تشهد بورصة قطر إقبالاً كبيراً من المحافظ والصناديق الاستثمارية الأجنبية خلال الشهور الماضية، في ظلّ جاذبية الأسهم للشراء، وتحقيقها عائدات جيّدة للمُستثمرين، وكشفت البيانات الشهرية للسوق أن حجم مشتريات الأجانب في بورصة قطر بلغ أكثر من 6.5 مليار ريال خلال الشهور الخمسة الماضية فقط، وذلك بالتزامن مع دخول ما يقرب من100 محفظة استثمارية أجنبية جديدة للاستثمار في السوق القطري، وهو ما يؤكّد ثقة المستثمرين حول العالم في الاقتصاد القطري رغم الحصار الجائر المفروض على قطر. وأبدى اقتصاديون ومستثمرون تفاؤلاً كبيراً باحتمال حدوث تحسّن كبير في أداء البورصة خلال المرحلة المُقبلة، وتوقّعوا أن يشهد مؤشر السوق، انتعاشاً خلال الشهر الأخير من العام الحالي، مدعوماً بالتوقعات الإيجابية لنتائج الشركات السنوية، بالإضافة إلى إقبال المحافظ الأجنبية على الاستثمار في البورصة القطريّة. وقال الخبراء: إن بورصة قطر تمكّنت من لفت أنظار المستثمرين حول العالم، رغم الحصار الجائر، من خلال المُحافظة على موقعها كواحدة من أفضل أسواق المنطقة. وهو ما دفع المتعاملين الأجانب إلى تكوين مراكز مالية جديدة بالأسهم القيادية، الأمر الذي دفع السيولة للارتفاع بشكل قياسي خلال تعاملات الأسبوع الماضي. وأكّدوا أن مؤشر بورصة قطر حافظ على استقراره خلال الجلسات الماضية على رغم من الأجواء الجيوسياسية في المنطقة التي تؤثّر على نفسية المستثمرين بشكل أو بآخر،، وإن رأى آخرون أنّ المؤشر سيظلّ يشهد تذبذباً في نطاق ضيق على مدى الأسبوعين المقبلين لترقب المستثمرين نتائج الشركات للربع الأخير من العام الحالي، ومن ثم سيبدأ اتجاهاً صعودياً، لاسيما في ظلّ متانة العوامل الاقتصادية بقطر. وأكّد الخبراء أن أسعار الأسهم القطرية جاذبة للشراء الفترة الحالية، وتشكّل وجهة استثمارية متميزة لمديري الصناديق والمؤسسات الاستثمارية الدولية، مشيرين إلى أن انخفاض أسعار الأسهم ساهم في إيجاد فرص شراء انتقائية، خاصة لأسهم الشركات التي تواصل الربحية، وتعطي أرباحاً سنويّة مُجزية للمُستثمرين. وقالوا: إنه في ظلّ استمرار الانخفاض في الأسعار، تبرز فرص استثمارية مغرية، للمستثمرين الراغبين في الاستفادة من توزيعات أرباح الشركات، بعدما سجّلت أسعار الأسهم مزيداً من الهبوط، وصلت معها إلى مُستويات سعرية جذّابة من حيث مُكررات الأرباح. وذكر الخبراء أن موجة التراجع التي تعرض لها مؤشر السوق خلال الجلسات الماضية، تأتي نتيجة لقلق بعض المستثمرين بسبب الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، إلا أنهم أشاروا إلى أن السوق بدأ يعطي إشارات إيجابيّة قوية؛ حيث حملت تعاملات البورصة في آخر جلسات الأسبوع الماضي إشارات جديدة حيال المسار المُرتقب للبورصة الفترة المُقبلة، بعد أن خيّمت أجواء متفائلة على تعاملات السوق. وأشاروا إلى أن بورصة قطر تعدّ من أفضل الأسواق الخليجية، ويرجع السبب للمصداقية والشفافية التي تتمتع بها البورصة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار بعض الأسهم إلى أقلّ من مُستوياتها الدفترية، كما أن مكررات الربحية وصلت لأقلّ من 11 مرة، وتوقعوا، زيادة تداولات السوق والإقبال على الشراء بداية الشهر القادم وذلك بعد عودة كبار المستثمرين وضخّ السيولة بالسوق ما ينعش حركة التداول. وأفاد الخبراء بأن البورصة خلال الفترة الماضية لا تعكس قوة الاقتصاد القطري، وذلك يرجع إلى عامل الخوف والقلق الذي يسيطر على المستثمرين نتيجة للأوضاع الجوسياسية في المنطقة، مؤكدين أن السوق يحمل الكثير من الفرص الاستثمارية، وأشاروا إلى أنه من المتوقّع أن تكون الأسهم القيادية والكبرى هي المحرك الرئيسي لحركة التداول في الفترة المقبلة، على أن تشهد الأسهم الصغيرة عمليات تصحيح للصعود الذي سجّلته بعد تغيير قيادات البورصة على أن يكون صعودها في موجة تالية للأسهم القيادية.
مشاركة :