسب السكر، وترتبط الهرمونات المسؤولة عن موازنة السكر بفقدان الدهون بشكل كبير. علاقة هرمون الكورتيزول والأنسولين في البداية إن نسب السكر في الدم المتزنة تبقي الدماغ والشرايين في حالة صحية جيدة، كما تعمل على موازنة الطاقة بالجسم، وتحسين المزاج، وكما أن وجود نسبة متوازنة على الدوام يخفف من الضغط على نظام إفراز هرموني الكورتيزول والأنسولين، وبالتالي تنخفض فرصة الإصابة بمشاكل صحية بالمستقبل. تأثير نسبة السكر في الدم على الوزن وقالت اخصائية التغذية إن هرمون الكورتيزول يبدأ بالعمل في حالة بقي المرء دون طعام لساعات، أو عندما يشعر بالضغط البدني والنفسي، وذلك لرفع نسبة السكر، ويقوم الكورتيزول بسحب السكر إما من الجليكوجين، أو عن طريق الدهون، وفي حالات الضغط الشديد يمكن للكورتيزول أن يكتسب السكر من البروتينات، وهي عبارة عن العضلات النحيلة. وبعد ارتفاع نسبة السكر يأتي دور الأنسولين، لكي يقوم بنقل السكر من الدم للخلايا، ولأن معظم الأشخاص يمتلكون مناعة للأنسولين، فتحتاج أجسامهم لكميات أكبر، كي يتم نقل السكر للخلايا، ويرتبط تخزين الدهون في الجسم ارتباطاً كبيراً بالأنسولين، وبالتالي كلما زادت كمية الأنسولين زاد تخزين الدهون بالخلايا، وبالتالي تصعب عملية فقدان الوزن. وأشارت إلى إن تناول حمية غذائية متوازنة تعمل على موازنة نسب السكر، يعمل على تأمين طاقة مناسبة للجسم، حتى يتمكن المرء من القيام بالتمارين الرياضية اللازمة، لفقدان الوزن، وكما يساعد توازن السكر على النوم بشكل صحي ومريح. وأوضحت أن من أكثر الأعراض التي يمكن أن تشير لارتفاع في نسب السكر بعد تناول الطعام دون الحاجة لإجراء فحص، هي الشعور بالإعياء بعد تناول الطعام مباشرة، والرغبة الشديد لتناول الحلويات والكربوهيدرات، وعدم زوال هذه الرغبة على الرغم من تناولها، ومواجهة الصعوبة في فقدان الوزن، والعطش المتزايد، والذي يرافقه تبول كثيف. وأردفت: أما بالنسبة لانخفاض نسب السكر، فإن الأعراض التي يمكن أن تؤكده دون الحاجة للفحص، هي الشعور بالإعياء بين الوجبات، وزواله بعد تناول الطعام مباشرة، والشعور بتعكير المزاج، وخفة الرأس، والرغبة الشديدة في تناول السكريات والنشويات، وصعوبة في مواصلة النوم.;

مشاركة :