مهرجان منصور بن زايد للخيول العربية الأصيلة يحصد نجاحاً متميزاً

  • 11/25/2017
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

إذا كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يعد وعن وجه حق باني دولة الإمارات، فإن إرثه لم يكن فقط في البشر والحجر، وهو واقع، بل تجاوز ذلك ليعيد إحياء التراث الإماراتي المتجذر، حيث يحتل الجواد العربي الأصيل مرتبة مميزة بما يعيد إلى الذاكرة أدب الفروسية والشرف والرجولة، وكل ما يرتبط به. وغياب الشيخ زايد لم يغيِّب هذا الاهتمام. ولعل الدليل الدامغ على ذلك ما شهدته أبوظبي الأسبوع الماضي ما يشبه «عيد» الخيول العربية الأصيلة متمثلا بـ«مهرجان الشيخ منصور بن زايد العالمي للخيول العربية الأصيلة» الذي أخذ يحصد في الإمارات وفي عواصم ومدن عالمية أخرى النجاح تلو الآخر، بفضل الرعاية التي يحظى بها من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد، ومن سلطات أبوظبي بشكل عام. في الكتيب الذي أُعِد بمناسبة المهرجان، جاء في كلمة الشيخ منصور بن زايد تذكير بـ«الإرث» الذي تركه الشيخ زايد المولود قبل مائة عام، وبحب الخيول العربية الأصيلة الذي غرسه في أبنائه، مضيفاً أن الحصان العربي «جزء من الثقافة والتراث» العربيين. وشدد الشيخ منصور على أن حصول السابقات المصاحبة للمهرجان تجعل من أبوظبي وجهة مميزة على الخريطة العالمية لهذه السباقات، ومؤكداً على الالتزام بـ«استمرار الدعم لخيول السابق العربية الأصيلة عبر العالم». حقيقة الأمر أن المهرجان الذي تستضيفه عاصمة الإمارات كل عام في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) نضج وكبر وأطفأ عشر شمعات. ومع كل عام، كان المهرجان بما يتضمنه من نشاطات وندوات ولقاءات وسباقات يأتي بإضافات لإغناء صناعة الخيول العربية الأصيلة التي تشهد نهضة رائعة في البلدان العربية، ولكن أيضاً في بلدان خارجية أخرى مثل بولندا وإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا... وتقول لارا صوايا، المديرة التنفيذية للمهرجان الذي أطلقته ورعته منذ البداية، إن الأهداف متعددة، منها بدايةً «توفير المعرفة وأحدث الطرق الخاصة باستيلاد وتربية الخيول العربية الأصيلة». وثانيها، توفير كل المهارات للمتدربين والخيالة من الشباب من الجنسين. أما ثالثها فهو «فرض سباقات الخيول العربية الأصيلة على أجندة السباقات العالمية». من هنا، تأتي أهمية المشاركات التي يوفرها المهرجان خلال جميع شهور العام في كثير من السباقات التي تجري عبر العالم. وباختصار شديد، فإن فلسفة المشرفين على المهرجان هي التأكيد على «التفاعل» بين القارات والثقافات واكتساب ما يمكن اكتسابه من أحدث ما توصلت إليه البحوث والمعارف والممارسات حتى تكون الفروسية العربية متكاملة الأبعاد والعناصر في هذه الصناعة من ألفها إلى يائها. من الصعب اختصار ما دار خلال أسبوع من ندوات ونقاشات واتصالات وسباقات بسبب الكثافة والثراء الواضحين. لكن ما هو ثابت أن أبوظبي بمن احتضنته من الضيوف «800 مدعو» الذين أموها من 81 بلداً تحولت مرة أخرى إلى عاصمة صناعة الخيول العربية الأصيلة. واللافت كان التنوع في اهتمامات ومشارب الضيوف بين ملاكين وأصحاب إسطبلات معروفة على المستوى العالمي وأطباء بيطريين ومتخصصين في علم الفروسية ومدربين... ولم يقتصر الأمر على هؤلاء بل جاء، وككل عام، مسؤولون إماراتيون وسفراء وإعلاميون بحيث تحول أسبوع أبوظبي إلى حدث عالمي، لا بل إن العاصمة الإماراتية تحولت إلى «محطة إلزامية» لمن يريد إسماع رأيه أو الحديث عن تجربته أو بكل بساطة أن يستفيد من حدث استثنائي. فضلاً عن ذلك، فإن اللقاءات والندوات التي حصلت وفّرت الفرصة للمنظمين بأن يكشفوا عن طموحاتهم للسنوات المقبلة، إذ إنه، رغم ما تحقق حتى الآن، وهو كثير، ما زالت لديهم أفكار ومشاريع وخطط ستبرز شيئاً فشيئاً انطلاقاً من عام 2018. ثم كانت هناك السباقات الكثيرة التي حصلت خلال الأسبوع المشار إليه، وأهمها السباق النهائي في اليوم الأخير، حيث المنافسة كانت حاميةً، والجوائز كبيرة، حيث الجائزة الكبرى جاوزت المليون دولار. واللافت أن الحدث لم يبقَ محض رياضي، بل تحول إلى حدث اجتماعي بما ضمه من مدعوين ومدعوات استضافهم مضمار أبوظبي الواقع في قلب العاصمة الإماراتية. كما أنه تحول إلى حدث جماهيري بسبب كثافة المتوافدين لمشاهدته. وبصراحة، فإن طريقة تقديم الخيول المتسابقة والفرسان تستخدم أحدث تقنيات النقل حرفية المتميزة لإيصال هذا الحدث، كما أنه، خصوصاً، وفر أجواء رائعة نالت استحسان الحاضرين، كما أسهم في إنجاح هذه السباقات الطقس اللطيف الذي خيم على أبوظبي مساء، والذي فاجأ الأجانب الذين تكونت لديهم أفكار مبسطة عن مناخات الخليج وتحولاتها. وفي هذه الأوبرا الرياضية الثقافية الاجتماعية، تألقت المديرة التنفيذية للمهرجان لارا صوايا ككل مرة في توفير جميع العناصر المادية والعلمية والرياضية التي تجعل هذا الحدث عالمياً بامتياز.

مشاركة :