صنعاء (أ ف ب) - حطت في مطار صنعاء السبت طائرة محملة بلقاحات الأطفال، في أول مساعدات تصل الى العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين منذ ثلاثة أسابيع حين أغلق التحالف العسكري بقيادة المملكة السعودية كل منافذ البلد الفقير. والطائرة تابعة لمنظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) وحملت على متنها 1,9 مليون لقاح، بحسب ما أفادت مديرة مكتب المنظمة في اليمن ميريتشيل ريلانو في تغريدة في تويتر. وذكرت يونيسف على حسابها في تويتر ان اللقاحات التي يبلغ وزنها 15 طنا تهدف الى حماية نحو 600 الف طفل من امراض عديدة بينها الخناق. وكان اطباء يمنيون اعلنوا الاربعاء ان ثلاثة اشخاص فارقوا الحياة جراء اصابتهم بمرض الخناق، بينما حذرت المنظمات الدولية من انتشار هذا المرض في البلد الذي شهد مؤخرا انتشارا كبيرا لمرض الكوليرا ما تسبب في وفاة مئات المدنيين. والى جانب طائرة المساعدات، حطت السبت أيضا في مطار العاصمة ثلاث طائرات اخرى تابعة لبرنامج الأغذية العالمي واللجنة الدولية للصليب الاحمر، تنقل عمال إغاثة. ومنذ 2014، يشهد اليمن نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية. وخلّف النزاع اليمني اكثر من 8650 قتيلا وتسبّب بأزمة انسانية حادة. ويتحكم التحالف العسكري بحركة الطيران والسفن في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، ويسمح فقط بدخول المساعدات الى المطارات والموانئ الواقعة في هذه المناطق. لكن التحالف فرض على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية حصارا شاملا على اليمن مانعا دخول المساعدات بعدما اطلق المتمردون الحوثيون صاروخا بالستيا في 4 تشرين الثاني/نوفمبر تم اعتراضه فوق مطار الرياض. وذكر حينها ان قراره هذا اتخذ من اجل "سد الثغرات الموجودة في إجراءات التفتيش الحالية والتي تسببت في استمرار تهريب تلك الصواريخ والعتاد العسكري إلى الميليشيات الحوثية"، متهما ايران بتزويدها هذه الاسلحة. - الامل لا زال حيا - وصلت الطائرات الى صنعاء بعد ثلاثة أيام من اعلان التحالف السماح باعادة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة أمام المساعدات، وسط تحذيرات دولية من عواقب وخيمة على المدنيين جراء استمرار الحظر. وقبل ذلك قالت السلطات في مطار صنعاء ان المطار بات جاهزا للتشغيل الكامل بعد أسبوع من استهداف غارة للتحالف العسكري جهاز الارشاد الملاحي فيه وتدميره. واكدت هيئة الطيران المدني في المطار السبت ان الطائرات التي وصلت إلى مطار صنعاء كان على متنها ثمانية من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر و23 موظف إغاثة من برنامج الأغذية العالمي ويونيسف. وقال مصدر في الهيئة لموقع وكالة "سبأ" المتحدثة باسم المتمردين ان "الرحلات التي وصلت غير كافية"، مطالبا بالسماح "لكافة الرحلات بما فيها رحلات الخطوط الجوية اليمنية بالوصول إلى المطار لإنقاذ حياة المرضى وإعادة العالقين في الخارج". وقبيل اعلان التحالف رفع الحظر عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، حذّرت وكالات أممية من أن "آلاف الأبرياء سيموتون" في اليمن اذا لم يرفع الحظر عن دخول المساعدات الى البلد الغارق في نزاع مسلح. وكتب المدير الاقليمي ليونيسف غيرت كابيلياري في حسابه بتويتر بعد وصول المساعدات السبت "لا شيء يمكن ان يوقف معركتنا (...) وصلت اللقاحات الضرورية"، مضيفا "الأمل لا زال حيا". وأفادت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي ان سفينة تابعة للبرنامج محملة بالمساعدات الغذائية تنتظر السماح لها بالدخول الى ميناء الحديدة الخاضع ايضا الى سيطرة المتمردين. ويُعدّ ميناء الحديدة، الواقع في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون، منفذا رئيسيا لجهود الاغاثة الاممية. ويطالب التحالف بوضع الميناء تحت اشراف الامم المتحدة، متهما المتمردين باستخدام شحنات المساعدات لتهريب الأسلحة. وتقول الامم المتحدة إن اليمن يواجه أخطر الازمات الانسانية في حين بات معظم سكانه يعتمدون على المساعدات الانسانية وبينهم سبعة ملايين يواجهون خطر المجاعة.عبدالكريم المراني © 2017 AFP
مشاركة :