10 مقابر جماعية للضحايا من أهالي الروضة والشهداء إلى 305 بينهم 27 طفلاً - خارجيات

  • 11/26/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فيما لفّ الحداد مصر وسط أجواء من الحزن والغضب، واصل الجيش توجيه ضربات مكثفة لمواقع الجماعات التكفيرية والإرهابية التي توعدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ«القوة الغاشمة» رداً على مجزرة مسجد الروضة في شمال سيناء، التي ارتفعت حصيلة ضحاياها إلى 305 شهداء بينهم 27 طفلاً و128 جريحاً. وفي اليوم الأول من الحداد المعلن لثلاثة أيام، أقيمت في المساجد صلاة الغائب لراحة أنفس الضحايا الذين تم تشييعهم اعتباراً من ليل أول من أمس وطيلة نهار أمس، كما قرعت أجراس جميع كنائس مصر في تمام الثانية عشرة ظهراً حداداً على أرواح الشهداء، بناء على قرار من بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني. وقال عدد من أهالي قرية الروضة لـ«الراي» إن معظم الجثامين تم دفنها في وقت متأخر وتتم عمليات الدفن تباعاً، فيما تم نقل جثامين لشهداء من خارج محافظة شمال سيناء، إلى محافظاتهم. وذكر الأهالي أن جثامين الشهداء نقلت لمثواها الأخير في مواكب جماعية انطلقت من مكان استشهادهم بالمسجد حتى مقابر منطقة مزار، على أطراف القرية، وفيها جرى دفنهم في 10 مقابر جماعية. وشيع الآلاف من أبناء قرية ميت حبيب التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية، وسط دلتا مصر، جثماني السعيد أبو عيطة مدير مدرسة ببئر العبد، ونجله أحمد. وفي الشرقية، شيع أهالي مركز ومدينة كفر صقر، أربعة من أبناء المركز، في حين شيع المئات من أهالي قرية قشطوخ التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، جثمان الشهيد ياسر هديوي الشبراخيتي. وتزاحم أقارب للضحايا أمام مستشفى الاسماعيلية، المدينة القريبة من قناة السويس في شمال شرقي البلاد، والذي نُقل إليه الجرحى لتلقي العلاج، في حين دعا السيسي القوات المسلحة إلى اقامة نصب لتكريم الضحايا. وكان لهذا الاعتداء البربري الذي يندر حدوثه داخل مسجد، وهو بين أكثر الهجمات دموية في العالم منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001، وقع الصدمة على المصريين. وتزامن الحداد وتشييع الشهداء مع تواصل الاستنفار الأمني في شتى أنحاء مصر، وسط تشديد الإجراءات في محيط المنشآت الحيوية تحسباً لأي هجمات إرهابية. وبعد ساعات على توعد الرئيس السيسي الإرهابيين بالقوة الغاشمة وتشديده على أن القوات المسلحة ستثأر للشهداء، نفذ الجيش خلال الليل غارات جوية في منطقة الهجوم شرق سيناء، حيث تحارب القوات المسلحة ما يعرف بتنظيم «ولاية سيناء» الفرع المصري لتنظيم «داعش». وقال الناطق باسم الجيش تامر الرفاعي انه في إطار ملاحقة القوات المسلحة للعناصر الإرهابية المسؤولة عن استهداف المصلين بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد، «قامت القوات الجوية بمطاردة العناصر الإرهابية واكتشاف وتدمير عدد من العربات المنفذة للهجوم الارهابي الغاشم وقتل من بداخلها في محيط منطقة الحدث». وأشار إلى استهداف عدد من «البؤر الارهابية» التي تحتوي على أسلحة وذخائر خاصة بالعناصر «التكفيرية»، مؤكداً مواصلة التعاون مع القوات الجوية لتمشيط تلك المنطقة والبحث عن باقي «العناصر التكفيرية» للقضاء عليها. وقالت مصادر مصرية إنه صدرت أوامر رئاسية إلى قادة الجيش والشرطة، لانطلاق عملية عسكرية وأمنية موسعة في منطقة شمال ووسط سيناء. من جهتها، كشفت النيابة العامة، في بيان، أمس، عن تفاصيل الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة في القرية التي تحمل الاسم نفسه بمنطقة بئر العبد التابعة لمدينة العريش في شمال سيناء. وأوضحت أنه «بعد بدء إلقاء خطبة الجمعة... فوجئ المصلون بقيام عناصر تكفيرية يتراوح عددهم بين 25 و30 شخصاً... يرفعون علم (داعش) ويحملون الاسلحة النارية وأخذوا في إطلاق النار على المصلين». وأضاف البيان ان المهاجمين، وبعضهم ملثم، كانت شعورهم طويلة ويرتدون بزات عسكرية ويحملون أسلحة نارية وأنهم «اتخذوا مواقع أمام باب المسجد ونوافذه البالغ عددها 12 نافذة... وأطلقوا النار بطريقة عشوائية داخل المسجد». وأشارت النيابة إلى أن المسلحين أتوا على متن خمس سيارات رباعية الدفع وأضرموا النار في سيارات المصلين. ونقلت النيابة عن جرحى التقتهم فرق التحقيق في المستشفيات أنهم سمعوا «أعيرة نارية كثيفة خارج المسجد مع أصوات انفجارات عالية، تبعه دخول» المسلحين للمسجد. واضافت النيابة أنها وجدت «آثار دماء كثيفة تحيط (الجثث) وسط المسجد ودورات المياه»، مشيرة إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 305 بينهم 27 طفلاً، إضافة إلى 128 مصاباً. ويتقاطع ما أعلنته النيابة العامة، مع روايات الشهود التي أكدت أن مرتكبي الهجوم أحاطوا المسجد بسيارات رباعية الدفع وقاموا بزرع عبوة ناسفة خارجه. وبعد انفجار العبوة، بدأ المسلحون بإطلاق النار على المصلين الذين أصيبوا بذعر وكانوا يحاولون الفرار، إلا أن المهاجمين أضرموا النار في سيارات متوقفة في المكان بهدف قطع الطريق. وروى مجدي رزق الذي أصيب بجروح في المسجد ان المسلحين الذين كانوا ملثمين ويرتدون بزات عسكرية، «اقتحموا المسجد وكان عددهم بين عشرة أشخاص وعشرين شخصاً»، مشيراً إلى أن «عدد القتلى كان أكبر من الجرحى». وأضاف «كانوا ملثمين ويرتدون بزات عسكرية»، موضحا ان الاسر المقيمة في المنطقة التي تقطنها غالبية من الصوفيين تعرضت لتهديدات من مجموعات متطرفة. ووسط أجواء الحزن في قرية الروضة، يواصل فريق أمني من المحققين وفريق من النيابة العامة، إجراء التحقيقات حول ملابسات الحادث، وعمل المعاينات التصويرية والحصول على أدلة من فوارغ وآثار الطلقات النارية المستخدمة، وسؤال شهود العيان. وإثر وقوع الهجوم، قررت السلطات المصرية إرجاء فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، بسبب الظروف الأمنية في سيناء، علماً أنه كان مقرراً فتحه أمس ولمدة ثلاثة أيام. وفيما توالت برقيات العزاء والاتصالات الهاتفية من القادة في العالم، أعلنت الرئاسة المصرية، تأجيل زيارة الرئيس السيسي، إلى سلطنة عمان، نظراً للظروف الحالية. وفي عملية إرهابية جديدة، استشهد 3 مصريين وأصيب 4 آخرون بإصابات متنوعة، جراء سقوط قذيفة أطلقت من تكفيريين على منزل في وسط سيناء. وقالت مصادر أمنية إن ضحايا الحادث هم: سليمان سالم محمد (52 عاماً)، وهدى سلمان علي (27 عاماً) ونعمة سلام علي (18 عاماً). قضائياً، قضت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار حسن فريد، بالإعدام على 7 متهمين (3 غيابياً، و4 حضورياً)، كانت قد أحالت في الجلسة الماضية أوراقهم إلى المفتي، والسجن المؤبد لـ 10 (اثنان غيابياً و8 حضورياً) والسجن المشدد 15 عاماً لـ 3 متهمين حضورياً، بعد إدانتهم بتشكيل خلية إرهابية في مرسى مطروح تتبع فرع تنظيم «داعش»، وهي القضية المعروفة إعلامياً بتنظيم «داعش ليبيا»، التي نفذت عملية إعدام 21 من الأقباط في ليبيا. من الحدث «الترابين» تتّحد مع الجيش أعلن اتحاد قبائل سيناء أن شباب قبيلة الترابين المصرية، تمركزوا في بعض المناطق الشرقية في سيناء، وأعلنوا دعمهم الكامل لقوات الجيش والشرطة، مطالبين ببدء عملية عسكرية واسعة ضد الإرهاب من الشرق حتى البحر. ودعا شباب القبيلة، في بيان، بقية القبائل في سيناء للانضمام وبدء التمشيط «متر متر» حتى لو استمرت الحملة سنة كاملة، على حد تعبيرهم. أمير قطر يعزي الرئيس المصري الدوحة - وكالات - بعث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برقية تعزية إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في ضحايا التفجير الارهابي الذي استهدف مسجداً شمال سيناء. وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن الشيخ تميم أعرب للرئيس المصري في البرقية عن تعازيه في ضحايا التفجير الارهابي، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين. وأكد إدانة دولة قطر واستنكارها الشديدين لهذه الجريمة الوحشية التي تتنافى مع كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية. بدوره، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن: «ندين بشدة جميع الأعمال التي تستبيح الدماء والمقدسات وبيوت الله، وتزهق أرواح الأبرياء بلا ذنب، الهجوم على مسجد في سيناء مثيرٌ للاشمئزاز». لودريان: المسلمون أول ضحايا الإرهاب بكين - ا ف ب - أكد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أن المسلمين «هم غالباً أول ضحايا» الإرهاب، وذلك غداة المجزرة التي وقعت في مسجد شمال سيناء، مندداً بـ«الهمجية» لدى منفذي الهجوم الذي وقع أثناء صلاة الجمعة أول من أمس. وقال وزير الخارجية الفرنسي، الذي يزور الصين، في تصريحات أمس، إنه أبلغ نظيره المصري سامح شكري بـ«وقوف فرنسا إلى جانب (مصر) في مواجهة هذه المأساة» التي راح ضحيتها 305 شهداء من المصلين. وأضاف: «هذه ليست المرة الأولى التي يضرب فيها الارهاب المسلمين. هم غالباً أول ضحايا الارهاب الذي يرتكب باسم الاصولية الاسلامية». وقال الوزير الفرنسي ان «طريقة التنفيذ والمكان والأساليب تدفعنا إلى الاعتقاد بأن مجموعة تابعة لـ(داعش) هي المسؤولة عن الهجوم». قاديروف يصف مرتكبي المجزرة بـ «كلاب الجحيم» موسكو - «روسيا اليوم» - وصف رئيس الشيشان رمضان قاديروف، منفذي الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة في شمال سيناء بـ «كلاب الجحيم». وقال الرئيس الشيشاني، أمس، «ملعون من الله ورسوله محمد (صلى الله عليه وسلم)، ما فعله كلاب الجحيم في هجومهم الآثم وتفجيرهم الإجرامي داخل المسجد، ثم فتحهم النار على الناجين... واليوم، حوّل الإرهابيون المئات من النساء إلى أرامل، ويتّموا آلاف الأطفال، وهم أنفسهم سوف يحرقون في نار جهنم الأبدية. لعن الله ألف مرة أولئك الذين يدعمون الإرهابيين، حتى ولو أطلقوا على أنفسهم أسمى وأنبل الأسماء، ومهما تذرعوا بمثل وأفكار. رد فعل السلطات المصرية وحلفائها يجب أن يكون فوريا، قاسيا، وشرسا، مقارنة بما فعله هؤلاء المسلحون في المسجد».

مشاركة :