الأمير محمد: الادعاء بأن الحملة على الفساد من أجل السلطة سخيفة

  • 11/25/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض - قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، إن حملة مكافحة الفساد تشمل مئتي شخصية، مشيرا إلى أن الهيئة التي يقودها وتتولى القضية وتقوم بعرض ملفات على هذه الشخصيات تثبت تورطهم في قضايا فساد. ورجح أن يوافق 95 بالمئة من هؤلاء الأشخاص على التوصل إلى تسوية، مشيرا إلى أن واحدا بالمئة منهم فقط تمكنوا من إظهار براءتهم، بينما فضل الأربعة بالمئة الباقون اللجوء إلى القضاء. وقال إن مجموع المبالغ التي قد تنقل من حسابات هؤلاء إلى خزينة الدولة بعد التسوية المحتملة قد تصل إلى نحو 100 مليار دولار. وتثير التوقيفات والتحقيقات مع الأمراء مخاوف من ردود فعل داخلية، بحسب مراقبين، الا أن الأمير محمد أكد للصحيفة الأميركية أن "غالبية أعضاء الأسرة" الحاكمة تدعمه. وسئل الامير محمد عن طبيعة الايقافات وما اذا كان لها أبعاد سياسية والسلطة، فأجاب بالقول "إنه لأمر مُضحك" أن تقول بأن حملة مكافحة الفساد هذه كانت وسيلة لانتزاع السلطة. وأوضح أن الأعضاء البارزين من الأشخاص الموقفين في الريتز قد أعلنوا مُسبقا بيعتهم له ودعمهم لإصلاحاته وأن "الغالبية العُظمى من أفراد العائلة الحاكمة" تقفُ في صفه، مضيفا "هذا ما حدث، فلطالما عانت دولتنا من الفساد منذ الثمانينات حتى يومنا هذا". وأشار إلى أن حملة مكافحة الفساد كان مخطط لها منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم في العام 2015 خلفا لشقيقه الراحل الملك عبدالله. وقال "رأى والدي أنهُ ليس من المُمكن أن نبقى ضمن مجموعة العشرين في حين تنمو بلادنا بهذا المُستوى من الفساد، ففي وقت سابق من العام 2015 كانت أول الأوامر التي أعطاها والدي لفريقه هي جمع كل البيانات المُتعلقة بالفساد لدى الطبقة العُليا. ولقد ظل الفريق يعمل لمدة عامين كاملين حتى توصلوا لجمع هذه المعلومات الأكثر دقة ومن ثم جاؤوا بحوالي 200 اسم". وتابع أن تقديرات الخبراء تشير إلى أن نحو 10 بالمئة من الانفاق الحكومي كان قد تعرض للاختلاس. وأضاف أن المملكة شنت على مر السنوات الماضية أكثر من حرب على الفساد لكن جميع الجهود باءت بالفشل "لأن جميع تلك الحملات بدأت عند الطبقة الكادحة صعودا إلى غيرها من الطبقات المرموقة". وقال أيضا "ليس هنالك من طريقة يمكن من خلالها القضاء على الفساد في جميع الطبقات، لذلك فإنهُ عليك أن تُرسل إشارة والإشارةُ التي سيأخذها الجميع بجدية هي أنك لن تنجوا بفعلتك. ولقد شهدنا تأثيرها بالفعل وما زلنا نشهده". اعادة الاسلام المعتدل وقال الأمير محمد في حديثه للصحيفة الأميركية في ما يتعلق بجهود المملكة المتعلقة بمواجهة التطرف وترسيخ الاعتدال والوسطية "لا نقول أننا نعمل على إعادة تفسير الإسلام بل نحن نعمل على إعادة الإسلام لأصوله وأن سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي أهم أدواتنا فضلا عن الحياة اليومية في السعودية قبل عام 1979". واشار إلى أنه في عهد النبي محمد كان هناك رجال ونساء يتواجدون سويا وكان هناك احترام للمسيحيين واليهود في الجزيرة العربية، مضيفا أن قاضي التجارة في سوق المدينة المنورة كانت امرأة، متسائلا "إذا كان عمر خليفة النبي قد رحب بكل ذلك فهل يقصدون أنه لم يكن مسلما". وتحدث ولي العهد السعودي عن استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري التي أعلنها من الرياض مشيرا إلى أن خلاصة القضية تتمحور حول أن الحريري لن يستمر في توفير غطاء سياسي للحكومة اللبنانية التي تخضع بشكل رئيسي لسيطرة مليشيا حزب الله اللبنانية، والتي بدورها تخضع بشكل رئيسي لسيطرة طهران. وفي شأن الحرب على المتمردين الحوثيين في اليمن، قال إن الكفة تميل لصالح الحكومة الشرعية التي تسيطر الآن على 85 بالمئة من البلاد. لكن الأمير محمد أوضح أيضا أن قيام المتمردين الحوثيين الموالين لإيران بإطلاق صاروخ على مطار الرياض يعني أنه إذ لم يتم السيطرة على كامل اليمن، فإن ذلك سيُمثل مشكلة.

مشاركة :