تترقب الدوائر السياسية في بيروت، لقاءا ـ غير مستبعد ـ بين رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، الذي أعلن التريث في موضوع استقالته، وبين حسن نصر الله، زعيم «حزب الله»، وفي إطار البحث معه في ما يمكن تقديمه لضمان النأي بالنفس الجدي عن أزمات المنطقة. ولم تستبعد مصادر سياسية لبنانية، أن يلتقي الحريري «حزب الله»، في حواره مع الفرقاء داخل الساحة السياسية اللبنانية، تأسيسا على إمكانية البناء على «الموقف الهادئ الذي صدر عن الأمين العام لحزب الله «حسن نصر الله» في خطابه الأخير حول أزمة الاستقالة.. وفي تقدير هذه المصادر، أن إعلان نصر الله أنه مستعد للحوار، قد يكون مقدمة للبحث مع الحريري في ما يمكن تقديمه لضمان النأي بالنفس الجدي عن أزمات المنطقة.. وترى المصادر، أن «حزب الله» يفضل أمام المواقف الخارجية المتصاعدة حيال دوره الإقليمي، أن يتجنب قيام حرب ضده وضد البلد. ويأتي ترقب الدوائر السياسية في بيروت، حوار «الحريري ـ حزب الله »، مع تسارع الاتصالات والحوارات السياسية الثنائية والمتفرقة التي يتولاها رؤساء الجمهورية العماد ميشال عون، والمجلس النيابي نبيه بري، والحكومة سعد الحريري، من أجل العودة إلى اعتماد لبنان والفرقاء فيه، وخصوصاً «حزب الله»، سياسة النأي بالنفس عن حروب المنطقة، لمعالجة التأزم في علاقات لبنان بدول الخليج التي تتهم الحزب بالتورط في أعمال أمنية داخلها. الأمر الذي يتوافق، مع إعلان الحريري أنه «علينا أن نتحاور جميعاً لكي نصل إلى بر الأمان ونحافظ على سلامة البلد واللبنانيين، وعلى علاقاتنا مع كل الدول العربية الشقيقة التي لديها الحق في أن تحافظ على أمنها. ونريد أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية».. وبينما قال الرئيس عون أمس، إن «لبنان اجتاز خلال الأيام الأخيرة الأزمة الحكومية التي مرّ بها بجهد ديبلوماسي كبير»، مؤكداً أن «ليس هناك من أزمات لا يمكن حلها لما فيه مصلحة لبنان». ومن جانبها أكدت مصادر في «تيار المستقبل»، أن الحريري لمس تجاوباً من الرئيسين عون وبري حول ضرورة العمل من أجل إيجاد آلية عملية للنأي بالنفس من جانب «حزب الله» عن صراعات المنطقة، في شكل جدي. وأن الحريري مقتنع بصدق الرئيس عون في السعي إلى حلول تجنب لبنان التوتر والانقسام.. ورجحت المصادر أن يتولى الرئيس «عون» حواراً مع الفرقاء السياسيين، كل على حده، لتبادل الأفكار حول المخرج من أزمة علاقات لبنان مع الدول العربية، بدلاً من الدعوة إلى حوار موسع في القصر الجمهوري. وتوقعت نفس المصادر، من داخل «تيار المستقبل»، أن يقوم رئيس مجلس النواب، نبيه بري، نتيجة اتفاقه مع الحريري، بوضع قيادة «حزب الله» في أجواء الموقف العربي الحقيقي الرافض ممارسات الحزب في عدد من الدول العربية، إضافة إلى أن الحريري نفسه ينوي توسيع لقاءاته التي بدأها مع الأحزاب والقيادات المعنية من دون استثناء. وعلى هامش الاتصالات والمشاورات بين الفرقاء اللبنانيين، لتجنب الأزمات، والنأي بالنفس عن صراعات المنطقة والدول المجاورة.. أعلنت مديرية أمن الدولة ، نبأ توقيف زياد عيتاني، الممثل والمخرج والكاتب ، بشبهة التعامل مع العدو الإسرائيلي، والعمل على تأسيس نواة لبنانية تمهد لتمرير مبدأ التطبيع مع إسرائيل، والترويج للفكر الصهيوني بين المثقفين. وتزويدهم بتقارير حول ردود أفعال الشارع اللبناني بجميع أطيافه بعد التطورات السياسية التي طرأت خلال الأسبوعين الفائتين على الساحة اللبنانية. وقالت مصادر التحقيق معه أنه اعترف بتكليفه من مشغليه بجمع معلومات عن تحركات وزير الداخلية نهاد المشنوق، والوزير السابق عبد الرحيم مراد تمهيداً لاستهدافهما. وجرى إطلاع الرئيسين عون والحريري على فحوى التحقيقات الأولية، فاتصل عون بالمشنوق لتهنئته بالسلامة.
مشاركة :