قالت النيابة العامة المصرية ووسائل إعلام رسمية وشهود إن متشددين قتلوا 235 شخصًا في مسجد أمس الجمعة بمحافظة شمال سيناء عندما فجروا عبوة ناسفة وأطلقوا النار على المصلين المتدافعين إلى خارج المسجد وعلى سيارات الإسعاف، فيما أصيب 109 أشخاص في الاعتداء ذاته. والهجوم واحد من أكثر هجمات الإرهابية دموية في المحافظة المتاخمة لإسرائيل وقطاع غزة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها لكن منذ 2014 تحارب قوات الأمن جماعة موالية لتنظيم داعش في شمال سيناء. وقالت قناة العربية التلفزيونية ومصادر محلية إن بعض المصلين صوفيين تعتبرهم تنظيمات مثل داعش مرتدين. وعلى الأثر، أعلن الجيش المصري حالة الطوارئ القصوى في شمال سيناء، فيما أطلق الجيش المصري حملة كبيرة يقودها رئيس الأركان لمطاردة منفذي الهجوم الإرهابي. وفي ردود الفعل، قال الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، إن هجوم مسجد العريش يهدف لهز ثقة المصريين، لكنه «لن يزيدنا إلا إرادة في التصدي للإرهاب». جاء ذلك في كلمة للرئيس المصري تعقيبًا على استهداف مسجد قرية الروضة بشمال سيناء. وقال السيسي: «هناك مخطط إرهابي رهيب لهدم ما تبقى من منطقتنا، ونحن سنواجهه»، مضيفًا «إن هذا الهجوم لن يزيدنا إلا إصرارًا على مواجهة الإرهاب». وتوعد الرئيس المصري بالرد على مرتكبي حادث مسجد سيناء «بالقوة الغاشمة». وكانت صفحة الرئيس المصري على فيسبوك والتلفزيون المصري ذكرت إن السيسي عقد اجتماعًا طارئًا بعد الهجوم مع وزيري الدفاع والداخلية ورئيس المخابرات العامة. وقال التلفزيون المصري إن الرئاسة أعلنت الحداد ثلاثة أيام. في الأثناء، بيّنت معلومات، مؤكدة أن الإرهابيين استهدفوا القرية ورجالها بهذه العملية، بسبب رفضهم إيواء العناصر الإرهابية وتوفير ملاذات آمنة لهم، عقب تزايد الحصار وتضييق الخناق عليهم من جانب قوات الجيش، لذا أرادوا الانتقام منهم وتصفيتهم جسديًا. وتوالت ردود الفعل المنددة بهذا الهجوم الإرهابي، حيث دان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتداء «المروّع والجبان». وكتب في تغريدة على تويتر ان «العالم لا يمكن ان يتسامح مع الارهاب. يجب ان نهزمهم عسكريا ونعمل على تكذيب الايديولوجيا المتطرفة التي تشكل أساس وجودهم». في الأثناء، عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي على المسجد. وقدم المصدر «العزاء والمواساة لذوي الضحايا ولجمهورية مصر العربية الشقيقة حكومة وشعبا، مع الأمنيات للمصابين بسرعة الشفاء، ومجددًا وقوف المملكة إلى جانب جمهورية مصر العربية الشقيقة ضد التطرف والإرهاب». بدورها، دانت الإمارات بشدة التفجير، وأعربت وزارة الخارجية الإماراتي في بيان عن استنكارها الدولة لهذه «الجريمة الإرهابية الآثمة التي تتنافى مع كل القيم والمبادئ الإنسانية وتعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء والأديان السماوية». وبعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية تعزية إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عبر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا الهجوم الإرهابي. بدوره، أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الهجوم الإرهابي على المسجد. وأشار إلى أن «جريمة اليوم (الأمس) المروّعة تأتي لتؤكد من جديد أن الدين الإسلامي الحنيف براء ممن يتبنون هذا الفكر الإرهابي المتطرف، وأنهم قد تجرّدوا من كافة مبادئ وقيم الإنسانية، وذلك في ظل استهدافها الدموي للمصلين الأبرياء الذين أدوا لتوهم شعائر صلاة يوم الجمعة». سلاح الجو المصري يدمّر سيارتين تقل منفذي مجزرة مسجد الروضة أفاد مصدر أمني مصري أن طائرتين من دون طيار دمّرتا سيارتين تقلان المتورطين في حادث الهجوم على مسجد الروضة شمالي سيناء، مما أسفر عن مقتل 15 مسلحًا. وقال المصدر إن الغارة استهدفت السيارتين في منطقة صحراوية تدعى الريشة قرب قرية الروضة. وتُعد هذه المنطقة أحد معاقل المتطرفين في عمق الصحراء القريبة من مكان الهجوم. وذكر المصدر أن القوات المسلحة لا تزال تتعقّب باقي المسلحين الذين شاركوا في الهجوم الإرهابي.
مشاركة :