ذكرت خطبة الجمعة أمس، أن الله تعالى اصطفى شهداء الوطن الأبرار، فالشهادة في سبيله سبحانه اختيار واصطفاء، قال عز وجل: (وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء). وأضافت إن القيادة الحكيمة تقدر عالياً تضحيات شهداء الوطن، فأسست مكتب شؤون أسر الشهداء، وخصصت يوماً للشهيد، وهو يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام، ليصبح يوماً مشهوداً في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، خالداً في ذاكرتها، وهو رد للجميل، ليعبر الجميع عن تقديرهم للشهداء، الذين بذلوا دماءهم الزكية، وأرواحهم الطاهرة في سبيله وهم مرابطون ثابتون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها». وأشارت إلى أن الشهيد هو من قتل دفاعاً عن دينه أو نفسه أو أهله أو عرضه أو ماله، والوطن فيه الأهل والعرض والمال، فالدفاع عنه من أكرم الطاعات منزلة، وأرفعها مكانة، وأكثرها بذلاً وعطاء، وأخلدها ذكراً وثناء، وقد كان عليه الصلاة والسلام أسرع الناس إلى الدفاع عن وطنه، والذود عن حياضه، فحين فزع أهل المدينة ذات ليلة، انطلق ناس نحو الصوت، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً، وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرسه يقول: «لم تراعوا، لم تراعوا». أي لا تخافوا. وذكر الخطباء أن «شهداء الوطن الأوفياء ضحوا بحياتهم دفاعا عن دينهم وأهليهم ووطنهم ومقدرات بلادهم، وإنجازات شعبهم، التي تعب في تحقيقها الآباء المؤسسون، فلبى أبطال الوطن نداء الواجب، وأدركوا أن التقصير في حمايته والذود عنه من العظائم، فبذلوا في سبيله المهج والكرائم، لقد سمت غايتهم، وعلا هدفهم، ورغبوا فيما أعده لهم ربهم، قال تعالى: (والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم* سيهديهم ويصلح بالهم* ويدخلهم الجنة عرفها لهم)، أي: لن يذهب أجورهم، بل يكثرها وينميها ويضاعفها، ويصلح بالهم: أي أمرهم وشأنهم، ويدخلهم الجنة التي وصفها لهم، ووعدهم بها (ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)، فيا لفوزهم، ربحت تجارتهم، ونقلهم من دار الفناء إلى دار الخلود والبقاء. وأضافت أن شهداء الوطن (أحياء عند ربهم يرزقون* فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون* يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين)، ويكتب لهم أعمالهم الصالحة التي كانوا عليها في حياتهم، فلا ينقطع الخير عنهم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات مرابطاً في سبيل الله أجرى عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل، وأجرى عليه رزقه، وأمن من الفتان، وبعثه الله يوم القيامة آمناً من الفزع»، ولا تمسه النار أبداً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد مسلم».دقيقة الدعاء نوهت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إلى أنه ضمن الفعالية الرئيسية ليوم الشهيد بعنوان «دقيقة الدعاء» سيتم تنكيس الأعلام يوم الخميس القادم الموافق 30 نوفمبر الجاري من الساعة الثامنة صباحا حتى 11.30، وفي الساعة 11.30 الوقوف دقيقة للدعاء للشهداء، وفي تمام الساعة 11.31 سيرفع العلم، ورحم الله الشهداء، وأسكنهم فسيح جناته.
مشاركة :