اهتمام متزايد بصناعة إدارة المشاريع في السعودية

  • 9/17/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تظهر أبرز شركات إدارة المشاريع اهتماماً متزايداً بالفرص التي تبرز في سوق المشاريع الضخمة في السعودية، وفقاً لما يقوله خبراء في الصناعة. وفقاً لبيانات من "ميد MEED"، فإن أكثر من 80 مشروعاً من المشاريع الضخمة، التي تبلغ قيمة كل واحد منها مليار دولار على الأقل، إما أنها قيد التنفيذ أو من المقرر أن يتم إنجازها بحلول عام 2030. وهذا يجعل السعودية أكبر سوق في الشرق الأوسط من حيث المشاريع الضخمة وبفارق كبير، كما يقول متحدثون شاركوا في المؤتمر السنوي الذي تعقده "ميد" حول مشاريع النقل والبنية التحتية الضخمة في السعودية، الذي بدأ في الرياض أمس. وسيلقي الدكتور محمد الجاسر، وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، اليوم الكلمة الرئيسة في المؤتمر. وسيبرز المتحدثون الآخرون الفرص التي تظهر الآن في سوق المشاريع الكبيرة في السعودية. ومن بين هذه المشاريع هناك خطة "أرامكو السعودية" لاستثمار 40 مليار دولار سنوياً على مدى العقد المقبل من أجل المحافظة على ثبات القدرة الإنتاجية للنفط، ومضاعفة إنتاج الغاز، وفقاً لما قاله خالد الفالح، كبير الإداريين التنفيذيين في "أرامكو السعودية" في مؤتمر في ستافانجر في نهاية آب (أغسطس). وقال عامر خان، مدير منطقة السعودية لدى CH2M Hill: "إن عودة المشاريع والبرامج الضخمة والمعقدة التي يجري تطويرها في بلدان الخليج العربي مستمرة في تقديم تحديات حول التسليم إلى صناعة المشاريع الضخمة. وإن جزءاً من الحل الكلي الإجمالي هو تنفيذ منهجيات لإدارة المشاريع تكون مفصلة على قدر تسليم المشاريع الضخمة، مع فرق متكاملة على المستوى الاستراتيجي، تتألف من أصحاب المشاريع، والجهات الراعية، ومختصين على المستوى العالمي في مجال التسليم". وسيتحدث ممثلون عن شركات إدارة المشاريع العالمية في مؤتمر "ميد" عن مشاريع المملكة، التي يرون أنها ستكون جذابة للغاية. ويقول ديفيد كليفتون، مدير التطوير الإقليمي لدى شركة Faithful & Gould: "تعتبر سوق المشاريع الضخمة في السعودية مثيرة ومليئة بالتحديات وتشهد نمواً سريعاً. ومن أجل ضمان التسليم الناجح، نحن بحاجة إلى ضمان استخدام أفضل الممارسات والإجراءات العالمية ومن ثم تفصيلها على قدر السوق ومن بعد ذلك تطبيقها. إضافة إلى ذلك، مع الصعود السريع للبرامج الرئيسة، نحن بحاجة إلى تطوير أساليب توريد ذكية في الوقت الذي تتوسع فيه سلسلة الطلب ويتم استيعاب القدرة من خلال المشاريع الضخمة المتعددة التي يجري تنفيذها في وقت واحد". كما يقول ستيفن ميلر، نائب الرئيس الأعلى الدولي في شابورجي بالونجي: "نحن نعتبر أن تطوير الأعمال في القطاع العام والخاص هو فرصة حقيقية لالتزامنا بالتوسع في التصميم والبناء وخدمات الإنشاء من الرياض والخبر إلى جدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ومعظم المدن. ونحن فخورون بأن نكون جزءاً من أعمال التجديد والإضافة في مطار الملك خالد الدولي في الرياض. وهذا يظهر العمق المتواصل لالتزام الحكومة من حيث تحديث جميع مكونات البنية التحتية في البلاد". التحديات المرتبطة بتسليم عدد من أكبر المشاريع العالمية وأكثرها من حيث المتطلبات، هي أيضاً تحديات مذهلة. وهي تشتمل على مشروع مترو الرياض الجديد الضخم، الذي تبلغ قيمته 20 مليار دولار. وقد بدأت الآن الأعمال الأولى في المشروع. ومن المقرر تنفيذ أعمال مترو أخرى في مكة وجدة. ويقول جورج ليفيك، مدير السكة الإقليمية في Hyder Consulting، الذي سيتحدث أيضاً في مؤتمر ميد: "إن برنامج النقل العام الذي يجري تطبيقه في السعودية سيكون ثورياً بحق، حيث يساهم في التنمية الاقتصادية، والتطور الاجتماعي والوظيفي، ويخفف من الاحتقان المزمن في شوارع المدن. ومن الأمور الأساسية في تطوير هذه الشبكات وجود التكامل مع المشاريع العقارية التجارية والسكنية. هذه أوقات مثيرة بالنسبة لشركات التصميم والمقاولين من أجل المساهمة في تغيير كبير في نمو وتنمية المدن الرئيسة في المملكة". وسيقول المتحدثون في المؤتمر أيضاً إن الحل هو العمل على زيادة إنتاجية اليد العاملة وكفاءة التصميم وعملية التسليم. ويقول جون سبيتز، نائب أعلى للرئيس في شركة Hill International، إن الموهبة البشرية تأتي دائماً في المقدمة. ويضيف: "إن التحدي المتمثل في المشاريع الكبيرة في السعودية يعتبر هائلاً، لكن يمكن التغلب عليه من خلال الموهبة والمستوى القوي من الناس الذين توظفهم". وسيبرز المؤتمر أهمية التكنولوجيا والدور الحيوي الذي ستلعبه في هذا المقام. يقول جوليو ماجي، الرئيس العالمي لإدارة المشاريع في شركة أركاديس: "إن صناعة الإنشاءات، التي تشتمل على التصميم والهندسة والإنشاءات، أصيبت بإنتاجية متراجعة، ونمو ضعيف، وشكاوى مستمرة من تراجع الهوامش". وأضاف: "لم يكن هناك ابتكار يذكر. والواقع أننا لم نكن نصمم الأشياء بطريقة أفضل أو أسرع أو أرخص مما كنا نفعل في السابق. بالتالي نحن لا نعطي القيمة إلى العميل، على النحو الذي نراه مثلاً في صناعة الرقائق الدقيقة". "لا بد من وجود المزيد من الابتكار وتبني قدر أكبر من التكنولوجيات التي نراها في الروبوتات، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والسيارات ذاتية القيادة. إن التبني الأوسع لنماذج معلومات البناء سيكون مفيداً في هذا المجال، خصوصاً في برامج البنية التحتية الكبيرة. ولدى السعودية رؤية لعام 2025". يشار إلى أن ماجي هو رئيس جلسات ما قبل المؤتمر لثقافة إدارة المشاريع في الفئة الرئيسة في السعودية، في فندق الفيصلية. وسيشارك في الجلسات أيضاً كل من عامر خان وسبيتز وكليفتون. إن أهمية إدارة المعلومات ودورة الحياة الكاملة لمعلومات الإنشاء في المشاريع الضخمة ستكون موضوع جلسة إفطار عمل خاصة في المؤتمر في هذا اليوم، والذي ستستضيفه أنظمة بنتلي. يقول إدموند أوساليفان، مدير المناسبات في "ميد"، والذي سيكون مقرر الجلسات: "سيركز المؤتمر على العثور على حلول للتحديات التي تمثلها المشاريع الضخمة والتي تواجهها المملكة. وهذا سيشتمل على تقييم مواطن القوة والضعف في سلسلة التوريد لتسليم المشاريع من التخطيط الرئيس إلى العمليات والصيانة". وستكون التحديات هائلة. يقول ماجي: "في عام 2025، أي بعد 11 سنة، سيكون وجه العالم قد تغير إلى حد كبير، ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى ظهور التكنولوجيا. فهل ستتطور صناعة الإنشاءات مع هذا التقدم؟ هل سنحاول الدفع من أجل تحقيق المزيد من القيمة لعملائنا؟ الخبر السار هو أننا إذا استطعنا ذلك فإن الأسواق الرأسمالية ستكافئنا وسيحقق عملاؤنا هوامش أفضل".

مشاركة :