هو عبارة عن نزف مهبلي يحدث بعد 12 شهراً من انقطاع الدورة الشهرية لدى النساء اللواتي بلغن هذه المرحلة من انقطاع الطمث، وعادة ما تحدث هذه المرحلة بين عمر 45 – 54 سنة، وعند أغلب النساء بين عمر 50 – 52 سنة، إنّ 20 – 30% من النساء اللواتي بلغن مرحلة انقطاع الطمث يُصبن بنزف مهبلي، لذا يجب أن يتم فحص المرأة على الدوام من قبل طبيب. إن أسباب النزف الأكثر شيوعاً للنزف بعد مرحلة انقطاع الطمث أهمها العلاج الهرموني، حيث تُصاب أكثر من نصف النساء بعد البدء بالعلاج الهرموني بتنقيط أو نزيف، وقد يؤدي العلاج البديل بهرمون "الإستروجين" إلى تحفيز نمو بطانة الرحم، وعندما تتساقط بطانة الرحم يحدث النـزف، وقد يزيد هذا النمو في بطانة الرحم من احتمال إصابة المرأة بسرطان الرحم، لهذا السبب يتم إضافة "البروجسترون" وذلك للحد من هذه المشاكل لكنه قد يتسبب بحدوث نزف عند النساء اللواتي بلغن مرحلة انقطاع الطمث. ومن الأسباب أيضاً ترقق بطانة المهبل أو الرحم، حيث يؤدي فقدان "الإستروجين" الذي يحدث في مرحلة انقطاع الطمث إلى ترقق بطانة الرحم وتكسر الأوعية الدموية وحدوث النـزيف. كذلك من أسباب النزف السلائل أو ما يُعرف بالزوائد اللحمية، وهي عبارة عن نمو غير سرطاني ينشأ من الأنسجة المبطنة للرحم أو عنق الرحم. ويعتبر فرط تنسج أو تضخم لبطانة الرحم من أسباب النزف أيضاً، وهو عبارة عن حالة من ازدياد نمو بطانة الرحم بشكل كبير، وهو ليس بسرطان لكن في بعض الحالات إذا لم يتم علاجه فإنه قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الرحم. ثم إن هناك من الأسباب الإصابة بسرطان بطانة الرحم، حيث يتم تشخيص حالة واحدة من كل 8 نساء يعانين من نزيف بعد مرحلة انقطاع الطمث بأنها سرطان بطانة الرحم، وقد يكون النزيف المهبلي من الدلائل المبكرة على سرطان عنق الرحم، وفي حال تم الكشف عنه مبكراً فإنه يمكن معالجة هذا النوع من السرطان بنجاح في حالات كثيرة. كذلك هناك أسباب أخرى محتملة للنزف المهبلي لكنها نادرة الحدوث وذلك مثل: التهاب الرحم أو عنق الرحم. قد تكون بعض المسببات غير طبية، فأنماط الحياة والضغوط قد تتسبب بحدوث النزف، فقد يؤدي فقدان الوزن الشديد إلى إطلاق "الإستروجين" المخزن في الأنسجة الدهنية ويتسبب بحدوث نزيف، وقد يؤدي الضغط العاطفي الشديد في بعض الأحيان إلى نزيف بعد مرحلة انقطاع الطمث. الإصابة بأنواع أخرى من السرطان مثل سرطان عنق الرحم. ويقوم الطبيب المعالج بمراجعة التاريخ الطبي للمريضة ومن ثم سيجري لها فحصاً سريرياً، وتحاليلاً للدم إن لزم الأمر، وقد تحتاج المريضة إلى إجراء فحوص أخرى حسب الأعراض الموجودة لديها، ومن أهم تلك الفحوصات، فحص مسحة عنق الرحم، حيث يتم إجراء هذا الفحص للكشف عن التغيرات المبكرة في خلايا عنق الرحم، وذلك لأن هذه التغيرات قد تكون أول العلامات التحذيرية لوجود مشكلة ما، لذا ننصح أن تسأل المرأة طبيبها عن مدى حاجتها لتكرار هذا الفحص، ومن الفحوص الأخرى التي قد تحتاجها المرأة فحص خزعة بطانة الرحم، ويتم إجراء هذا الفحص باستخدام أنبوب بلاستيكي رفيع لإزالة جزء صغير من نسيج بطانة الرحم لفحصه في المختبر والكشف عن أي خلايا غير طبيعية، كذلك قد تحتاج المريضة لفحص التصوير بالموجات فوق الصوتية، ويُجرى هذا الفحص للبطن أو عبر المهبل، ويتم إجراء هذا الفحص للكشف على تجويف الرحم والمبيضين ويعتمد نوع العلاج الذي يقرره الطبيب على مسببات النزيف، حيث قد يشمل العلاج ما يلي: العلاج الهرموني: حيث يستخدم "البروجسترون" في حال ازدياد نمو بطانة الرحم بشكل كبير. الجراحة: قد تحتاج المريضة إلى إجراء عملية جراحية في حال كانت هناك أجزاء نامية مثل الزوائد اللحمية أو الأورام الليفية وذلك بهدف استئصالها. ويتعين على المريضة الالتزام بحضور مواعيد المتابعة المحددة من قبل العيادة، وفي حال وجود أية أسئلة أو استفسارات فالرجاء الاتصال بعيادة أمراض النساء والولادة.. وأخيراً.. نصيحة لجميع النساء، نعلم تماماً أن مثل هذه المشاكل هي شديدة الحساسية، وندرك ما يتمتع به مجتمعنا من خصوصية، فيما يتعلق بمثل هذه الأمور، ولكن علينا ان ندرك أنه وفي حالات المرض والحفاظ على الصحة فإن على المرأة أت تتخلى قليلاً عن خجلها وتصارح طبيبها أو طبيبتها بما تشعر به وما يقلقها، وذلك أخذاً بالأسباب ولسرعة اكتشاف أي مرض، لذلك في حال حدوث نزيف بعد مرحلة انقطاع الطمث يتعين على المرأة إجراء فحص من قبل الطبيب، وكلما تم تحديد المسببات في وقت مبكر كانت فرصة العلاج أفضل. قسم النساء والولادة
مشاركة :