ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يؤكد رفض بلاده للتدخل الإيراني في المنطقة ويشدد على أن الأمر يتطلب مواجهة نزعة التوسع في عهد رئيسها خامئني.العرب [نُشر في 2017/11/24]الرياض تصعد الحرب الكلامية ضد إيران الرياض- وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بأنه "هتلر الشرق الأوسط الجديد" في مقابلة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، مما يصعد بقوة حربا كلامية بين البلدين. وأشار الأمير محمد الذي يتولى كذلك منصب وزير الدفاع إلى أن الأمر يتطلب مواجهة نزعة التوسع الإيرانية في عهد خامنئي. وقال "لكننا تعلمنا من أوروبا أن المسكنات لا تجدي. لا نريد لهتلر الجديد في إيران أن يكرر في الشرق الأوسط ما حدث بأوروبا". وأحدثت التغيّرات السياسية المتسارعة في الشرق الأوسط حالة من التخبط في القدرة على التنبؤ واستشراف رؤية الإدارة الأميركية في المنطقة، لكن مراقبين كثر يرون أن واشنطن تدفع بها نحو حرب إقليمية محدودة بين السعودية وإيران، إما تكون مباشرة أو بالوكالة وحلبتها هذه المرة لبنان. ومن ارهاصات ذلك التصعيد المبرمج، التطور اللافت في السياسة السعودية الخارجية في الآونة الأخيرة، وتلويحها بإعلان حرب على إيران، عقب سقوط صاروخ على الرياض انطلق من أراضٍ يمنية، خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، المدعومة إيرانياً. فضلاً عن إعلان رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، استقالته من العاصمة السعودية، واتهامه لطهران وحليفها حزب الله اللبناني بالسيطرة على لبنان. هذه التطورات المتلاحقة وغيرها الكثير، خلال فترة وجيزة، ينبأ، وفق مختصين، بتصعيد التوتر إلى حدود غير مسبوقة بين السعودية وإيران، اللتين تقفان على النقيض في معظم ملفات الشرق الأوسط، ويتردد أنهما تخوضان حرباً بالوكالة في دول عديدة بالمنطقة. وتعهدت السعودية بالتصدي لأنشطة ايران المخربة وعدم البقاء مكتوفة الأيدي أمام هذا الخطر. وتجند ايران ميليشياتها في سوريا والعراق واليمن لخوض حروب بالوكالة لضرب الاستقرار في المنطقة. وكانت الرياض قد قدمت، في وقت سابق، طلبا إلى الجامعة العربية لعقد اجتماع يرمي إلى التصدي لنفوذ إيران ودعمها اللافت لجماعات مثل حزب الله والحوثيين ما أدى إلى زعزعة أمن واستقرار دول عربية. وأيدت الإمارات والكويت والبحرين الطلب السعودي. وزاد امتعاض دول عربية من اتساع التدخلات الإيرانية في العراق وسوريا واليمن وتعاظم دور حزب الله خارج حدود لبنان بتنسيق مع طهران. واختلف اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد بالقاهرة، الأحد، عن الاجتماعات السابقة التي تطرقت إلى دور إيران القاتم في المنطقة لأن الأجواء الإقليمية والدولية في غالبيتها مناهضة لطهران وتتذمر من تنامي دور حزب الله وناقمة على عدم انصياع قطر بالابتعاد عن دعم الأعمال الإرهابية. كما أن لبنان، ليس على استعداد للانسجام مع الموقف الإيراني لأن بيروت لا تريد تأكيد اتهامات الرياض بأن هناك أطرافا لبنانية توفر غطاء لحزب الله وترفض التصدي لمقارباته الغامضة في الداخل والخارج. وتوفر هذه المعطيات بيئة مناسبة لصدور إدانة قوية تفوق المرات السابقة بشأن إيران، لكن سيظل الموقف معلقا بالنسبة لحزب الله إلى حين انعقاد الاجتماع الأحد لأن هناك دولا عربية لا يزال يحدوها أمل في سحب الحزب من تحت أرجل وأذرع إيران. وترى هذه الدول أن وضع حزب الله في كفة واحدة مع طهران يجعله مستندا عليها تماما ويقطع محاولات إعادته إلى المعادلة الداخلية في لبنان التي تتسم بالهشاشة بالإضافة إلى الابتعاد عن دخوله في توازنات إقليمية تصب في صالح إيران. تأثيرات ضارة وفي الصراع بين السعودية وإيران لا يوجد دور معلن لواشنطن، باستثناء تغريدات قليلة أعلن الرئيس دونالد ترامب، عبرها تأييده للملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي العهد السعودي. ويتوافق خبراء على أن إدارة ترامب هي سبب التصعيد الحاصل ولكنهم مختلفون حول كيفية ذلك، فمنهم من يرى أن سياسات الإدارة الأميركية هي التي أوصلت المنطقة إلى هذا الطريق الذي ينذر بصدام واسع النطاق، فيما يرى آخرون أن صمت واشنطن هو ما دفع الأمور إلى حافة الهاوية. وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران في يناير 2016 بعدما أشعل محتجون إيرانيون النار في السفارة السعودية في طهران احتجاجا على إعدام الرياض لنمر النمر رجل الدين الشيعي السعودي بعد إدانتهم بالتورط في الإرهاب.
مشاركة :