القاهرة: «الخليج» أعلنت الرئاسة المصرية الحداد ثلاثة أيام على ضحايا تفجير مسجد الروضة بمدينة بئر العبد في شمال سيناء والذي خلف 235 شهيداً وعشرات الجرحى، في أحد أكثر الاعتداءات دموية التي شهدتها مصر خلال السنوات الاخيرة. وأفاد شهود عيان من قرية الروضة أن مجموعة مسلحة تضم نحو 15 مسلحاً، قاموا بتنفيذ الهجوم الإرهابي على مسجد القرية، مشيرين إلى أن المجموعة التي اقتحمت القرية كانت مقسمة على سيارتي دفع رباعي، لكنهم وصلوا إلى المسجد مترجلين مع بداية خطبة الجمعة، بعدما تركوا سيارتيهم بعيداً.قال هؤلاء إن المجموعة الأولى اقتحمت المسجد، وقامت بإلقاء عدة عبوات ناسفة بين المصلين، قبل أن يشرعوا في إطلاق النار عليهم بصورة جنونية، بينما تولت المجموعة الثانية إطلاق النار على الفارين من المذبحة، وإشعال النيران في السيارات التي كانت موجودة أمام المسجد، لمنع نقل المصابين إلى المستشفيات.واستهدف الإرهابيون الذين نفذوا العملية، سيارات الإسعاف أثناء إجلائها المصابين في الحادث، وقال أحمد الأنصاري، رئيس هيئة الإسعاف، إن أطقم سيارات الإسعاف التي هرعت إلى المسجد لنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة، تعرضوا لإطلاق النار، ما تسبب في إعاقة حركة أطقم المسعفين، قبل أن يتمكنوا من الدخول إلى الموقع من اتجاهات أخرى.وأمطر الإرهابيون سيارات الإسعاف التي هرعت إلى مكان الحادث بوابل من النيران، ما دفع أهالي القرية إلى نقل المصابين في سيارات نصف نقل إلى المستشفيات القريبة.وقال شهود إنهم شاهدوا عشرات الجثامين داخل المسجد، الذي تحولت أرضيته لبركة من الدماء، مشيرين إلى أن الأهالي هرعوا إلى المسجد على وقع صوت الرصاص، وقاموا بلف جثامين الشهداء بالأغطية وأن من بينهم كباراً في السن وأطفالا وشباباً بعضهم مصاب بطلقات نارية في الرأس والرقبة والصدر.وبينت معلومات مؤكدة أن الإرهابيين استهدفوا القرية ورجالها بهذه العملية، بسبب رفضهم إيواء العناصر الإرهابية وتوفير ملاذات آمنة لهم، عقب تزايد الحصار وتضييق الخناق عليهم من جانب قوات الجيش، لذا أرادوا الانتقام منهم وتصفيتهم جسدياً.ووفق المعلومات التي أدلى بها شهود العيان ومسعفون، فإن إصابة بعض الضحايا كانت خطيرة للغاية، وتوفي بعضهم فور وصولهم للمستشفى، وهو ما أدى لتزايد أعداد القتلى، كما تبين أن الإرهابيين كانوا يطلقون الرصاص في الرأس والصدر من أجل إسقاط أكبر عدد من الضحايا.وسارعت قوات الأمن، على الفور، بتمشيط المنطقة ووسعت دائرة التفتيش والاشتباه، واستمعت لعدد من شهود العيان والأشخاص الذين كانوا متواجدين في المنطقة أثناء وقوع الحادث، من أجل معرفة كافة التفاصيل والمعلومات التي تساعد في سرعة ضبط الجناة.أكدت وزارة الصحة المصرية أنه تم توجيه فريق مركزي من الرعاية الحرجة والعاجلة بالقاهرة إلى العريش للتدخل لرعاية المصابين وتقديم الدعم اللازم لهم بالإضافة إلى توفير أدوية الطوارئ، وأكياس الدم لجميع الفصائل على خلفية الحادث. وقالت الوزارة في بيان، إنه تم رفع عدد سيارات الإسعاف المشاركة في إسعاف المصابين إلى 50 سيارة مؤكدة أنه تم تشكيل غرفة عمليات مركزية متصلة بغرفة فرعية بسيناء لمتابعة تطورات الحادث وتقديم الرعاية الكاملة للمصابين. وتابعت وزارة الصحة، أن وزير الصحة يتابع الحادث مع قيادات مديريات الصحة بشمال سيناء.وأدان الأزهر الشريف، بأقسى العبارات الهجوم الإرهابي البربري، وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إن سفك الدماء المعصومة وانتهاك حرمة بيوت الله وترويع المصلين والآمنين يعد من الإفساد في الأرض، وهو ما يستوجب الضرب بكل شدة وحسم على أيدي هذه العصابات الإرهابية ومصادر تمويلها وتسليحها، وقال الإمام الأكبر إن الإرهاب بعد أن استهدف الكنائس جاء الدور على المساجد، وكأنه يريد أن يوحد المصريين في الموت والخراب، لكنه سيندحر وستنتصر وحدة المصريين.
مشاركة :