ليس الفن هو ذلك المرتبط بالنخب الثقافية فقط، إنما هو مكون حياة، وجزء أصيل من تطور الحضارات الإنسانية على اختلاف تنوعها وجغرافيتها، فالفن، سمة إنسانية يعبر الإنسان من خلاله عن جوانب جوانية، تظهر على شكلٍ لوحة، أو جدارية، أو منحوتة، أو قصيدة شعر، أو غير ذلك.. إن الفن فعلُ حياة، وجزءٌ أساسيٌ في تكوينها، ولأنه كذلك، انطلقت مساحة «سبيريت»، هذه المساحة الفنية التي أطلقها الفنان البحريني خالد الطهمازي، ودشنها الفنان الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، الرئيس الفخري لـ «جمعية البحرين للفنون التشكيلية»، مساء الاثنين (20 نوفمبر)، في «مجمع الإنماء»، لتكون فضاءً اتصالياً بين الفنان وما يبدع من أعمال ومنحوتات، وبين المتذوق بما يطيب له من أعمال.في مساحة «سبيريت» أو «الروح» كما تترجم عربياً، هدف الطهمازي إلى «خلق روحية للأمكنة، عبر إضافة الأعمال الفنية، كجزء من المكان، سواء كان هذا المكان ذو خصوصية فردية كالمنازل والمكاتب، أو اجتماعية، كالمستشفيات والفنادق..إلخ»، إذ أن العمل الفني، ليس ذلك الحبيس في محترف منتجه، وإنما هو ذلك الذي يتجاوز أفق المساحة، واهباً روحية للمكان الذي يحلُ فيه. يبيّن الطهمازي أن فكرة هذه المساحة الفنية «انقدحت منذُ العام الماضي (2016)، وكنتُ أنوي من خلال هذا المساحة الفنية، أن أمزج بين خبرتي الفنية، وبين وظيفتي الرسمية المتعلقة بالنظم الإدارية، وعليه جاءت هذه المساحة، التي أحرص على أن تضم أجود المنحوتات والقطع الفنية المصنوعة على أيدي فنانين من مختلف الأمكنة، باستخدام خامات متنوعة، كالخشب، والبرونز، والخزف، وغير ذلك من الخامات الطبيعية، التي تتحول بين يدي الفنان، من قطعٍ عشوائية، إلى أشكال فنية تتخذ مساراتها الإبداعية، إذ أقوم باختيار هذه القطع، وفق معايير فنية دقيقة». وتجمع المنحوتات والقطع الفنية، التي تضمها المساحة، بين عنصرين مهمين، فهي «قطع تجمع بين الأصالة والمعاصرة، لتعبر بلغةٍ فنية، عن قدرة الفن، اللا متناهية، في إبداع واستحداث الجديد دائماً، دون اهمال الأصالة التي هي جزءٌ من ثقافة الإنسان، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي». ويتابع الطهمازي «حرصنا على أن تكون القطع الفنية في متناول مختلف شرائح المجتمع، إذ انها تستجيب للمعايير، التي تمكن الإنسان من أن يجعل الفن جزءاً أساسياً يعطي للمكان روحيته». هذا ويجري الفنان الطهمازي العديد من الاتصالات مع فنانين ونحاتين بحرينيين، لتكون أعمالهم جزءاً من مساحة «سبيريت» الفنية، وتعطي للأمكنة طابعاً محلياً. يذكر أن الطهمازي فنان بحريني أقام العديد من المعارض الشخصية، وشارك في عددٍ من المعارض الجماعية، في المملكة وخارجها، وقد حاز على العديد من الجوائز المحلية والعربية، منها: الجائزة الأولى في «المعرض الدوري التاسع لشباب مجلس التعاون»، والجائزة الثانية في «بينالي مسقط الأول للشباب»، إلى جانب فوزه بالعديد من الجوائز التقديرية في مجال الفنون.
مشاركة :